طالبت السيدة عائشة باركي رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو الأمية "إقرأ"، بضرورة إقرار يومي وطني لمحو الأمية يتم من خلاله التقييم السنوي للإستراتيجية الوطنية المسطرة في هذا الإطار، داعية إلى بذل مجهودات أكبر من أجل الوصول مطلع 2015 إلى تقليص نسبة الأمية إلى 10 بالمائة، وهو المطلب الذي لن يتحقق إلا بتضافر جهود الجميع ، مشيرة إلى أن الجمعية بحاجة إلى ميزانية تسيير حتى تتمكن من أداء واجبها على أكمل وجه ،خاصة وأن هناك بعض المعلمين لم يتقاضوا أجورهم ،مشددة في نفس السياق على دور الإعلام والمجتمع المدني في المساهمة على حث جميع الفئات في الإقبال على مراكز محو الأمية . استطاعت جمعية إقرأ منذ إنشائها إلى يومنا هذا من التكفل ب 858.561 شخص شكلت النساء فيها النسبة الأكبر حيث قدر عدد النساء المستفيدات من دروس محو الأمية ب 729.269 وهو الأمر الذي يؤكد حسب السيدة عائشة باركي رئيسة الجمعية الاهتمام الذي تحظى به هذه الشريحة من جهة باعتبارها العمود الفقري للأسرة، ورغبتها الكبيرة في تحدي الصعاب و العراقيل من أجل تحسين أوضاعها والنهوض بواقعها الذي أدركت بأنه لا يتغير إلا إذا تسلحت بالعلم و المعرفة ، وجاءت أرقام المسجلين في مراكز محو الأمية لتؤكد ذلك حيث تم استقبال 93.956 امرأة مقابل 6533 رجل موزعين على 4649 قسم و يؤطرهم 3055 معلم . وعن فكرة إنشاء الجمعية أكدت السيدة باركي أنها جاءت عن تجربة شخصية مرت بها خلال انتخابات سنة 1990 عندما كانت مديرة متوسطة الموحدين بالجزائر العاصمة أين وقفت على حال فئة من النساء أثرن في نفسيتها كثيرا وهن يبحثن عن من يقرأ لهن أوراق الاستفتاء ولولا ثقتهن بها لما استطعن أداء واجبهن الانتخابي على أكمل وجه، وهو ما دفعها إلى التفكير في فتح قسم على مستوى مدرستها لتعليم الكبار وساهم فيه المعلمين الذين تبرعوا بالساعات الإضافية لأداء هذه المهمة النبيلة ،ومن هنا- تضيف- كانت البداية عن طريق تأسيس جمعية " إقرأ" لمحو الأمية التي تبذل مجهودات كبيرة من أجل القضاء على براثن الجهل في أي مكان من أرجاء هذا الوطن . وتكللت مسيرة جمعية إقرأ – تضيف محدثتنا – بالتعاون مع الديوان الوطني لمكافحة محو الأمية حيث أتمرت الجهود المبذولة من الطرفين إلى تقليص نسبة الأمية بنسبة كبيرة حيث أحصت الجزائر سنة 1998 سبعة ملايين أمي أي بنسبة 43.6 بالمائة، فيما انخفضت النسبة سنة 2008 إلى 22.1 بالمائة وهو ما يدفع إلى مطالبة الجهات المعنية بالعمل على تخفيضه أكثر، وذلك بتوفير إمكانيات أكبر مشيرة في ذات السياق إلى الوعي الذي أصبح يتمتع به المجتمع في هذا الإطار والذي ساهم بنسبة كبيرة في الوصول إلى النتائج التي تم تحقيقها مشددة على ضرورة تكثيف الجهود لأن هذا الرقم يبقى غير كاف، موضحة أن ظاهرة الأمية ماتزال تهدد الجزائر خاصة فئة النساء والشباب وهو ما يدفع إلى السهر على تطبيق الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية داعية إلى إقرار يوم وطني يتم من خلاله تقييم هذه الإستراتيجية و الكشف عن سلبياتها على مستوى 48 ولاية وهو ما يجعل الدولة الجزائرية بعد سنة 2016 تنتقل إلى الأمية الرقمية وليس الأبجدية، وفي ذات السياق أشارت إلى وجود متغيرات يجب أن ترافق البرنامج وهو ما وقفت عليه خلال الزيارة التفقدية التي قامت بها إلى مركزي أبيليسا وعين أمناس بالجنوب الجزائري أين وجدت عراقيل تقف في وجه السيدات الراغبات في التعلم و المتمثلة أساسا في الأطفال الذين تضطر هؤلاء إلى جلبهن معهن إلى أقسام الدراسة واستطاعت رئيسة الجمعية من حل المشكل بفتح قسم لحراسة الأطفال وبالتالي السماح لتلك السيدات بمزاولة تعليمهن براحة أكثر. من جهة أخرى تطرقت عائشة باركي إلى الضائقة المالية التي تعاني منها الجمعية خاصة مع وجود بعض المعلمين الذين لم يتقاضوا رواتبهم الأمر الذي سيؤثر حتما على مردودهم ، لذا فهي بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى ميزانية تسيير تتمكن من خلالها دفع مختلف المستحقات التي تحتاجها في مسيرتها . وشرعت الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ''اقرأ'' ابتداء من الموسم الدراسي الجديد في تجسيد برنامج لمكافحة هذه الآفة في الوسط المهني، هذه المبادرة تشكل جزءا من الإستراتيجية الوطنية التي وضعتها الدولة الرامية إلى القضاء على الأمية والتي أطلق عليه " التأهيل عن طريق محو الأمية"حيث قالت رئيسة الجمعية أنها خطوة عملاقة نحو القضاء على الأمية التي تتربص بالشباب المتسرب من المدارس فهو يعطيهم الفرصة لتلقي من جهة دروسا في محو الأمية ومن جهة أخرى تكوينا في التخصص الذي يرغبون فيه ،كما يفتح المجال أمام الفئة التي لا تملك مستوى تعليمي، ويحوي 23 تخصصا وعليه فهي تدعوا هؤلاء الشباب إلى الاستفادة من هذا المكسب والتسجيل على مستوى هذه المراكز مؤكدة أن العلم هو طريق النجاح ومفتاح المستقبل، كما يجري –تضيف- الاتصال بمختلف المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة لفتح أقسام دراسية لفائدة شريحة العمال الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، كما ستقوم بمراسلة الإتحاد الوطني للعمال الجزائريين ونقابات أخرى للمساهمة في العملية، وفي هذا الإطار تأسفت محدثتنا لكون الالتحاق بهذه المراكز طوعي وليس إجباري معربة عن رغبتها في جعله كذلك من خلال اشتراطه على سبيل المثال في ملفات العمل لأولئك الذين لا يملكون مستوى علمي نظرا للفوائد المترتبة عن ذلك وبالتالي المساهمة في تأديته لعمله بشكل أفضل. و شددت محدثتنا على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه المجتمع المدني من جهة و كذا وسائل الإعلام في محاربة الأمية كون المنازل مزودة جميعها بجهاز تلفزيون و بالتالي يمكن تقديم دروس عبر هذه الوسيلة وكذا إشهار تدعو من خلاله الأميين على الإقبال على هذه المراكز.