أكد الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أن التجربة الصينية في البناء والانفتاح جديرة بالدراسة بالنظر إلى التوازن الذي حققته هذه الدولة في المجالين السياسي والاقتصادي. وبالمقابل أوضح بلخادم أن الجزائر تتجه نحو تحقيق اقتصاد السوق بحماية اجتماعية قوية وذلك في إطار التفكير في اقتصاد بديل لاقتصاد المحروقات. خلال اللقاء الذي جمعه أمس بوفد الحزب الشيوعي الصيني بفندق الرياض تطرق بلخادم إلى الحديث عن أهمية دراسة التجربة الصينية والاستفادة منها ليس على المستوى الاقتصادي فقط بل على المستويات التنظيمية والهيكلية". بلخادم وفي مداخلته أكد أن الأفلان يحتفل هذه السنة بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات بين حزب جبهة التحرير الوطني والحزب الشيوعي الصيني التي تعود إلى مؤتمر باندونغ عام 1955وردد قائلا في هذا السياق " لقد سبق لنا وأن دعونا الحزب الشيوعي إلى أن يوفد بعضا من أعضائه القياديين للجزائر بهدف الحديث عن التجربة الصينية وها نحن اليوم نستقبل منظرين وخبراء في مدرسة التكوين للحزب الشيوعي الصيني" ولدى مقارنته بين التجربة الجزائرية ونظيرتها الصينية في الانتقال من الاقتصاد الموجه إلى اقتصاد السوق أكد الأمين العام أن الجزائر تعمل على الوصول إلى درجة توعية المواطن برفع قدرته الإنتاجية وتحسين جودة الإنتاج بالشكل الذي يجعل الجزائر تستغني عن اقتصاد المحروقات. كما أثنى بلخادم على التجربة الصينية في الانفتاح من خلال "تحرير العقول عبر الانطلاق من الخصوصية الثقافية الصينية، مشيرا إلى أن ذلك ما تريده الجزائر بالاستفادة من تجارب الآخرين ثم الانطلاق من الخصوصية الثقافية الجزائرية. وأوضح بلخادم في هذا الصدد أن الجزائر تعيش مرحلة انتقالية باعتبار أن القطاع الاقتصادي العمومي ما زال قويا في معداته وإمكانياته وعدد مستخدميه"، مضيفا بأن جبهة التحرير الوطني تريد أن يكون القطاع العمومي ذا نجاعة دون أن يعني ذلك معاداة الاقتصاد الخاص الذي نعمل -كما قال- على تقويته باعتباره اقتصادا منتجا وليس مضاربا. وأضاف المتحدث في ذات السياق قائلا "نحن نريد الذهاب إلى اقتصاد سوق يفعل فيه دور السوق في توزيع الثروة مع الابتعاد عن الأخطاء التي ارتكبها الآخرون"، مبرزا أن الجزائر تتجه الآن إلى تحقيق اقتصاد سوق بحماية اجتماعية قوية. من جهته أكد صالح قوجيل عضو أمانة الهيئة التنفيذية بحزب جبهة التحرير الوطني أن هذه السنة تعد سنة تضامن مع الشعب الصيني الذي تعرض إلى زلزال قوي خلق مئات الآلاف من الضحايا، وهنا لم يفوت المتدخل الفرصة للتذكير بالدعم الذي قدمته الصين للثورة التحريرية ابن الاستعمار الفرنسي. قوجيل كشف في حديثه عن أهم النقاط التي تطرق لها الجانبان خلال اجتماعهما، حيث تم عرض كل المحطات التي عاشها الأفلان من الناحية السياسية والتنظيمية، كما تم الحديث عن الجانب الاقتصادي والاجتماعي بما يؤكد وجود تقارب كبير بين تجربة الحزبين. وسمحت فرصة اللقاء بالخوض في بعض المسائل الدولية، حيث عبرت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني عن مواقفها الثابتة من هذه القضايا مثل قضية الصحراء الغربية، فلسطين، لبنان والعراق، حيث يتم تسجيل أي تعارض مع مواقف الحزب الشيوعي في هذا الشأن، خاصة وأن الصين عضو دائم في مجلس الأمن بهيئة الأممالمتحدة. بدوره تناول عضو قيادة الحزب الشيوعي الصيني لي تشونغجيه في مداخلته عناصر التجربة الصينية في الانتقال من الاقتصاد الاشتراكي إلى ما اسماه ب "اقتصاد السوق الاشتراكي" النابع من الخصوصية الصينية. كما تطرق ذات المسؤول إلى مختلف المراحل التاريخية التي عاشتها الصين بداية من تأسيس الحزب سنة 1921 مرورا بالثورة الصينية سنة 1949 ووصولا إلى المرحلة الحالية المسماة بمرحلة "الانفتاح والعصرنة". وقال لي تشونغجيه إن نجاح الصين يعود إلى تمسكها بخصوصيتها واعتمادها على إصلاحات نابعة من واقعها دون أن يهمل الصعوبات التي واجهتها في هذه المرحلة الناجمة -كما قال- عن سلبيات المرحلة الاشتراكية التي اتسمت بنقص الحيوية والنشاط وضعف قوى الإنتاج.