اقترحت الجزائر على شركائها في دول الساحل الإفريقي آليات من أجل وضع حدّ للنشاط الإرهابي وكذا شبكات تهريب الأسلحة والمخدرات، واعتبرت أنه من دون تحقيق السلم فإن التنمية لا يمكنها أن تتجسّد في المنطقة، كما أكدت أن كل هذه التحديات تتطلب العمل المشترك والتعاون الوثيق في إطار علاقات حسن الجوار بين هذه البلدان. موقف الجزائر جاء على لسان وزيرها للشؤون الخارجية مراد مدلسي الذي أكد أمس في أشغال الندوة الوزارية التنسيقية التي ضمّت سبعة دول من الساحل الصحراوي »إنني على قناعة أن شيم الإخلاص في التعامل الصادق والصريح والتزامنا الثابت في محاربة الإرهاب دون تنازل وكذا واجب التضامن الذي يحدو توجهنا نحو مواطنينا الأكثر حرمانا هي قواعد عمل نتقاسمها جميعا ويتوجب عينا احترامها«. وبرأي مدلسي فإن أن اللقاء يشهد على »مدى وعينا فرادى وجماعة بأهمية المواضيع التي تستوقفنا ألا وهي الأمن والسلم والتنمية في منطقتنا التي نطمح أن تستعيد ميزتها كفضاء للرخاء والاستقرار طبقا لقواعد حسن الجوار والتضامن والتعاون الصادق«، مضيفا أنه من البديهي »إقامة تعاون عابر للحدود بين بلداننا يكون ناجعا ومتعدد الأشكال«، كما أوضح أن ذلك »أمر حيوي للرد على تحديات الأمن والتنمية«. وقال وزير الخارجية مخاطبا نظراءه من دول الساحل الإفريقي إن بلدان هذه المنطقة »على وعي أن الأمن والسلم شرطان مسبقان للتنمية وأن الإرهاب وتحالفاته مع الجريمة المنظمة يمثلون تهديدا حقيقيا وموضوعيا للسلم والاستقرار«، كما يشكلون »عوائق ومصاعب أمام جهود التنمية تحرم مواطنينا من طموحه المشروع في الحياة بسلام والتمتع بظروف العيش الكريم«، ولذلك »يتوجب علينا تحيين تقييمنا للتهديد الإرهابي الذي يعرف تطورات خطيرة ويتخذ بعدا جديدا بعدما باتت له العديد من الارتباطات القوية مع الجريمة المنظمة والتجارة غير المشروعة بالأسلحة والمخدرات«. إلى ذلك أورد مراد مدلسي أنه »ينبغي لنا أن نتحرك بكل حزم من خلال تدابير ملموسة بتفعيل آليات التعاون الثنائي والجهوي الدولي التي يجب تحسينها وتكييفها إن اقتضى الأمر«، مشيرا إلى أنه »يتعين علينا أن نتدارس وضع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البؤر المغلقة والمعزولة من منطقتنا والتحرك عبر حلول ناجعة ومتجددة لتقليص الفقر والاستجابة إلى الحاجيات الملحة للسكان المحرومين«. كما جاء على لسان مدلسي أن شرائح واسعة من السكان »أصبحت تعيش جوا من الخوف وانعدام الأمن يزداد يوما بعد يوم وهي تعاني أصلا حالة من الحرمان زادها الفقر وتدهور المحيط وتحديات العولمة«، وبذلك أبرز أنه من الضروري »إيلاء اهتمام أكبر لعمل الملموس الذي من شأنه تحسين ظروف الحياة في المناطق المحرومة وتدعيم النسيج الاجتماعي فيها«.