أعلنت الصين تعليق التبادل العسكري المشترك مع الولاياتالمتحدة على خلفية صفقة أسلحة أمريكية جديدة لتايوان, بقيمة 6.4 مليارات دولار التي رأت أنها ستؤثر على التعاون بين واشنطنوبكين بالقضايا الدولية والإقليمية الرئيسة. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن وزارة الدفاع قولها إنه بالنظر إلى الآثار الضارة غير المرغوبة لمبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان قرر الجانب الصيني تعليق الزيارات العسكرية المشتركة المزمعة. كما قررت الصين تأجيل اجتماع تشاوري إستراتيجي مع الولاياتالمتحدة. واعتبرت الحكومة الصينية أن الصفقة تعطي إشارة خطأ لتايوان وتؤجج مشاعر الاستقلال لديها، وتضع عقبة أمام التوصل إلى طريق سلمي. وحذرت الصين في وقت سابق من أن الصفقة سوف »تدمر بصورة بالغة للغاية« العلاقات بين واشنطنوبكين. وقال هي يافي نائب وزير الخارجية الصيني في احتجاج قدمه إلى السفير الأمريكي لدى الصين جون هنتسمان إن »إعلان الولاياتالمتحدة لمبيعات الأسلحة المقترحة إلى تايوان سوف يكون له تأثير سلبي خطير على نواح هامة عديدة للتبادل والتعاون بين البلدين«. ونقل عن وزارة الخارجية الصينية قولها»تنتهك الخطوة ثلاثة إعلانات مشتركة بين الصين والولاياتالمتحدة، خاصة إعلان العام 1982 التي تعهدت فيه أميركا بتخفيض مبيعاتها من الأسلحة لتايوان تدريجيا«. ومن جهتها رحبت تايوان بالصفقة الأمريكية لبيع الأسلحة، وذكرت وزارة الدفاع في بيان لها أن استمرار الولاياتالمتحدة في تزويد تايوان بالمعدات الدفاعية تماشيا مع قانون العلاقات بين البلدين من شأنه جعل تايبيه أكثر ثقة في تعزيز مصالحتها مع الصين، ويساعد على السلم والاستقرار في مضيق تايوان. وأوضح البنتاغون أن الصفقة تشمل 60 مروحية من طراز »يو أتش 60 بلاك هوك« و12 صاروخا من الصواريخ المضادة للسفن و114 صاروخا من طراز باتريوت واثنين من سفن كشف الألغام إضافة إلى معدات أخرى خاصة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وقال مسؤولون أمريكيون إن تايوان، التي تتخلف عن الصين في ميزان القوة العسكرية، تحتاج لتحديث الأسلحة لإعطائها المزيد من التأثير عند التفاوض مع بكين. وتسببت مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان في الماضي في إثارة غضب الصين التي تعد الجزيرة إقليما مارقا وهددت باستعادتها بالقوة. وبمقتضى قانون 1979 للعلاقات مع تايوان تلتزم واشنطن بدعم دفاع تايوان. وتزامن القانون مع قرار الولاياتالمتحدة الاعتراف بالصين وتحويل علاقاتها الدبلوماسية من تايبيه إلى بكين. ويأتي هذا الإعلان في وقت حساس للعلاقات الأمريكية الصينية، حيث مازال الجانبان منقسمين بشأن قضايا التجارة وسياسات العملة وحقوق الإنسان. لكن دعم الولاياتالمتحدة لتايوان يظل الأكثر إثارة للجدل في العلاقات بين البلدين تاريخيا.