دعا محمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو، الشعب الصحراوي للاستعداد الدائم من أجل مواجهة أسوأ الاحتمالات بما فيها خيار العودة إلى الكفاح المسلح، من أجل استعادة حقوقه المشروعة والمغتصبة، في ظل التعنت المغربين ودخول باريس على خط الدفاع عن المشروع الاستعماري بمجلس الأمن الدولي. وأوضح الرئيس الصحراوي في كلمة ألقاها بمقر الناحية العسكرية الأولى، بالأراضي الصحراوية المحررة، بمناسبة مرور 37 سنة على اندلاع الكفاح المسلح، بان جبهة البوليساريو حققت ثلاث مكاسب بفضل هذا الكفاح البطولي وهذه المقاومة المستميتة، وابرز أمين عام جبهة البوليساريو الانتصار والتفوق الواضح لجيش التحرير الشعبي الصحراوي على جميع القوى الغازية بدء من القوى الاستعمارية ثم الاحتلال و الغزو، مؤكد في هذا الشأن:»نحن اليوم نقف ونحتفل على أراضينا المحررة في ظل تقوقع الجيش المغربي الغازي بعدما لجأ مكرها لخطة الأحزمة الدفاعية لحمايته من ضربات جيش الشعب الصحراوي «، مشيرا من جهة أخرى إلى الإجماع الوطني العام لكل الصحراويين حيثما تواجدوا والتفاهم حول جبهة البوليساريو التي قال عنها بأنها »رائدة كفاح الشعب الصحراوي وتشبثهم بخيار الاستقلال الوطني واستعدادهم للتضحية بالغالي والنفيس من اجل انتزاع حقهم الثابت والمشروع في الحرية والاستقلال وبناء الدولة الصحراوية على كامل وطنهم« . وعاد الرئيس محمد عبد العزيز، في المحاضرة التي تناقلتها وكالة الأنباء الصحراوية، إلى الحديث عن المواقع التي افتكها الشعب الصحراوي على المسرح الدولي والذي ترجم في شكل تزايد مستمر للتضامن الدولي مع هذا الشعب وقضيته العادلة حيث أكد بان المكانة الدولية المرموقة التي يحظى بها كفاح ومقاومة الشعب الصحراوي عبر العالم، تشكل مكسبا قويا ، مبرزا دور انتفاضة الاستقلال وماحقته من مكاسب وانجازات محيا أبطالها في ذكراها الخامسة التي تم الاحتفال بها نهار أمس الجمعة، واعتبر أمين عام جبهة البوليساريو أن حدث الذكرى ال37 لاندلاع الكفاح المسلح في الأراضي المحررة يحمل دلالات ورسالة تؤكد أن الشعب الصحراوي وعلى مدار 37 سنة ، ظل صامدا مكابرا متسلحا بالإيمان بنبل الهدف ومشروعية الكفاح، مضيفا بأن أجيالا كاملة ترعرعت في خضم الكفاح وهي اليوم تعطي دماء جديدة وتنهل من معين تلك المدرسة في الوطنية والإخلاص والتضحية وكلها إيمان على المضي قدما من اجل تحقيق تلك الأهداف التي قدم من اجلها الشعب الصحراوي قوافل من الشهداء، مستطردا في نفس السياق »تلك الأجيال قوّت عزيمتها على المقاومة وهذه نعتبرها مسلمة أولى، كما أن الشعب الصحراوي تمكن طيلة كل هذه المدة من هيكلة قدراته ضمن مؤسسات وهيئات رسمية لبناء مجتمع ديمقراطي، حر وسيد فوق أرضه وهي قناعات تكرّست لديه رغم أكثر من ثلاثة عقود من المعاناة والحرمان وهو ما يجعل جبهة البوليساريو تصر على استكمال طريق التحرير مهما كلفها ذلك«،مهنئا بالمناضلين الصحراويين الذين أفرج عنهم وأولائك الذين لا زالوا يواجهون التعذيب والقمع في السجون المغربية. للإشارة سبق للرئيس الصحراوي أن أشار إلى المخاطر التي تتهدد مخطط السلام في الصحراء الغربية بفعل التعنت المغربي، وهو ما جعله يؤكد بان جميع البدائل تبقى مفتوحة أمام الشعب الصحراوي لاستعادة حقوقه المهضومة، بما في ذلك الكفاح المسلح، وهو الأسلوب الذي أكد نجاعته ومكن من كسر المشروع الاستعماري.