قال الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية يوسف مراحي، أن أغلب المطالب التي رفعها سكان منطقة القبائل خلال السنوات الماضية إلى السلطات العمومية قد سويت، ولم يتبق إلا القليل، موضحا أن العديد من المكاسب قد تم افتكاكها خاصة المرتبطة بدسترة الأمازيغية، واعتمادها كلغة وطنية في قطاع التربية الوطنية وأيضا قطاع التعليم العالي والبحث العلمي إلى جانب اللغة العربية. وأضاف الأمين العام للمحافظة الأمازيغية في تصريح صحفي، أمس على هامش الندوة الإعلامية التي نظمتها ذات المحافظة بمناسبة الذكرى الثلاثين للربيع الأمازيغي التي تصادف 20 أفريل، والتي حملت شعار العمل المؤسساتي لإعادة الاعتبار وترقية الأمازيغية، أن جملة المطالب المحققة والنتائج المحصلة يمكن وصفها بالإيجابية تدعو للتفاؤل، بدليل ارتفاع عدد المتمدرسين في اللغة الأمازيغية من 130 ألف سنة 1995، إلى 240 ألف خلال العام الدراسي الجاري، واتساع دائرة تدريسها من منطقة القبائل إلى تسع ولايات، فيما نسبة 90 بالمائة من هؤلاء المتمدرسين مسجلة بولايات تيزي وزو، بجاية والبويرة. وحسب المتحدث فإن القنوات الإعلامية الناطقة بالأمازيغية تبقى غير كافية مما ينبغي تعزيزها بجريدة يومية، واعتبر إنشاء صحيفة ناطقة بذات اللغة مطلب سكان منطقة القبائل ويرى ضرورة تطبيق المادة الثالثة في الدستور التي تنص على أن الأمازيغية لغة وطنية رسمية، وبالتالي يمكن اعتبارها واحدة من الثوابت والهوية الوطنية، إلى جانب اللغة العربية والإسلام دين الدولة، وبعد أن قال مراحي إنه لا يشرط إجبارية تدريس الأمازيغية بالمؤسسات التربوية والتعليمية على المستوى الوطني ويفضل الإبقاء على حرية الاختيار بشأن هذه الأخيرة، تساءل عن سر عدم تنصيب اللجنة العليا لترقية الأمازيغية منذ عدة سنوات، وكشف عن استحداث مركز وطني لتطوير اللغة المذكورة بوزارة التربية الوطنية، تحدّث عن العديد من المحطات الإذاعية التي أنشأتها الحكومة في المدة الأخيرة، البعض منها تعمل على ترقية الأمازيغية بكل من بجاية، باتنة وأدرار تجمع بين اللهجات لكل من الشاوية والأباظية والترقية، وعن ندوة أمس اعتبرها مراحي أنها تدخل في سياق صيانة ذاكرة ضحايا الربيع البربري الأسود بكل من تيزي وزو وبجاية في العشرين من أفريل من 1980. وفي موضوع منفصل، قال الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية إن منطقة القبائل جزء لا يتجزأ عن الجزائر التي لا ينبغي تفتيتها أو المساس بسيادتها، مبديا رفضه القاطع للمؤامرات التي تحاك ضد الجزائر سواء من الداخل أو من الخارج وهو ما يعتبر ردا صريحا ومباشرا على دعاة الانفصال ذوي النوايا السلبية، الذين يكنون الحقد والكراهية لكل ما هو جزائري والتشكيك فيه.