منحت الأكاديمية الأوروبية-العربية للثقافة والاتصال أمس الأول بباريس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وسام " راعي الثقافة العربية" لسنة 2007 بصفته "راعي التظاهرة الثقافية الكبرى "الجزائر عاصمة الثقافة العربية". واختارت لجنة التحكيم التي يترأسها كل من الكاتب العراقي عبد الغني العاني عميد الخطاطين العرب والفيلسوف الفرنسي جان بيار فاي رئيس الجامعة الأوربية للأبحاث " بالإجماع الجزائر والرئيس بوتفليقة" ليمنحا الجائزة التي أسست مؤخرا من طرف هذه الهيئة الكائن مقرها بباريس. وخلال ندوة صحفية أعلن المنظمون أن جوائز شرفية ستمنح أيضا لرجال الثقافة ومثقفين وجامعيين جزائريين، واختارت لجنة التحكيم المتكونة من شخصيات عربية ومختصين فرنسيين في الثقافة العربية الفائز من بين ثلاثة مترشحين هم الرئيس بوتفليقة والرئيس المصري حسني مبارك و أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وفي هذا السياق أعرب جان بيار فاي عن "ارتياحه للقرار الذي اتخذ بالإجماع" من قبل لجنة التحكيم التي يترأسها مناصفة لأن "اختيار الجزائر والرئيس بوتفليقة اختيار معمق و مبرر و يمثل أيضا اعترافا بالجهود المبذولة لترقية الثقافة العربية" ،و من جهته أوضح السيد عبد الغني سباطة رئيس الأكاديمية أن وسام "راعي الثقافة العربية" الممنوح للرئيس بوتفليقة ما هو إلا اعتراف "بالدور الإيجابي والفعال" الذي لعبه على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي لترقية الثقافة العربية. وأوضح أن "الجزائر عادت بقوة على الساحة الدولية وتجاوزت الفترة العصيبة التي مرت بها لتكرس نفسها لتطوير الثقافة واللغة العربية وترقية الحوار بين الثقافات والحضارات وبين العالم العربي وأوروبا وتطوير المبادلات الثقافية كما صرح مسؤولو الأكاديمية الأوروبية-العربية للثقافة والإتصال أنه سيتم منح هذا التكريم سنويا لرؤساء الدول أو الحكومات (في المنصب) الأكثر إلتزاما بترقية التواصل بين الثقافات العربية أو الأوروبية-العربية. وستشكل الأكاديمية لجنة تحضير مكلفة بتقديم تقرير خاص بالنشاطات والإنجازات التي يحققها ثلاثة رؤساء دول أو حكومات. وعلى أساس هذا التقرير تختار لجنة التحكيم المكونة من مثقفين عرب مقيمين في العالم العربي أو في أوروبا الفائز من بين المرشحين الثلاثة. تم إنشاء الأكاديمية الأوروبية العربية للثقافة والإتصال سنة 2008 وذلك إمتدادا لنشاطات جمعية تم إنشاؤها سنة 2005 للمساهمة في تعليم اللغة العربية لفائدة جمهور لا يحسنها ومعهد علوم اللغة العربية "لسان" الذي تم إطلاقه بعد سنة من ذلك، ومن بين الأهداف التي سطرتها الأكاديمية الأوروبية-العربية للثقافة والإتصال "إثراء حوار الثقافات و الحفاظ عليه" و"تحقيق التقارب اللازم من أجل علاقات مستديمة بين العالم العربي و أوروبا". كما تشرف الأكاديمية على نشر مجلة "لسان الحر" والتي كرس عددها الأخير إلى "تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية" ،و تضمن هذا العدد تقارير حول مختلف النشاطات والثقافات الأسبوعية العربية المنظمة في هذا الإطار و كذا حوارات وبورتريهات لمثقفين جزائريين وعرب. ومن المنتظر أن يتسلم رئيس الجمهورية الجائزة خلال حفل ينظم في جويلية المقبل بباريس.