أجمع أصحاب الوكالات السياحية بالعاصمة أن مشاركة الفريق الوطني في كأس العالم هذه السنة وحلول شهررمضان الكريم بداية أوت أحدث تغييرات كبيرة في أجندة الوكالات وأخلط حساباتهم وحسابات المواطنين المتعودين على قضاء عطلة الصيف خارج الوطن،حيث سجلت طلبات الحجزخلال شهر جويلية الذي يتوسط المناسبتين ارتفاعا الأمرالذي دفعهم إلى اتخاذ تدابيرو إجراءات خاصة لتلبية ذلك مؤكدين أن الطلب على تونس قل مقارنة بالسنوات الماضية،فيما تشكل تركيا الوجهة الجديدة التي يسعى الجزائريين لاستكشافها رغم الغلاء الذي تعرفه بينما استثنيت مصرمن قائمة اهتمامات الجزائريين. يبدو أن موسم السياحة و السفر هذه السنة قد تأثركثيرا بسبب الأحداث التي تطبع الموسم و بالتالي ستتأثرالعائدات المادية لوكالات السفرالتي لن تعرف الانتعاش الذي شهدته السنوات الماضية ،فعوامل والظروف عديدة أربكت أصحاب هذه المهنة الذين وجدوا أنفسهم هذا العام بين مطرقة مشاركة الفريق الوطني في كأس العالم بجنوب إفريقيا، وسندان شهررمضان الذي لا يفصلنا عنه سوى شهرين فقط ، وبهذا يكون هاذين الحدثين الهامين- حسب أصحاب الوكالات- قد أخلط أوراقهم ويحرمهم من المكاسب التي تعودوا على تحصيلها خلال هذه الفترة من السنة. كما كشف أصحاب الوكالات الذين تحدثت إليهم "صوت الأحرار" أن العطلة الصيفية لهذه السنة جاءت بتوابل مغايرة أثرت على القطاع السياحي ومردوده المادي عليهم الأمرالذي أخلط أوراقهم و جهودهم لاستقطاب أكبرعدد ممكن من السياح،حيث سجلت هذه الوكالات نقصا في الحجوزات خلال شهري جوان وأوت بسبب مصادفة هذه المواقيت مع مقابلات الفريق الوطني التي أجل من أجلها الجزائريين انشغالاتهم إلى ما بعد هذا الموعد التاريخي الذي يرغبون في متابعته في أرض الوطن لمقاسمة إخوانهم تلك اللحظات الجميلة التي لا تعوض بعد غياب دام 24 سنة ،و من جهة أخرى لحلول شهررمضان في بداية شهرأوت،هذا ما دفع بالعديد من المواطنين إلى الحجز خلال شهرجويلية و منهم من فضل قضائها في شهرماي الماضي حسب ما أكدته صاحبة إحدى الوكالات بشارع حسيبة بن بوعلي . وبسبب النكهة الخاصة التي تميزمباريات الفريق الوطني و التي يصنعها مناصري هذه اللعبة الذين أكدوا وقوفهم إلى جانبه في أي مكان في العالم ارتأى العديد من المواطنين – تقول موظفة أخرى - إلى البقاء في الجزائرو ذلك عن طريق الحجزفي بعض الولايات كعنابة و وهران وغيرها من المدن الساحلية ،مضيفة أن السياحة في العالم أيضا ستتأثر بفعاليات كأس العالم حيث ستعرف هي الأخرى تراجعا ونقصا في الإقبال خلال شهري جوان وأوت، باستثناء شهرجويلية الذي من المنتظرأن يعرف انتعاشا طفيفا وعودة محتشمة للسياحة خلاله، لكن لوقت وجيزخاصة إذا كان هذا المهرجان الكروي العالمي لن يكون قبل 11جويلية القادم . و أمام هذا الوضع وجدت وكالات السفر حسب ما أكدته عاملة بوكالة سياحية بسيدي امحمد سوى أيام من شهرجويلية لتلبية طلبات الزبائن الراغبين في قضاء عطلتهم خارج الوطن،مؤكدة أن عدد الطلبات خلال هذه الفترة كبيرمقارنة بشهري جوان وأوت ،وهو الأمرالذي تبدل مجهودا لتغطيته رغم أن ذلك سيكون حسب ما توفره الوكالة من أماكن و توجهات . وفيما يتعلق بالوجهات السياحية المفضلة هذه السنة فهي تتأرجح بين تونس و تركيا رغم أن هذه الأخيرة حسب أصحاب الوكالات باهظة نوعا ما وهو الأمرالذي جعل الطلب يزداد على تونس التي ما تزال تشكل الوجهة المفضلة للعديد من الجزائريين بسبب التسهيلات والخدمات المتوفرة فيها بالإضافة إلى الثروة السياحية التي تتمتع بها. وتجدرالإشارة إلى أن وكالات السفرالخاصة لن تساهم في عملية نقل أنصارالفريق الوطني إلى جنوب إفريقيا، وهو ما أفقدها نصيب هام من النشاط الذي كان سينقد موسمها السياحي لهذا العام ،فيما أوكلت المهمة للوكالات العمومية ،وهو ما سيكسبها خبرة هامة على الرغم من أن عدد الأنصار المتوقع نقلهم قليل، بحيث لا يتعدى تعدادهم ال 2000 مشجع، وهورقم مرشح للارتفاع. وتبين من خلال الجولة التي قادتنا لهذه الوكالات السياحية أن مصرليست في قائمة الدول التي تستقطب اهتمام الجزائريين ويقتصرالحجزاتجاه هذه الوجهة حاليا على المتزوجات بالمصريين فقط ،ففي الوقت الذي بدأت السياحة اتجاه هذا البلد تنتعش نوعا ما جاءت الأزمة الرياضية بسبب المباراة التي جمعت فريقي البلدين لتعكرالأجواء ،خاصة و أن الطرف الآخرلم يحسن التعامل مع الوضع و راح يسب و يشتم في الجزائريين الأمر الذي لم يمرمرورالكرام عليهم و قرروا مقاطعة كل ما هو مصري.