أكدت وزارة الخارجية النمساوية أمس أن وولفغانغ إيبنر وهو أحد الرهينتين النمساويتين المخطوفتين منذ نهاية فيفري الماضي لدى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في صحراء تونس قد تمكن من إجراء اتصال هاتفي مع ابنه، وقد اتضح من خلال هذا الاتصال تدهور الحالة الصحية للرهينة بعد أن أكد أنه مصاب بمرضي الكوليرا والملاريا. اعتبر الناطق باسم الخارجية النمساوية بيتر لونسكي تييفنتال في تصريح صحفي أن "هذا الاتصال الهاتفي الذي تم قبل بضعة أيام هو دليل على بقاء الرهينة على قيد الحياة كنا ننتظره منذ 110 أيام" مؤكدا ما جاء في إحدى الصحف النمساوية. ومن جهتها أوضحت صحيفة "كويرير" النمساوية التي نقلت مضمون المكالمة الهاتفية التي جمعت وولفغانغ إيبنر مع ابنه برنار أن الرهينة لمح إلى قرب الإفراج عنه، مشيرا إلى وجود بعض المشاكل التي تعرقل العملية جراء الوضع الميداني، كما أكد الأب في اتصاله أنه مصاب بمرض الكوليرا والملاريا. وتجدر الإشارة إلى أن وولفغانغ إيبنر البالغ من العمر 51 عاما هو أحد الرهينتين اللتين تم اختطافهما نهاية فيفري الفارط إلى جانب رهينة أخرى تدعى أندريا كلويبر (44 عاما)، حيث أعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في العاشر من مارس الفارط مسؤوليته عن خطفهما مطالبا بالإفراج عن إرهابيين معتقلين في الجزائروتونس. وعلى صعيد آخر، أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في بيان نشره عبر موقع له في شبكة الانترنت أمس أن الحكومة النمساوية غير مكترثة بحياة الرهينتين محملا إياها مسؤولية مصيرهما، وبعد أن أوضح التنظيم في بيانه أنه قدم تنازلات كثيرة في سبيل الحفاظ على حياة الهينتين، لفت إلى أنه تعامل بمرونة كبيرة مع هذه القضية حيث أنه تخلى عن مطالبته بالإفراج عن أعضاء من التنظيم محتجزون في السجون الجزائريةوالتونسية وقدم بدلا منها مطالب أخرى بالإفراج عن رجل وزوجته معتقلين لدى السلطات النمساوية وقال البيان " لقد بذلنا كل ما في وسعنا ولكن يبدو أن النمسا ليست جادة في الحفاظ على أرواح رعاياها". وتجدر الإشارة غلى أن كل المفاوضات التي جمعت بين فيينا وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي باءت بالفشل وهو ما دفع وزيرة الخارجية النمساوية إلى القيام بزيارة سرية إلى الجزائر لطلب وساطتها.