اختتمت أمس بالمركب الثقافي الإسلامي لمدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة، أشغال ملتقى''الأمن الفكري ودور مؤسسات المغرب العربي في إرسائه'' تحت إشراف السيد بو عبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف.(واج) وشارك في هذا الفضاء الفكري، أكاديميون وباحثون من مختلف جامعات الوطن وممثلو مؤسسات دينية وزوايا فضلا عن حضور وفد من جمهورية موريتانيا الإسلامية يضم وزير الشؤون الإسلامية ومستشار رئيس الجمهورية ومستشار رئيس الوزراء. وأبرز السيد بو عبد الله غلام الله في كلمته لدى افتتاح أعمال الملتقى بأن هذا الأخير ''يتناول دراسة موضوع هام يتعلق بالأمن الفكري الذي أصبح مصطلحا يحتل مكانة معتبرة في الفضاء السياسي والثقافي للمجتمعات الحديثة''. وأوضح في سياق متصل بأن الأمن الفكري له مفهوم شامل متعدد الأبعاد النفسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعقيدية والسياسية، مشيرا إلى أن تعريف المصطلح الأكثر دقة يعني ''الانسجام القائم بين مايؤمن به المجتمع وبين مايعيشه وما يتطلع إليه''. واستطرد بالقول''أن الأمن الفكري هو أن يحس كل فرد في المجتمع بأن منظومته الأخلاقية والقانونية والفكرية التي تنظم علاقاته بمجتمعه وبدولته هي منظومة متماسكة ومتناسقة غير مهزوزة ولا مضطربة''، مشيرا إلى أن كل ذلك يفيد بأن ''صيانة مختلف مؤسسات المجتمع من الانحراف بسبب تعدد المرجعيات هو أمر أساسي لضمان هذا الأمن الفكري''. وفي ذات الاتجاه، ذكر أن الأمن الفكري في مجتمع إسلامي يعني ''ارتباط هذا الفكر المجتهد والمبدع بالمرجعية الدينية للمجتمع''، مضيفا بأن أولى علامات اضطراب هذا الأمن الفكري تكون عندما يبتعد عن مرجعية الاعتدال وبالمقابل بروز ظاهرة التطرف الديني والفكر التكفيري الناتج عن التعصب وإلغاء الآخر والتأويل الباطل لنصوص الشريعة ولوقائع التاريخ الإسلامي ولمنهج السلف الصالح. وعكف المؤتمرون خلال هذا اللقاء الذي حضره أيضا السيد محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية على تسليط الضوء على ثلاثة محاور رئيسية متمثلة في مفهوم الأمن الفكري والتراث والأمن الثقافي وأخيرا إستراتيجية الأمن الفكري ودور المؤسسات في تحقيقه.