لقد أصبح التعليم مصدرا كبيرا للنمو يفوق رأس المال المتمثل في التشييد والتجهيز والمبتكرات والمخترعات وهذا لان التربية والتعليم ينظر إليهما على أنهما استثمار الإنسان لنفسه ولقدراته ونحن من خلال التربية نغذي قدرات الطفل ونوسع مجالاته وفي نفس الوقت فإننا نوسع قدرات الكبار، لأن المهارات الجديدة والاستعدادات بشتى أنواعها وأصنافها تنمو خلال العملية التربوية وبالموازاة تترعرع ظروف التغيير والتطور طالما وأن هناك قدرات معينة تنمو خلال التربية من ناحية قيمتها الاقتصادية وهنا نتوقف قليلا لنسأل ما هي القيمة الاقتصادية للتربية؟ فمن المؤكد أن التربية تترتب عليها مسؤولية فعالية الإنتاج بقيمته الاقتصادية وغير الاقتصادية المتفرعة عنها. إن تحديد القيمة الاقتصادية للتربية سوف يبدو للعيان عملا تخمينيا لدن الكثير من رجال التربية وبعض الاقتصاديين لان الذين يقدرون العمل الذي يقوم به أغلبية العاملين في المؤسسة التربوية يميلون إلى اعتبار تلك الجهود تدخل يقلل من قيمة الأهداف الثقافية للتربية لأنها باعتبارهم أسمى من الحساب الاقتصادي وكذلك لأنهم يعتقدون أن التربية أكبر من مجرد حساب للتكاليف والعائدات وأن هناك أبعادا اقتصادية هامة في التربية لم تأخذ حقها من التقدير والاعتبار في حسابات المجتمع. ونحن نفترض أن الناس يزيدون من قيمة قدراتهم كمنتجين ومستهلكين من خلال استثمارهم لأنفسهم وان العمل المدرسي في نظرنا هو أعظم استثمار لرأس المال البشري. والقدرات لا تمنح عند الميلاد ولا في الوقت الذي يدخل فيه الأطفال حياتهم الدراسية والقدرات التي تكتسب خلال مراحل التعلم هي من الضخامة بمكان وهي التي تحدث التغيير الايجابي لقيمة الإنتاج وكمه والاستهلاك ونظامه وهذا هو بعد الاستثمار البشري وعليه فانه عندما يزيد التعليم في إنتاجية المستقبل ومن المكاسب تصير إسهامات التعليم مصدرا لقياس النمو الاقتصادي. التربية كمصدر للنمو الاقتصادي إن النمو الاقتصادي يعني الزيادة في الإنتاج القومي وتأتي دراسة هذا النمو في صدارة أبحاث رجال الاقتصاد في الوقت الحاضر ولا يرجعون ذلك إلى الاهتمام بنمو الإنسان وإنما في الاهتمام العام والمتزايد بالنمو في حد ذاته، وهذا عن طريق الزيادات المسجلة في الإنتاج في حين أن المخرج المفضل يكمن في تحسينات نوع العوامل في كل من الإنسان والآلة التي يصنعها الإنسان أساسا. وكمية التعليم الآخذة في الزيادة وبسرعة فائقة قد حللت لنرى تأثيرها على إنتاجية الجهد الإنساني وما إسهامات البحث الجامعي في العلوم والتكنولوجيا إلا أساس للكشف هي الأخرى عن مدى اعتبارها مصدرا فاعلا للنمو الاقتصادي.