ذكرت صحيفة ''لوفيغارو'' الفرنسية أنه تقرر إلغاء الزيارة التي كانت مقررة من قبل وزير خارجية فرنسا، بيرنار كوشنير، إلى الجزائر الأسبوع المقبل، وهو تطور يأتي في وقت كان وزير الخارجية، مراد مدلسي، أعلن عن زيارة قريبة لوزير الخارجية الفرنسي شهر فيفري المقبل، منتقدا في نفس الوقت الاجراءات الفرنسية المتخذة ضد المسافرين الجزائريين، على غرار إجراءات واشنطن· وذكرت، أمس، صحيفة ''لوفيغارو'' الفرنسية على موقعها الإلكتروني أن ''السبب وراء إلغاء زيارة وزير خارجية فرنسا، برنار كوشنير، هو قبول فرنسا قائمة الدول السوداء التي اعتمدتها الحكومة الأمريكية، والتي تصنف الجزائر إلى جانب ثلاث عشرة دولة أخرى، بينها إيران واليمن والصومال ضمن البلدان التي يتعين أن يخضع رعاياها لمراقبات خاصة في المطارات الدولية''· وكان من المقرر أن يقوم كوشنير بزيارة إلى الجزائر لإجراء محادثات مع نظيره الجزائري، مراد مدلسي، بهدف تسوية بعض الخلافات التي طفت إلى السطح الأشهر الماضية، والتي تسببت في إلغاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى العاصمة الفرنسية باريس خلال السداسي الثاني من العام المنصرم· ولم يخف وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، بحر الأسبوع الجاري ''معارضة الجزائر جملة وتفصيلا لإجراءات التنقل الأمريكية والفرنسية، والتي قامت من خلالها بإدراج المسافرين الجزائريين ضمن 13 دولة أخرى معنية بالتفتيش الأمني الدقيق''، معتبرا أن ''الإجراء تعبير عن كيل بمكيالين تنتهجه واشنطن في سياستها الخارجية''· وقال حينها مراد مدلسي إن ''الجزائر تعارض إدراجها ضمن البلدان المعنية بإجراءات التنقل الجديدة التي فرضتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وباريس''، وأضاف في نفس السياق أن ''القرار غير سليم وهو تعبير عن موقفين متناقضين، من جهة هناك إشادة من واشنطن للدور الذي تلعبه الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، ومن جهة ثانية تسارع إلى تصنيف مسافريها ضمن الرعايا الذين يشكلون خطورة على الأمن الأمريكي''· وبالنسبة لمسؤول الدبلوماسية الجزائرية فإن ''حلا كهذا هو اصطناعي لا يحمل أي آفاق واعدة''، معتبرا ''قرار استدعاء السفير الأمريكي بالجزائر وسلسلة من المحادثات جمعت ممثل الجزائربواشنطن، عبد الله بعلي، بمسوؤلي السلطات الأمريكية، يندرج ضمن الدفاع عن كرامة الجزائريين''· للتذكير، فإن آخر إجراء قامت به الجزائر تجاه باريس كان استدعاء السفير الفرنسي بالجزائر بتاريخ 5 جانفي من الشهر الجاري، بالإضافة إلى مراسلة الخارجية الجزائرية لنظيرتها الفرنسية ممثلة في الوزير كوشنير، حيث تأمل الجزائر، حسب مدلسي، أن تكلل هذه التحركات بتغير في المواقف الفرنسية والأمريكية برد فعل سريع، لاسيما أن الجزائر تستعد لاستقبال وزير العدل الأمريكي في الأيام القليلة المقبلة ووفد جمركي رفيع المستوى لتعزيز العلاقات القانونية والتشريعية بين البلديين·