دعا أمس وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل أعضاء منتدى البلدان المصدرة للغاز إلى التحلي »باليقظة«، والتفكير في وضع نمط تعاون جديد فيما بينهم من أجل تعاون أفضل في مجال التخطيط للاستثمارات الجديدة للشبكة الغازية، وأوضح أن توقعات الطلب العالمي على الغاز تعتبر »مقلقة«، وأن »الطلب العالمي على الغاز سنة 2013 سيكون في نفس المستوى الذي كان عليه سنة 2008«. ذهب وزير الطاقة والمناجم خلال كلمته الافتتاحية لأشغال الدورة العاشرة لمنتدى البلدان المصدرة للغاز المنعقدة بمدينة وهران موازاة مع عقد الندوة الدولية ال16 للغاز الطبيعي المميع، إلى التأكيد أنه »في سياق يتميز بمخاوف عديدة ينبغي تصور نموذج جديد يرتكز على مقاربة منصفة«، ورافع لصالح ضرورة »تحديد كافة الخيارات المحتملة لتطبيق إستراتيجية مناسبة لبلوغ الأهداف التي حددها منتدى البلدان المصدرة للغاز«. وحسب الرئيس الحالي للمنتدى، فإنه من الأهمية بمكان بالنسبة للمنظمة تقييم التطورات الأخيرة لسوق الغاز وأن تكون تتوفر على كافة الإمكانيات التي تمكنها من »التوصل إلى تحليل دقيق لكي يرتكز عمل المنتدى على نتائج متينة«، موضحا أن سوق الغاز وأساسياتها قد أثرت بشكل خطير خلال السنتين الأخيرتين على الشروط التي ترسخت في أذهان المتدخلين في سوق الغاز، وخلص إلى القول أن أشغال المنتدى التي تجري في جلسات مغلقة بأن»الأمور لن تبق كما كانت في السابق«. كما أورد، بأن توقعات الطلب العالمي على الغاز تعتبر »مقلقة«، وأن »الطلب سنة 2013 سيكون في نفس المستوى الذي كان عليه سنة 2008«، واسترسل قائلا بأن الطلب على الغاز انخفض بطريقة »معتبرة« سنتي 2008 و2009 و التوقعات الخاصة بالسنوات الخمس المقبلة ليست إيجابية بسبب التوقعات التي تنذر باستئناف ضعيف للاقتصاد العالمي وأن هذا الطلب »يبقى غير أكيد« داعيا البلدان المنتجة إلى التحلي »باليقظة«. وأكد وزير الطاقة والمناجم الذي كان يتحدث بحضور وزراء وممثلين عن 11 بلدا عضوا في المنتدى وكذا أعضاء من الحكومة الجزائرية، أن هذا الطلب يؤثر عليه أيضا تطور الغازات غير التقليدية في الولاياتالمتحدة والتي ستزداد حدة مع زيادة الإنتاج الذي سيأتي من استراليا في صالح تنمية تقنيات استخراج الغاز الصخري، وقد تولد عن هذا الوضع سلوكات تجارية جديدة في سوق الغاز الطبيعي المميع نجم عنها منافسة بين البلدان المنتجة التي رفعت إنتاجها للحفاظ على مستويات مدا خيلها. ولم يستبعد المتحدث أن تبقى سوق الغاز متوترة إذا تم إقرار الضريبة على الطاقات الحفرية مما سيكبح إدخال الغاز الطبيعي المميع في الأسواق الجديدة، وبخصوص سعر الغاز في السوق الآنية أشار خليل إلى أهمية ضمان توازن بين العرض والطلب مبرزا »ضرورة التفكير في وضع نمط تعاون جديد بين البلدان المنتجة للغاز«. وخُصصت أشغال الدورة العاشرة لمنتدى البلدان المصدرة للغاز لعرض دراسة أعدتها الجزائر لتقييم حصيلة العرض والطلب على الغاز على المدى المتوسط على مستوى أسواق الاستهلاك الرئيسية، كما تم بحث الوسائل التي ستسمح بالتوصل إلى تحديد سعر عادل للغاز الذي شهد مؤخرا تراجعا هاما.