*نعلق أمالا كبيرة على الجزائر ونريد أن تكون قمة طرابلس من أجل القدس« لم يتردد عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول العلاقات الخارجية في حوار خص به »صوت الأحرار« في التأكيد على أهمية الدور الجزائري في تسوية القضية الفلسطينية وإعطائها دفعة قوية من أجل تجاوز حالة التشرذم الداخلي، كما عبر عن رغبة الفلسطينيين في أن تكون القمة العربية المقبلة التي ستعقد في طرابلس قمة من أجل القدس. *أهلا بكم في بلدكم الثاني، هل لنا أن نعرف تفاصيل زيارتكم إلى الجزائر التي تأتي بدعوة من الأفلان؟ إننا نشعر بالسرور والارتياح الكبير أن تأتي هذه الدعوة الأخوية والكريمة من جبهة التحرير الوطني وخاصة في هذه الظروف الصعبة والحساسة والدقيقة والتطورات الحاصلة على الصعيد الفلسطيني والعربي، فهناك قمة عربية، بالإضافة إلى تطورات دولية تتطلب مزيدا من التنسيق والتعاون الجزائريالفلسطيني باعتبار أن الجزائر هي قلعة رائدة في النضال العربي واحتضنت القضية الفلسطينية وقدمت كل ما من شأنه تعزيز حق الشعب الفلسطيني سواء على الصعيد العربي أو الدولي في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ورحم الله الرئيس الراحل هواري بومدين عندما قال نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة وأن فلسطين هي إما الاسمنت الذي يلحم الموقف العربي أو الديناميت الذي يفجره، وبدوره رفع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشأن الفلسطيني ورافع لصالح القضية، ومن هذا المنطلق فنحن بحاجة إلى التواصل والتنسيق وتطوير للعلاقة الثنائية بين الجزائروفلسطين خاصة وأن أوضاع التسوية قد وصلت إلى طريق مسدود. *في تصوركم كيف يمكن للأخوة الأشقاء أن يستفيدوا من تجربة جبهة التحرير الوطني لمعالجة القضايا المطروحة على الساحة الفلسطينية؟ لا شك أننا معجبون بالنجاحات التي حققتها الثورة الجزائرية بقيادة جبهة التحرير، بالتأكيد هناك خبرة كبيرة واسعة، علما أن الخبرات لا تشترى وإنما تكتسب وبالتالي فإننا نرى ضرورة العمل من أجل تعزيز التعاون بين البلدين والشعبين بما يمكننا من الاستفادة من الخبرة الجزائرية ومن تجربة جبهة التحرير ورصيدها الوطني والثوري والتحرري. *كان الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم قد دعا مؤخرا بمناسبة حديثه عن زيارة وفد فتح إلى الجزائر إلى ضرورة التقاء الإخوة من فتح وحماس من أجل الحوار وتجاوز نقاط الاختلاف؟ في رأيي إن هذا الشأن نابع من الحمية الوطنية لدى الأخ الأمين العام الأستاذ عبد العزيز بلخادم، لأن الكل قلق حول ما يحدث بداخل فلسطين ويضع يده على قلبه نتيجة الصراع الفلسطيني-الفلسطيني، نحن في قلعة محاصرة وليس من الغريب أن تسعى الجزائر وجبهة التحرير الوطني جاهدة للتخفيف من حدة هذا الصراع المتواصل والعمل على تقريب وجهات النظر خاصة وأن فتح قد وقعت على الاتفاقية التي نتمنى أن يوقع عليها إخواننا من حماس ليفتح الباب أمام وحدة فلسطينية وهي أحد أهم مرتكزات القوة التي يمكنها أن تقف في وجه كل التوقعات والاحتمالات في ظل حكومة متطرفة يقودها نتنياهو. *ما هو تعليقكم على الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر على غزة؟ نحن لسنا مع سياسة الجدران بكل أنواعها بقدر ما نريد رفع الحصار على غزة والضفة الغربية لأن شعبنا عانى وهو شعب شدة وهمة وبالتالي سنتناول في مباحثاتنا كل الأخطار المحدقة، جدار الفصل العنصري، وقضية القدس والتهديدات وكذا العقوبات الجماعية، لأن الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني غير معقول، وعليه فقد ارتأينا أن نتفاهم مع الإخوة في الجزائر وعدد من الأشقاء العرب من أجل أن تكون قمة طرابلس قمة القدس. *في رأيكم ما هو منتظر من الجزائر من أجل الذهاب نحو تسوية عادلة للقضية الفلسطينية؟ نحن نعتبر الجزائرفلسطين وعبر كافة المحطات الصعبة التي عرفتها فلسطين حكومة وشعبا، كانت الجزائر موجودة، وكانت هي المركز الذي يعطينا القوة. *أنتم قادمون من أرض طيبة، فكيف حال هذه الأرض وحال أهلها؟ نحن قادمون من جنبات الأقصى، من رام الله، الفلسطينيون هناك يعانون تحت وطأة الصهاينة، معاناة شديدة ووضع صعب للغاية، لكن لا يمكنني إلا القول إننا شعب شدة والله اختارنا للأيام الصعبة.