دعا وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، أمس أعضاء منتدى البلدان المصدرة للغاز إلى تعاون افضل في مجال التخطيط للاستثمارات الجديدة للشبكة الغازية، واستحداث نموذج جديد بمقاربة منصفة في ظل السياق الحالي غير المطمئن، مؤكدا أن الأمور لن تبق كما كانت في السابق. قال خليل خلال افتتاح اشغال الدورة العاشرة لمنتدى البلدان المصدرة للغاز المنعقدة بمدينة بوهران، بضرورة تصور نموذج جديد يرتكز على مقاربة منصفة في ظل سياق يتميز بمخاوف عديدة، حيث أبرز أهمية تحديد كافة الخيارات المحتملة لتطبيق استراتيجية مناسبة لبلوغ الاهداف التي حددها منتدى البلدان المصدرة للغاز، مشددا على أهمية ضمان توازن بين العرض والطلب من خلال التفكير في وضع نمط تعاون جديد بين البلدان المنتجة للغاز. واعتبر الرئيس الحالي للمنتدى انه من الاهمية بمكان بالنسبة للمنظمة تقييم التطورات الاخيرة لسوق الغاز، وان تتوفر على كافة الامكانيات التي تمكنها من التوصل الى تحليل دقيق لكي يرتكز عمل المنتدى على نتائج متينة، واردف خليل ان سوق الغاز واساسياتها قد اثرت بشكل خطير خلال السنتين الاخريتين على الشروط التي ترسخت فى اذهان المتدخلين في سوق الغازمن جهة أخرى قال أن توقعات الطلب العالمي على الغاز تعتبر مقلقةوأن الطلب العالمي على الغاز سنة 2013 سيكون في نفس المستوىالذي كان عليه سنة 2008، حيث انخفض بطريقة "معتبرة " سنتي 2008 و 2009، مضيفا أن التوقعات الخاصة بالسنوات الخمس المقبلة ليست إيجابية بسبب المؤشرات التي تنذر باستئناف ضعيف للاقتصاد العالمي، حيث دعا الدول المنتجة إلى التحلي باليقظة. وأوضح أن هذا الطلب يبقى غير أكيد ويتأثر أيضا بتطور الغازات غير التقليدية في الولاياتالمتحدة والتي ستزداد حدة مع زيادة الإنتاج التي ستأتي من استراليا في صالح تنمية تقنيات استخراج الغاز الصخري، حيث تولد عن هذا الوضع-قال خليل- سلوكات تجارية جديدة في سوق الغاز الطبيعي المميع نجم عنها منافسة بين البلدان المنتجة التي رفعت إنتاجها للحفاظ على مستويات مدا خيلها، كما أوضح أن سوق الغاز يمكن أن تبقى متوترة إذا تم إقرار الضريبة على الطاقات الحفرية مما سيكبح إدخال الغاز الطبيعي المميع في الأسواق الجديدة. وكان خليل قد صرح في وقت سابق من فيينا أنه من الضروري للبلدان المصدرة للغاز تخفيض العرض الفائض الذي أدى إلى انهيار أسعار الغاز في السوق الآنية في أوروبا والتي تعتبر أكبر سوق بالنسبة للجزائر، ويعتبر هذا الخيار الأمثل في الفترة الراهنة بما أن تخفيض الإنتاج لا يمكن أن يمس الغاز الطبيعي العابر من خلال أنابيب نقل الغاز لأن البلدان المنتجة تربطها مع زبائنها عقود على المدى الطويل. هذا وسجل معرض الندوة الدولية ال16 للغاز الطبيعي المميع حضورا قويا للمجمعات الطاقوية الكبرى في العالم حيث ضم المعرض أكبر أسماء الصناعة الغازية والنفطية من بينها قطر بترليوم وغازبروم وسوناطراك وإيكسون وتوتال ومجمع اس ان سي لا فالين الكندي وبيتريش بتروليوم غيرها...، وهوما أدى إلى استغلال كل المساحة المخصصة للمعرض والتي تقدر ب20 ألف متر مكعب، واعتبر الوزير شكيب خليل المشاركة القوية للأطراف الفاعلة في الصناعة الطاقوية دليلا على أهمية هذا المعرض من حيث الجانبين التكنولوجي والاقتصادي.