استهجنت حركة الإصلاح الوطني بشدة تصريحات وزير الخارجية الفرنسية بيرنار كوشنير، التي قالت عنها أنها استفزازية ومغرضة وعارية من كل الأعراف الدبلوماسية ومقتضيات الممارسة السياسية، معتبرة إياه بمثابة رد فعل بعد إقدام نواب الشعب الجزائري على تقديم مقترح قانون تجريم الاستعمار الفرنسي، وهو ما يعبّر عن التمادي المتواصل للساسة الفرنسيين في سياستهم الاستعلائية تجاه الشعب الجزائري وتاريخه وذاكرته الجماعية. اعتبر نواب حركة الإصلاح أن تصريح كوشنير بأنه لا يتوقع تحسّن العلاقات الجزائرية الفرنسية إلا بعد رحيل جيل الثورة عن السلطة، يُعبر عن نظرته الشخصية التي تفضح طبيعته الاستعمارية العميقة ونفسيته المهتزة المبنية على أسس غير سليمة، مؤكدة أن تصريحات مسؤول الدبلوماسية الخارجية أكثر من استفزازية ومغرضة وعارية من كل الأعراف الدبلوماسية ومقتضيات الممارسة السياسية بين الدول باعتباره تخطت كل الحدود وكشفت عن مكبوتاته الاستعمارية ونزعته العنصرية. وقالت الحركة في بيانها الذي حمل توقيع النائب فيلالي غويني أن تصريحات كوشنير إهانة للشعب الجزائري برمته باستعدائه لجيل الثوار والمحررين، وجاء ذلك أياما فقط بعد استعدائه لنواب الأمة حيث اعتبرهم أدوات في يد الحكومة وأنهم فاقدو الإرادة السياسية، قبل أن يضيف أن التخبّط الفرنسي والشوشرة الأخيرة كان كله نتيجة تقديم نواب الشعب الجزائري مقترح قانون يدين ويجرم الاستعمار الفرنسي، لذلك يضيف بيان الحركة فإننا نذكر المعتدي كوشنير أن عنصريته وحقده على الجزائر لا يختلف عما فعله أسلافه من القتلة والسفاحين بشعب بأكمله لمدة تعدت القرن وثلث وليعلم كوشنير وأمثاله أن للشعب الجزائري دولة مستقلة ورئيسا وحكومة وبرلمانا وأحزابا ومجتمعا مدنيا، وهم المؤهلون للتحدث باسم الشعب كل في دائرة تمثيله. وأمام هذه العنجهية والتطاول اللامحدود، دعا نواب حركة الإصلاح الوطني المعتدي كوشنير إلى الاهتمام بشأنه الفرنسي وفضائح فرنسا الاستعمارية في العالم التي ستظل وصمة عار في جبينها، فالجرائم التي ألحقت بشعبنا الضرر المادي والمعنوي ممثلة في التقتيل الجماعي والتطهير العرقي ومحاولة طمس الهوية واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا والتجارب النووية على الأراضي الجزائرية وممارسة التعذيب والاغتصاب والتشويه الجسدي، ناهيك على محالة تجريد الجزائريين من كل مقوماتهم الحضارية والثقافية من خلال سياسات التجهيل وجرائم التنصير القسري كلها ستبقى خالدة على مر الزمن وتجعلنا نتعامل بأكثر من حذر مع من مازالت الذهنية الاستعمارية تدب فيهم.