كشفت مصادر إعلامية أن الإدارة الأمريكية ستطرح مبادرة لإجراء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين بسبب رفض الرئيس الفلسطيني استئناف المفاوضات قبل تجميد تل أبيب البناء في مستوطنات القدسالشرقية والضفة الغربية. فقد نقلت صحيفة »هآرتس« الإسرائيلية في عددها الصادر أمس أن المبعوث الخاص الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل والوفد المرافق له خلال زيارته للمنطقة الشهر الجاري، سيلتقون مع كل طرف على حدة من أجل تقريب وجهات النظر على غرار المفاوضات السورية الإسرائيلية. وأوضحت المصادر نفسها أن المبادرة الجديدة تأتي عقب رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس القاطع عقد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما لم يتعهد الأخير بشكل صريح بتجميد مطلق للبناء في مستوطنات القدسالشرقية والضفة الغربية منذ بدء المفاوضات ولمدة خمسة شهور. ونسبت هآرتس إلى الرئيس عباس معارضته أيضا لفكرة إيداع الولاياتالمتحدة رسالة ضمانات مكتوبة لدى الفلسطينيين تتعهد فيها بأن المفاوضات ستجري على أساس حدود العام 1967 لأن الأمريكيين يعتزمون صياغة رسالة ضمانات مشابهة للإسرائيليين. كما أشارت الصحيفة إلى أن عباس تحدث عن تراجع ثقته بالإدارة الأمريكية التي خانته –بحسب تعبير الرئيس الفلسطيني- بتراجعها عن طلبها المبدئي بالتجميد التام للاستيطان، وأن نتنياهو لم يقدم أي جديد خلال مباحثاته الأخيرة مع الرئيس المصري حسني مبارك. وفي غضون ذلك نفى البيت الأبيض أقوالا نسبتها صحيفة »يديعوت أحرونوت« إلى رئيس الموظفين رام إيمانويل جاء فيها أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيقلص من مشاركته في عملية السلام على المسار الفلسطيني في حال عدم تسجيل اختراق إيجابي. ومن جهة أخرى قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان إن التحركات السياسية الجارية تبعث على بعض التفاؤل إزاء فرص استئناف المفاوضات، لكن الجانب الفلسطيني يفضل الحذر عندما يتعلق الأمر بنتنياهو. وتحدث دحلان في تصريحات صحفية نشرت أمس عن جهود مصرية تجري بالتنسيق مع السعودية والأردن والسلطة الفلسطينية واللجنة الدولية الرباعية لصياغة موقف جماعي يتفق مع المطالب الفلسطينية لاستئناف المفاوضات مع الإسرائيليين، ورجح أن تسفر هذه الجهود عن مشروع أو مجموعة أفكار مقبولة لدى الطرفين. وأضاف المسؤول الفلسطيني أن رام الله متمسكة بموقفها المطالب بتجميد الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، وبخط 4 جوان 1967 كحدود للدولة الفلسطينية، مشيرا إلى وجود بعض المقترحات التي تكتفي بذكر هذه الحدود كإطار للتفاوض وليس كحدود نهائية. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أكدت في بيان رسمي أول أمس الخميس أن المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيقوم خلال الأسبوع المقبل بجولة أوروبية يتبعها بزيارة إلى منطقة الشرق لتحريك مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأوضحت الوزارة أن زيارة ميتشل ستشمل كلا من باريس وبروكسل للقاء مسؤولين أوروبيين وأعضاء في اللجنة الرباعية التي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدةوالولاياتالمتحدة.