وجهت أبرز الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس انتقادات شديدة اللهجة ضد القيادة العسكرية للكيان الصهيوني واتخاذها قرار الاعتداء على قافلة شريان الحياة التي كانت في طريقها إلى غزة، وطالبت »يديعوت أحرونوت« وزير الدفاع الإسرائيلي بالاستقالة، فيما أبدت »معاريف«تخوفها من تأجج موجة التنديدات والمظاهرات المناوئة لإسرائيل عبر العالم، وأن تؤدي إلى عزلة إسرائيل دوليا. كشفت عناوين الصحف الإسرائيلية الرئيسية - يديعوت أحرونوت، معاريف، هأريتس- الصادر أمس عن حالة رفض واسعة داخل إسرائيل للعدوان الصهيوني الذي استهدف أسطول الحرية أول أمس وخلف 19 شهيدا وأكثر من 30 جريح من مختلف الجنسيات، وبالموازاة مع موجة التنديد الدولي والشعبي الواسع النطاق باستهداف أسطول كسر الحصار، أظهرت مختلف العناوين الرئيسية للصحف الإسرائيلية حجم الانتقادات التي تواجهها القيادة العسكرية الإسرائيلية، بسبب اتخاذها لقرار ما وصفته صحيفة يديعوت أحرونوت »الاستيلاء على السفن. ونقلت ذات الصحيفة في أحد عناوينها تقول، »أن استعدادات كبيرة جارية في قوات الأمن تحسبا لموجة تظاهرات من جانب عرب إسرائيل وموجة من التنديدات الدولية«، فيما انتقد المحللون وأصحاب الأعمدة في الصحيفة بشدة المستوى السياسي حكومة نتنياهو، وطالب المحلل سيفير بلوتسكي، أبرز كتاب العمود في ذات الصحيفة، وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك إلى الاستقالة من منصبه. وعكس عنوان في هأريتس يقول»من الذي أعطى الأمر؟ – نتنياهو مع براك وباقي المجلس الوزاري لشؤون الأمن صادقوا على العملية والآن يتبادلون الاتهامات« حجم موجة النقد الداخلي التي يواجهها قرار الكيان الصهيوني بالعدوان على أسطول الحرية، وحجم المأزق الذي تواجهه الدولة اليهودية، الموجودة بين مطرق مطالب المجتمع الدولي بمقاضاة الهمجية الصهيونية وسندان النقد الداخلي. حيث عنونت ذات الصحيفة أحد مقالاتها الرئيسية ب»أعمال شغب في الوسط العربي - الأعنف منذ أكتوبر عام 2000 وإلقاء زجاجات حارقة في أم الفحم - إضراب شامل اليوم في الوسط العربي«. وبنفس لهجة النقد للقرار الصهيوني الهمجي عنونت معاريف صفحتها الرئيسية بالقول »موجة غضب في العالم الحكومة تتخبط وتبادل الاتهامات في القيادة الإسرائيلية«، كما كتبت تقول »أن عواصم العالم شهدت أول أمس تظاهرات مناوئة لإسرائيل وتنديدات لم يسبق لها مثيل بما فيها الدعوات إلى محاكمة المسؤولين في إسرائيل«، وعنونت مقال آخر ب »غضب في العالم – زعماء أوروبا أعربوا عن صدمتهم والسكرتير العام للأمم المتحدة يطالب بفتح تحقيق دولي في الحادث .