وأكدوا أن الفشل الأكبر كان في الحلبة الإعلامية الدولية، حيث اعتبر رئيس جهاز الموساد، مائير داغان، أن “إسرائيل” تتحوّل تدريجياً من ذخر إلى عبء بالنسبة للولايات المتحدة. ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” الإلكتروني عن وزراء “إسرائيليين” قولهم إنه خلال المداولات التي سبقت العملية العسكرية ضد أسطول الحرية، وعد الجيش “الإسرائيلي” بأن العملية ستنتهي من دون إصابات، بينما قال ضباط كبار أنه تم استعراض احتمالات أمام الحكومة بأن العملية ستنتهي بسقوط قتلى وجرحى. ووجه وزراء اتهامات إلى القيادة السياسية، أي هيئة “السباعية” الوزارية والحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية التي صادقت على العملية العسكرية وطالبوا “بعدم تحميل الجيش المسؤولية” عن النتائج. ورأت جهات في الحكومة أنه “كان يتعيّن على الجيش الاستعداد بوسائل تكنولوجية متطورة من أجل منع اللقاء بين الكوماندوس البحري والمسافرين على متن السفن التي أبحرت باتجاه غزة”. ووجّه ضبّاط كبار إصبع الاتهام إلى القيادة السياسية، وقالوا إنه “قبل سفر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى أمريكا الشمالية جمع هيئة السباعية مرة أخرى ودقق بتفاصيل العملية وقرر المصادقة على القرار نفسه الذي تمت المصادقة عليه قبل ذلك”. وامتلأت الصحف “الإسرائيلية” الثلاث الكبرى، “يديعوت أحرونوت” و”معاريف” و”هآرتس”، بمقالات وتحليلات أجمعت على الفشل “الإسرائيلي”، وعكست حالة من خيبة الأمل حيال الأداء “الإسرائيلي”. ورأى كبير المعلقين، ناحوم برنياع، عبر “يديعوت أحرونوت”، أنه “بامتحان النتيجة، فإن السيطرة على سفينة الاحتجاج التركية انتهى بطلوع الروح”، وتساءل أنه إذا كانت “إسرائيل” تعتبر أن نشطاء الحرية “زعران”، “فلماذا منحت “إسرائيل” هؤلاء الزعران ما يريدونه تماماً”، في إشارة إلى إثارة قضية الحصار على غزة. وكتب المحلل العسكري، عاموس هارئيل، في “هآرتس”، أن “إسرائيل” ستواجه صعوبة بالغة في شرح موقفها أمام العالم، لأنه “لا يمكنها أن تفسر النتائج المتمثلة بسقوط قتلى، ومن دون قتلى في جانبنا، وهؤلاء أيضاً مواطنو دولة كانت حتى قبل وقت قصير صديقتنا الكبرى في المنطقة”. وطالبت افتتاحية الصحيفة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية ومستقلة للتدقيق في اتخاذ القرارات، وتحديد من يتوجب محاكمته على “هذه السياسة الخطيرة”، معتبرة أن المسألة لا تتعلق بمن سينتصر، وإنما من سيفوز بنقاط في الرأي العام وبالشرعية والتفهم، “وفي هذا الامتحان فشلت حكومة نتنياهو فشلاً ذريعاً”. وكتبت صحيفة “معاريف” إن “كوماندوس النخبة في الجيش “الإسرائيلي” أرسل لتنفيذ مهمة محكومة بالفشل”. وأضافت بلهجة شديدة “في هذه الأوقات الصعبة ليس لدينا رئيس وزراء، ولا وزير خارجية، ولا حكومة مؤلفة بأغلبيتها من وزراء بائسين لا جدوى منهم، الذين تحتاج “إسرائيل” إليهم”. وكتب المحلل السياسي في الصحيفة بن كسبيت أنه “لا يكفي أن تكون محقاً في البحر، وإنما عليك أن تكون حكيما، والعملية البحرية كانت غباء مطلقا ومزيجاً من الإخفاقات”، ورأى أنها ستلحق “ضرراً كونياً ل”إسرائيل” في مجالات لا نهاية لها”. إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام “إسرائيلية” عن داغان قوله، أمس، إن “إسرائيل تتحول تدريجيا من ذخر إلى عبء بالنسبة للولايات المتحدة”.