شرعت أمس 900 قابلة وعدد من مستخدمي مراكز حماية الأمومة والطفولة التابعة ل21 ولاية في ندوة تحسيسية حول اللقاح المضاد لفيروس »أش1 أن1« تمت برمجتمها من طرف وزارة الصحة، حيث دعا المشاركون إلى ضرورة التلقيح الذي بإمكانه حماية المجتمع من أنفلونزا الخنازير والتقليل من انتشار الوباء. تدخل هذه الندوة الأولى من نوعها المبرمجة عن بعد بين المركزية والمؤسسات الصحية لمختلف الولايات في إطار الحملات التحسيسية وتجنيد مستخدمي القطاع حول اللقاح ضد أنفلونزا الخنازير، حيث نشط هذه الندوة التي شاركت فيها 21 مؤسسة صحية 7 من الوسط، 7من الشرق و7 من الغرب عن طريق الربط المباشر مع المركزية خبراء ومختصون من الوزارة ومعهد باستور ومختلف المؤسسات الاستشفائية للعاصمة. وقدمت الدكتورة سامية عمراني رئيسة لجنة البرنامج الوطني للقاح ضد »أش1أن1« بالمناسبة مختلف المراحل التي شهدت تطور انتشار الفيروس عبر القطر، مشيرة إلى التكفل بالحالات الخطيرة داخل المستشفيات وفي مقدمتها النساء الحوامل. أما الدكتور فوزي درار المكلف باللقاح بمعهد باستور الجزائر، فقد أشار من جهته إلى مختلف أنواع فيروسات الأنفلونزا التي فتكت بالعالم من بينها فيروس »أش1« الذي سجل انتشاره منذ 1918 مؤكدا بأن هذا الوباء غير منتظم الظهور ولكن يمكن الوقاية منه عن طريق التلقيح، داعيا إلى ضرورة التلقيح باعتباره الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تحمي المجتمع من الوباء وتقلل من انتشاره. وفيما يتعلق بتلقيح النساء الحوامل، أكد الدكتور درار بأن المنظمة العالمية للصحة توصي بتلقيح هذه الفئة لحماية الأم وجنينها لاعتبارهما في مقدمة الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس »أش1أن1«، أما بخصوص فعالية اللقاح أوضح المختص بأنه معترف به من طرف المنظمة العالمية للصحة والوكالة الأوروبية للأدوية بالإضافة إلى خضوعه إلى المراقبة من طرف معهد باستور الجزائر والمخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية. وعرض فريق طبي مختص في الأمراض المعدية بكل من مستشفى القطار والمستشفى الجامعي لبني مسوس الإجراءات الوقائية المرافقة لعملية التلقيح خاصة ما يتعلق بالنظافة، مؤكدين في مداخلاتهم على ضرورة احترام هذه الإجراءات التي غالبا ما يتسبب عدم احترامها في ظهور أعراض خطيرة بعد التلقيح. وشدت المداخلات المقدمة اهتمام المشاركين، حيث كانت مناسبة لنقاش ثري والإجابة عن انشغالاتهم المتعلقة بخطورة الفيروس وقابليته للتحول خلال الأيام المقبلة وكذا فعالية اللقاح وأعراضه الجانبية، حيث قال درار بخصوص خطورة الفيروس »إنه حتى الآن لم تشر أية معطيات إلى ذلك« وفي حالة حدوث تغيرات على الفيروس أكد المختص أنه »بعد استفادة جميع الفئات الأكثر عرضة للفيروس يمكن حماية المجتمع و وضع حد لانتشاره«. أما فيما يتعلق بالأعراض الجانبية للقاح، أوضح الدكتور درار أنها تتمثل في أعراض غير خطيرة تظهر بعد تلقى أي نوع آخر من اللقاحات والمتمثلة في احمرار البشرة وتسجيل حرارة خفيفة فقط، مؤكدا أنه من بين 500 ألف شخصا تلقى اللقاح تم تسجيل 31 حالة ظهرت بها أعراض جانبية بدون خطورة من بينها حالة واحدة دخلت المستشفى ويشتبه فيها أنها تمثل أعراض »غيلان باري« للإصابة ببكتيريا من أصل غذائي، حيث أن البرنامج التحسيسي الواسع الذي سطرته الوزارة من خلال الندوات المنشطة عن بعد سيعطى »نفسا جديدا« لتجنيد مستخدمي القطاع وتحسيسهم حول اللقاح المضاد لفيروس »أش1أن1«، فيما سيتم برمجة هذه الندوات أسبوعيا لفائدة عمال القطاع والجمعيات المهنية وجمعيات أولياء التلاميذ وكل الأسلاك المعنية بحملة التلقيح.