تناشد عائلتا شارفي و حارش القاطنتان ب 23 عمارمروان بتيليملي بالعاصمة السلطات المعنية انتشالهما من شبح التشرد الذي يهدد أفراد أسرتهما، فبعد أن كانوا ضحية لورثة قرروا استرجاع ملك والدهم وهم اليوم مطالبين أيضا بمغادرة الخيمة التي سمحت لهم إحدى العائلات بنصبها مؤقتا في سطح منزلها إلى أن ينهي أبنائهم الدراسة،هاتان العائلتان اللتان وجدتا نفسهما بين ليلة وضحاها بدون مأوى و تعاني الأمرين بسبب الظروف الصعبة التي تعيش فيها ، تتسائلاان عن المصيرالذي ينتظرهما في ظل غياب أي تكفل من الجهات المعنية يعنى بفئة المطرودين. يستحضرنورالدين شارفي وعائلته المتكونة من خمسة أفراد يوم الثامن عشرمن نوفمبرالماضي بحسرة كبيرة فذاك اليوم المصادف لتأهل الفريق الوطني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم والذي كان له طعم الفرحة و الانتصارامتزج لديه بالألم على المستقبل المجهول الذي ينتظره بعد الطرد الذي تعرض له من منزله الكائن ب 26 عمارمروان بتيليملي،و بالرغم من ذلك خرج ليعبرعن فرحته بفوزالجزائر،هذا الوطن الذي ينتظرمنه اليوم بعد مرورأكثرمن خمسة أشهرعلى تشرده ذاق فيه الويلات أن ينصفه ويزرع في أبنائه البسمة التي افتقدوها في يوم لن تمحى ذكراه من قلب أي جزائري . يقول رب هذه العائلة أنه قضى أكثرمن أسبوع في الشارع بعد تنفيذ قرارالطرد الذي صدر في حقه وحق عائلة مواطن آخر يدعى حارش مراد و أب لثلاثة أبناء يتقاسمون نفس المصيرو يعانون نفس المعاناة فأصابهم الغم والهم بعد أن وجدوا أنفسهم في ليلة وضحاها بدون مأوى ،وضحية لنزاع ورثة قرروا استرجاع منزل والدهم المتوفي رافضين تجديد عقد الكراء لهما و هما اللتان أمضيتا أكثرمن 18 سنة فيها وما كان عليهما سوى الرضوخ لأمرالعدالة التي لا يهمها وضع المطرودين بقدرما يهمها تنفيذ القرار. بعد قضاء العائلتان أكثرمن أسبوع في الشارع جاء تدخل قوات الأمن ليزيد من أوجاع هؤلاء حيث طلبت منهما مغادرة المكان وهو ما تم فعلا عندما تقدمت إحدى العائلات التي تربطها بعائلة حارش رابطة عائلية و اقترحت عليهما نصب خيمة في سطح المنزل ،فكان هذا التصرف الحل الذي أنقذه من تشرد محتوم لكنه لم يحل المشكلة التي ما تزال تبعاتها قائمة ،فالوضعية المزرية التي تعيش فيها هاتان العائلتان لا يمكن أن تعبرعنها الكلمات حيث وقفنا من خلال الزيارة التي قمنا بها إلى المنزل الذي احتوى العائلتان في شدة محنتهما على المعاناة التي تتكبدها منذ أكثرمن خمسة أشهرفالزوجان ينامان في الخيمة التي تضم أيضا ممتلكاتهما ،بينما تم تفريغ "بيت الصابون " لتنام فيه الزوجتين رفقة أطفالهن الذين يقدر عددهم الثمانية، فيما يفتقرالمكان الذي يشغلونه إلى مرحاض الأمرالذي زاد من معاناتهم. وفي هذا الإطارأكد نورالدين شارفي أن هذه الوضعية أترث سلبا على التحصيل الدراسي لأبنائه الذين يفكرون رغم صغرسنهم في المصيرالذي ينتظرهم أمام غياب بصيص أمل يشجعهم على تحمل هذه الوضعية التي تشغل الجميع ، حيث فقد هؤلاء الرغبة – يضيف- في الدراسة ،و لم يتوقف الأمرعند هذا الحد فقط و إنما أصيبوا جميعهم بأمراض مختلفة بسبب الرطوبة التي تتميز بها تلك الغرفة هذا إضافة إلى البرد القارص الذي تعرضوا له ،أما الأولياء يعانون في الخيمة الأمرين بسبب الحرارة الشديدة في بعض الأحيان و البرد في أحيان أخرى حيث كثيرا ما تعرضوا لفيضانات عند تهاطل الأمطار التي تأتي على كل المحتويات. لم يبقى على خروج هاتان العائلتان أقل من شهر فالعائلة التي احتضنتهما من باب الإنسانية تريد أن تجد استقلاليتها في منزلها حيث أعرب نور الدين عن امتنانه لها لأنها كانت الوحيدة التي فتحت له أبواب منزلها عندما صدت في وجهه جميع الأبواب ، لكنها اليوم أمهلته مدة انتهاء الموسم الدراسي للأطفال كي يجد البديل ،وحول وجهته قال أنه لا يعرف المكان الذي سيحويه مرة أخرى مشيرا إلى أن رئيس بلدية الجزائرالوسطى وعده بسكن في جوان المقبل وهو الأمرالذي يعلق عليه أمالا كبيرة و يتمنى أن يكون هذا الشهر الذي سيشهد مشاركة الفريق الوطني في كأس العالم نهاية سعيدة لمأساته.