حذر ناشطون فلسطينيون وإسرائيليون من اندلاع انتفاضة ثالثة وسط انخفاض سقف التوقعات التي تلف زيارة المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشل إلى المنطقة ولقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أول أمس. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور عن الناشطين قولهم إن إسرائيل صعدت من اعتقال المحتجين على بناء الجدار في الضفة الغربية بهدف منعهم من توسيع دائرة التظاهر. فقد قال الناشط محمد الخطيب من قرية بلعين حيث تقام الاحتجاجات ضد الجدار على مدى سنوات، إن الاعتقالات زادت منذ جويلية الماضي، مشيرا إلى أن الصراع أصبح أكثر فعالية داخل وخارج فلسطين وأن »الإسرائيليين يريدون وقفه قبل أن يتحول إلى انتفاضة ثالثة«. وأضاف الخطيب أن الجيش الإسرائيلي اعتقل في الأشهر الستة الماضية عشرات الناشطين في نعلين، مقارنة بالسنوات الماضية. وفي القدسالشرقية اعتقلت الشرطة الأسبوع الماضي مدير جمعية حقوق المواطن في إسرائيل هاغاي إلعاد ضمن الاحتجاج على تشريد عائلة فلسطينية استولى يهود على ممتلكاتها. كما أن وزارة الداخلية الإسرائيلية أرسلت ضباطا وفرقا عسكرية إلى رام الله لاعتقال الناشط التشيكي الذي جاء ضمن حركة التضامن الدولية، بعد انتهاء تأشيرة دخوله إلى البلاد. ومن جانبه رأى ناشط السلام الإسرائيلي جوناثان بولاك أن »الإسرائيليين يخشون اتشار الاحتجاجات الشعبية«، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ أكثر من 15 عملية تجميع للناشطين المناوئين للجدار في قرية نعلين خلال شهر واحد فقط. وقال بولاك إن الإسرائيليين يخشون اكتساب هذا النموذج من الاحتجاج زخما شعبيا، فيحاولون قمعه. ونقلت كريستيان ساينس مونيتور تحذير الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في صحيفة إسرائيلية لنظيره الفلسطيني محمود عباس من أن الاستمرار في تعليق محادثات السلام سيسهم في اندلاع انتفاضة ثالثة. غير أن بعض الخبراء وصفوا كل تلك التحذيرات بأنها مبالغ فيها، مشيرين إلى أن الحركة الاحتجاجية »ما زالت في مهدها«، حسب تعبير جيرشون باسكين مساعد مدير المركز الفلسطيني الإسرائيلي للأبحاث والمعلومات. وقال باسكين إن إسرائيل تأخذ الاحتجاجات الأسبوعية على محمل الجد، و»أنا متأكد من أن جهاز الأمن يدرك ما يجري«. ولكن الخبير حذر من أنه بالاستمرار في بناء المستوطنات فإن أي شيء قد يشعل الفتيل رغم أن »الحركة ليست جماعية حتى الآن«. أما المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فقد وصف الاحتجاجات في الضفة الغربية بأنها غير قانونية لأنها تتضمن قذف الجنود بالحجارة وقنابل الزجاجات الحارقة. وعلى صعيد آخر،رجح رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن يعقد رئيس السلطة محمود عباس لقاء ثانيا خلال يومين بالعاصمة الأردنية مع المبعوث الأمريكي جورج ميتشل الذي غادر أول أمس الأراضي الفلسطينية. وقال عريقات في تصريحات إذاعية أمس إن ميتشل سيعود للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، وإنه من المرجح أن يلتقي عباس اليوم الأحد أو غدا الاثنين في عمّان. مع العلم أن الأخير سيبدأ منها جولة خارجية تشمل روسيا ورومانيا وبريطانيا. وكان ميتشل قد عقد أول أمس لقاء مع عباس في رام الله حضره عريقات الذي قال إن جولة ميتشل الحالية بالمنطقة لم تحدث اختراقاً رغم أهميتها، وإنه لا يوجد حتى هذه اللحظة اتفاق على استئناف المفاوضات المتوقفة منذ أكثر من عام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف عريقات أن المبعوث الأمريكي وعد باستمرار جهود الإدارة الأمريكية، وكرر التزام الرئيس باراك أوباما بحل الدولتين. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعترف في مقابلة نشرتها مجلة تايم الأمريكية الخميس الماضي بأنه بالغ في تقدير فرص سلام الشرق الأوسط. وأبلغ عباس ميتشل في اجتماع أول أمس أنه يتعين على الإدارة الأمريكية أن تعمل مع نتنياهو لإسقاط شروطه، في حال أرادت استئناف المفاوضات بسرعة. وبالمقابل أصدر مكتب نتنياهو بيانا بعد لقاء ميتشل عباس شدد فيه على أن إسرائيل لا تضع ما وصفها بالشروط المسبقة لاستئناف المفاوضات. ودعا قادة السلطة الفلسطينية »إلى عدم إضاعة الوقت بالحديث عن كيفية استئناف المفاوضات والمباشرة بالتفاوض بدلا من ذلك«. رويتر/ »كريستيان ساينس مونيتور«