انتهى اللقاء الذي جمع أمس قيادة المركزية النقابية بالاتحاد الولائي للعاصمة ونقابة »سوناكوم« وبعض الفدراليات الوطنية، إلى الاتفاق على أن يتم نهار اليوم، بوزارة العمل، إعطاء الضوء الأخضر للبدء في المفاوضات حول تجديد اتفاقيات الفروع في القطاع الاقتصادي ومراجعة الأجور، وعلى إثر ذلك، قررت نقابة »سوناكوم« عقد صبيحة اليوم جمعية عامة يتم خلالها الإعلان عن توقيف الإضراب، أما بخصوص إضراب مركب »أرسيلور ميتال« بعنابة أكدت المركزية النقابية أنها ستتكفل بالملف. من بين النتائج الأخرى التي خرج بها هذا اللقاء الطارئ، التزام الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد كتابيا بأن إلغاء التقاعد دون شرط السن لن يتم خلال 2010، وهو ليس بالشيء الجديد باعتبار أن تصريحاته السابقة تضمنت التأكيد على أن التطبيق الرسمي سيكون بداية من سنة 2011، وأمام هذه المستجدات، قررت نقابة الشركة الوطنية للسيارات الصناعية بالرويبة اللجوء إلى عقد جمعية عامة صبيحة اليوم مع العمال لعرض النتائج المتوصل إليها ومنه الفصل في الحركة الاحتجاجية، وتُشير جل المعطيات أنه سيتم الإعلان عن توقيف الإضراب بالنظر إلى كون النقابيين الذين شاركوا في اللقاء كانوا مقتنعين إلى حد بعيد بالنتائج. موازاة مع ذلك، أعلنت أمس وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، أن لقاء سيُعقد مساء اليوم بمقر الوزارة يُخصص لبداية العمل بقرارات لقاء الثلاثية الأخير المتعلقة بالمفاوضات حول اتفاقيات الفروع في القطاع الاقتصادي، وهو ما يؤكد أن سيدي السعيد لم يلجأ إلى الاجتماع بنقابة »سوناكوم« إلا بعدما تحصل على ضمانات من السلطات لتسريع عملية التفاوض حول الاتفاقيات الجماعية ومنه رفع أجور عمال القطاع الاقتصادي. وبخصوص الإضراب الذي باشره أمس الأول عمال مركب »أرسيلور ميتال« بعنابة، أكد سيدي السعيد، حسب ما أورده لنا أحد أعضاء الأمانة الوطنية، على أنه سيتكفل بهذا الملف دون إعطاء أي توضيحات أخرى. وجاء اللقاء الطارئ الذي عقدته أمس قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين بنقابة »سوناكوم« والأمناء العامين للفدراليات الوطنية والاتحاد الولائي للعاصمة، تلبية للدعوة التي وجهها هذا الأخير إلى سيدي السعيد سيما بعدما بلغ إضراب عمال الشركة الوطنية للسيارات الصناعية أسبوعه الثاني وبدأ يؤثر فعلا على الساحة الوطنية سيما بعدما دعمته كل الفروع الموجودة عبر بعض ولايات الوطن، ناهيك عن شن عمال مركب »أرسيلور ميتال« بعنابة لحركة احتجاجية أخرى، وهو ما وضع سيدي السعيد في مأزق حقيقي باعتبار أن هذه الإضرابات كسرت الهدنة الاجتماعية التي التزمت بها المركزية النقابية ضمن العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي وطالبت برحيل سيدي السعيد من على رأس أكبر منظمة عمالية في الجزائر. وأمام هذه المعطيات، دار حديث داخل مقر المركزية النقابية أن عضو الأمانة الوطنية صالح جنوحات كان له الأثر الفعال في إخراج سيدي السعيد من الأزمة التي هبت عليه ونحن في الشهر الأول من سنة 2010، باعتبار أن جنوحات يترأس الاتحاد الولائي للعاصمة، كما دار حديث عن محاولات لتكسير الشركة الوطنية للسيارات الصناعية من أجل استفادة بعض الأطراف من الصفقات الموجودة في السوق الوطنية. وكان سيدي السعيد، أعلن أمس الأول عن ترحيبه بالدعوة التي وجهتها له الاتحادات النقابية لولاية العاصمة وأعرب عن أمله في أن يكون النقاش يتسم بالجدية والحكمة قصد الاستجابة لمطالب العمال وذهب يقول في هذا السياق » كلنا نعمل على أن تتمكن المفاوضات من تقديم إضافة الى مداخيل العمال« مواصلا »على العمال وبشكل خاص أولئك التابعين للمؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية الاقتناع بأن المفاوضات ستنجح وأن التعقل سيسود على جميع المستويات«. وبخصوص إضراب عمال مركب »أرسيلور ميتال« بالحجار، أكد سيدي السعيد خلال ذات التصريحات أنه »سيتم تقديم عمليات دعم من اجل إحراز زيادة في الأداة الإنتاجية لهذه المؤسسة« موضحا أن المركزية النقابية ستُدعم العمال وهي تعمل حاليا على إعداد ملف لرفعه على طاولة السلطات العمومية وشدد على أن المشاكل مهما كان حجمها وصعوباتها ستجد طريقها الى الحل في ظروف من الاستقرار والهدوء.