أكد فوزي درار رئيس المخبر الوطني لمراقبة الأنفلونزا بمعهد باستور الجزائر أن اللقاح هو الحماية ولاضمان الوحيد للوقاية من خطر انتشار وتفشي جائحة فيروس أنفلونزا الخنازير، باعتبار أن باقي الإجراءات الوقائية تبقى ثانوية بالنظر إلى أهمية التلقيح الذي بإمكانه أن يحصن المواطنين ويساهم في تقليص عدد الإصابات والوفيات. أشار الدكتور درار خلال الندوة الصحفية التي نشها أمس بمقر وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى أهمية استعمال اللقاح المضاد لفيروس »أش 1 أن 1«، حيث أوضح أن الجزائر عرفت الموجة الأولى من الداء نهاية شهر نوفمبر الفاطر وستعرف قريبا الموجة الثانية التي قد تخلف عدد كبير من الضحايا، في انتظار موجة أخرى محتملة في الصيف المقبل، وعليه فإن الوقاية الوحيدة من انتشار الفيروس تبقى اللقاح، وفي هذا السياق أكد المتحدث أن هناك إجماع عالمي على ضرورة العمل وفق إستراتيجية فعالة للتلقيح كضمان وحيد للتحكم في الانتشار الرهيب للفيروس. وعن الأعراض الجانبية للتلقيح قال درار إنها أعراض عادية قد تظهر بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من العملية ولا يمكنها أن تخرج عن أعراض الحساسية التي قد تسبب بعض الآلام، أما الحديث عن أعراض بعد 30 أو 36 ساعة كما حدث بالنسبة للطبيبة المتوفية بمستشفى سطيف فهذا غير معقول، ولو قارنا جميع مضاعفات اللقاح التي سجلت في دول أخرى لن نجد أي حالة مشابهة للحالة المزعومة بولاية سطيف. من جهته أكد سليم بلقسام المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الصحة أن تأخر نتائج التحاليل الخاصة بالطبيبة المتوفية بمستشفى سطيف يضع الوزارة الوصية في موقف حرج، لا سيما بعد أن عزف عديد الموظفين بالسلك الطبي عن استعمال اللقاح وسعى البعض منهم إلى تحريض المرضى والمواطنين عموما على تفادي هذا اللقاح، الأمر الذي انعكس بطبيعة الحال على المواطنين أنفسهم باعتبار أن الأطباء يمثلون قدوة بالنسبة لهم. بلقسام قال إن وزارة الصحة تنتظر قرار وكيل الجمهورية بمحكمة سطيف للإطلاع على نتائج التحاليل الخاصة بالسيدة المتوفية في وقت أشار فيه إلى أنه هنالك إجماع من طرف الأخصائيين يشير إلى وجود احتمال ضئيل يؤكد العلاقة بين اللقاح والوفاة. وبهدف تجاوز هذه المرحلة التي تعرف جمودا كبيرا، كشف بلقسام أن وزارة الصحة سطرت برنامجا تكوينيا وتحسيسيا جديدا حول أهمية التلقيح ضد الفيروس الوبائي »أش1 أن1« لفائدة مستخدميها، يحتوي على معلومات إضافية حول الفيروس، كما حذر من تجاوز ميثاق أخلاقيات المهنة التي تجبر الطبيب على حماية صحة المريض وتحمله المسؤولية في حالة التسبب في وفاته، مشيرا إلى إمكانية اللجوء إلى متابعة قضائية ضد الأطباء الذين يحرضون المرضى على عدم استعمال اللقاح. وفيما يتعلق بكلفة الكمية المستوردة والتي يجب استيرادها خلال الأشهر القادمة على مراحل أكدت الوزارة أنها دفعت التكلفة الإجمالية للقاح والتي تقارب 8 ملايير دج إلى معهد باستور الجزائر الذي يتكفل بدفع ثمن كل كمية يتم استلامها بعد إجراء التحاليل، ومن هذا المنطلق لا توجد أي نية في تقليص عدد وحدات اللقاح المقرر اقتنائها من مخبر »جي أس كا« الكندي. وحسب ما ردده بلقسام، فإن عملية التلقيح متواصلة في ظل كل الشائعات التي لا أصل لها من الصحة، حيث سيتم الانتقال إلى باقي الفئات المعنية باللقاح، بما يضمن سلامتها من الإصابة بهذا الفيروس، ليؤكد أن اللقاح المستورد من طرف الجزائر هو لقاح معتمد دوليا ولم يظهر أي خطورة في كل الدول التي استعمل فيها وان مساعد اللقاح الذي يحتويه هذا اللقاح يبقى فعالا وغير مضر بالصحة وذلك بعد أن أثبتت نجاعته عالميا.