يشرف، اليوم، ببسكرة وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله على انطلاق فعاليات ملتقى مغاربي علمي حول »الأمن الفكري ودور مؤسسات المغرب العربي في إرسائه« يحتضنه المعهد الإسلامي لتكوين الإطارات الدينية بمدينة سيدي عقبة. ويعتبر العارفون بهذا الميدان أن هذا الملتقى سيكون الأول من نوعه على خلفية »الطابع المرجعي الديني والفكري« الذي يحمله، لكونه سيكون فضاء سانحا يعيد فيه العلماء والمفكرون المشاركون طرح جدالا عرفته الجزائر خلال التسعينات حيال فتاوى الجهاد والتكفير والاجتهادات الدينية الباطلة والتي أزهقت على اثرها عديد النفوس البشرية دون أي وجه حق. وسيكون المعهد المذكور حسب هيأة التنظيم محجا لفقهاء وعلماء دين ومفكرين وجامعيين وأئمة ومشايخ ، يشاركون في تسليط الضوء ومحاولة تفكيك خبايا المرجعيات الدينية في بلدان المغرب العربي في إحالة إلى تهاوي الفكر الديني الصائب وما تواتر عنه من تحول النقاش السياسي إلى عنف كبير تغذى بمرجعيات دينية من داخل وخارج الوطن، تبين بعد سنوات من الأزمة الأمنية في الجزائر أنها كانت على ضلال، بعد أن طعمت بفتاوى الهجرة والتكفير وترجمت بمجازر واغتيالات وحشية، بينما تم تغييب فيها أسلوب الحوار والوسطية والاعتدال. ويؤكد أهل الاختصاص إن وزارة الشؤون الدينية أجبرت على تناول هذا الموضوع لكونها تحمل رأيا فيه يرمي إلى »استئصال فكر التطرف من جذوره«، وهو الموقف الذي عبّر عنه الوزير غلام الله خلال مشاركته في ملتقى يحمل نفس العنوان بالمملكة السعودية العام الماضي، وبالمناسبة دعا الوزير إلى »استئصال الإرهاب من أصوله الفكرية قبل أن يترجم إلى سلوك«، على أن »الأمن الفكري لا يمكن تحقيقه من فراغ وإنما من مؤسسات دينية كالمسجد والملتقيات الفكرية والمؤسسات التربوية والإعلامية« على اعتبار أن هذا الطرح من شأنه أن ينسي الجزائريين سنوات الإكتواء بفتاوى تكفيرية مستوردة من الخارج، من أشكال الاجتهادات التكفيرية لأبي قتادة، وهي فتاوى طعمت ب»فضائيات تجارية تستعمل لتمرير فتاوى غير مؤسسة علميا، ساهمت في خلق لا أمن فكري«. واختارت وزارة الشؤون الدينية من خلال إشراف مسؤول القطاع شخصيا على انطلاق هذا الملتقى بمشاركة قطاعات الداخلية والجماعات المحلية، الشباب والرياضة، الثقافة والتضامن الوطني والأسرة، التركيز على البعد المغاربي في هذا الملتقى عبر ثلاثة محاور من خلال برمجة 18 مداخلة أهمها »أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو« و»الإرهاب وحرب الإعلام « في رغبتها لإيجاد مرجعية دينية موحدة ، تقترن بالمرجعية السياسية في إطار الوحدة المغاربية ولأن التطرف الفكري تجاوز الحدود بأن وصل الأمر بآخرين أن أحيى من بطون الكتب فقها لم يعد صالحا للعصر المعيش، ووصل الأمرُ بهواة التميّز أن أحيى فتاوى مهجورة، وأقوالا مرجوحة، وقَوَّى من الآراء ضعيفها، وصحَّحَ من الأقوال سقيمها حتى يكون في مجتمعه ذا تميّز وصدارة«. للعلم فإن هذا الملتقى الذي يدوم 3 أيام إبتداء من اليوم سيختتم بقراءة جملة من التوصيات وبرمج المشرفون محاضرة نموذجية يلقيها الدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلسي الأعلى للغة العربية.