أعلن الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية مراد بن عمور، أمس، أن الشركة سطرت برنامج استثماري بمبلغ مالي قدره 100 مليار دينار، لمدة خمس سنوات، لشراء العتاد المتنقل، مشيرا أن الغلاف المالي يتكفل به الصندوق الوطني للاستثمار. اعترف مراد بن عمور الذي حل ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة، بالعجز الذي تعاني منه الشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية والمتعلق بالبنية التحتية، مؤكدا أن الشركة تنوي شراء 64 قاطرة كهربائية جديدة، لدعم القاطرات الحالية للشركة والبالغة 46، كما أشار إلى أن الشركة تحصلت في هذا الصدد على دعم مالي من الدولة، لتغطية مصاريف الصيانة والبنية التحتية إلى جانب تأمين حركة القطارات، فضلا عن مواجهة الحوادث والتأخر، حيث قال في هذا الإطار إنه ينتظر استلام رأس مال العامل قيمته 8.5 مليار دج، الذي سيمكن الشركة من تحسين خدماتها. في ذات السياق، أضاف المتحدث عبر أمواج الإذاعة أن ارتفاع قيمة ديون الإستثمار راجع أساسا إلى المبالغ التي جندتها الشركة من الأموال الخاصة في إطار تجديد حظيرة القطارات، مشيرا إلى أن اقتناء العتاد ينعكس سلبا على بنية الأعباء، ليؤكد أنه بالرغم من هذه الإستثمارات فإنه لن يتم رفع الأسعار متطرقا في هذا الصدد إلى تدخل السلطات العمومية، واعتبر المسؤول في هذا الصدد، أن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية عانت في السنوات الأخيرة من عجز هيكلي إضافة إلى المشاكل المستعصية للحالة المتدهورة لهياكل السكك الحديدية بالإضافة إلى هذا تعاني الشركة من آثار الأزمة الاقتصادية الحادة بحيث أن صادرات زبائنها المحتملين على غرار »أرسيلور ميتال« و»فارفوس« شهدت إنخفاضا كبيرا سنة 2009 مما إنعكس مباشرة على إيرادات المؤسسة، ولتدارك العجز، أشار المسؤول أن الدولة منحت للشركة إعانة بغرض تمكينها من التكفل بأمن حركة القطارات وتفادي الحوادث، مضيفا أن هذه الإعانة ستسمح لنا ببعث نشاط الشركة وتحسين النتائج. كما أشار ذات المتحدث، إلى أن الشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية تطورت خلال السنوات الماضية برأس مال العامل سلبي، حيث كنا نعتمد في عملنا على قرارات متخذة من طرف البنك، مضيفا أن الشركة تعاني من ديون استثمار بلغت 47 مليار دينار، وهو المبلغ الذي يضاف إلى قيمة السحب عن الكشوف البنكية المقدرة ب15 مليون دينار، المجمدة إلى غاية 2013. كما أكد مراد بن عمر أن نقل الفوسفات والمعادن انخفض بنسبة 40 بالمائة سنة 2009 مقارنة ب 2008، موضحا أن زبونيها يمثلان 46 بالمائة من رقم أعمال الشركة، حيث أعرب المسؤول عن تفاؤله فيما يخص النمو المسجل في مجال نقل المسافرين الذي يشهد ارتفاعا متزايدا ومنتظما منذ 2007، مضيفا في هذا الصدد إننا ننوي بلوغ 80 مليون مسافر في أفق 2013. وقد تزودت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ببرنامج إستثمار بقيمة 100 مليار دج على مدى خمس سنوات مخصصة لاقتناء القطارات، حيث أشار بن عمر أنه يتم ضمان هذا المبلغ من خلال قرض للصندوق الوطني للإستثمار، مذكرا بأن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية تنوي التزود ب64 عربة كهربائية ذاتية الإندفاع. وفبما يخص رقم الأعمال، أكد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية انه انخفض بنسبة كبيرة، مضيفا أن الواقع الحالي للشركة يحتم تحسين الوضع، خاصة وأن الديون قد بلغت 1.8 مليار دينار.