سارع المصريون إلى التشويش على الاستثمارات العربية في الجزائر، في أعقاب قرار الحكومة القاضي بتجميد صفقة »العز ستيل«، من خلال جملة الادعاءات التي تناقلتها بعض الصحف المصرية على لسان بعض المسؤولين الذين زعموا تجميد مشاريع لمستثمرين عرب بالجزائر، على الرغم من الأهمية القصوى التي يوليها رئيس الجمهورية لهذا الملف من خلال جملة القرارات الصارمة التي شدد من خلالها على ضرورة منح الأولوية للاستثمار العربي على حساب الأجنبي. نقلت بعض الصحف المصرية أمس، تصاريحا عن بعض المسؤولين المصريين تتعلق بواقع الاستثمارات العربية بالجزائر، وذلك على خلفية قرار تجميد مشروع مجموعة »العز ستيل«، حيث قال العضو المنتدب لمجموعة عز الدخيلة »إيراكس« علاء أبو الخير، في بيان نقله موقع »مباشر« المصري، إن المجموعة لم تتلق أي إخطار رسمي من الحكومة الجزائرية بوقف مشروعها حتى الآن وأن كل المعلومات التي تلقتها كانت عبر وكالات الأنباء، في حين كان وزير الصناعة وترقية الاستثمارات السابق عبد الحميد تمار قد أعلن الخميس المنصرم تجميد المشروع القائم بين المجموعة والجزائر لانجاز مجمع للحديد والصلب في جيجل، باستثمار إجمالي يقدر 1.25 مليار دولار. وعلى الرغم من رفض ممثل مجموعة »العز ستيل« التعليق عن موقف الشركة، مفضلا تأجيل ذلك إلى ما بعد ما أسماه »التحقق من قرار الحكومة الجزائرية النهائي«، إلا أن المدير التنفيذي لغرفة الصناعات المعدنية محمد حنفي، قد ادعى في تصريح نقلته عنه جريدة »المصراوي« أمس، أن كثيرا من الشركات العربية تواجه صعوبات كبيرة في الجزائر، مما اضطرتها إلى الدخول في مفاوضات لتعديل شروط استثمارها، وذهب حنفي إلى أبعد من ذلك قائلا إن »مستثمرين من الإمارات والسعودية والبحرين، أعلنوا عن تنفيذ مشروعات في قطاع الألمونيوم لكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد«. من جهته، زعم عضو وصفته »المصراوي« بالبارز بمجلس الأعمال المصري أن ما أسماه »الحملات الجزائرية ضد الاستثمارات المصرية«، استأنفت نشاطها مباشرة بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بتوقيع عقوبات ضد مصر على خلفية الاعتداءات التي تعرض لها لاعبوا المنتخب الوطني بالقاهرة، وهو ما ينفيه التصريح الأخير لعبد الحميد تمار الذي يشغل حاليا منصب وزير الإستشرافات والإحصائيات بعد التعديل الحكومي الأخير، والذي أكد لدى تطرقه لهذا الملف أن محادثات قد تمت مباشرتها مع مجموعة »العز ستيل« حول المشروع، غير أن العديد من الأسباب من بينها الأحداث الأخيرة بين الجزائر ومصر عقب مباراة كرة القدم والأزمة الاقتصادية الدولية أدت إلى التجميد الكلي للمشروع. وكان عبد الحميد تمار قد أعلن خلال تدخله يوم الخميس الفارط أمام نواب المجلس الوطني الشعبي الوطني، عن قرار تجميد المشروع الذي أوكل للمجموعة الصناعية عز للصلب المصرية، لانجاز مجمع للحديد والصلب في جيجل، باستثمار إجمالي يقدر 1.25 مليار دولار، مشيرا إلى أن ثلاثة عروض جديدة لإنجاز مشاريع الحديد والصلب في المنطقة الصناعية بالولاية تتواجد قيد الدراسة على مستوى وزارته، ويتعلق الأمر بكل من مجموعة ميتسوي اليابان، وأرسيلور ميتال الهند، وسفيتال الجزائر لإنجاز مشاريع الحديد والصلب.