أكدت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون أن الجزائر لا مصلحة لها في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل فقط وقالت إن الأمور في هذا الشأن واضحة لأن الهدف الرئيسي من وراء إنشاء هذا الاتحاد المتوسطي هو تطبيع العلاقات مع إسرائيل والاستحواذ على سوق مغاربية تعدادها 75 مليون نسمة. قدمت حنون خلال إشرافها أمس على اجتماع اللجنة المركزية لحزب العمال الحصيلة السياسية للحزب تحضيرا للمجلس الوطني الذي ستعقد دورته اليوم بزرالدة، حيث أكدت أن تصويت النواب على قانون الأملاك الوطنية المعدل لقانون الأملاك العمومية 30/90 يؤسس لتصفية أملاك الدولة التي تشكل القواعد المادية لوحدة الأمة وذلك عن طريق تعميم نظام الامتياز الاستعماري وهو ما يوفر حسب الأمينة العامة للحزب الشروط لتفكيك البلاد ووحدة الأمة بنفس الطريقة التي شهدتها بعض الدول عبر العالم. وأوضحت الأمينة العامة لحزب العمال أن هذا القانون يسعى في مضمونه على نزع الملكية من الشعب وبالرغم من أن النواب صوتوا عليه بالأغلبية، إلا أن هذا لا يكفي في نظر المتحدث في وقت نجد فيه أن 65 بالمائة من النواب لم يكونوا حاضرين أثناء جلسة التصويت، إضافة إلى امتناع عدد كبير من النواب ولم يبق بذلك إلا نواب حزب العمال رفقة نائب واحد حر من الذين صوتوا ضد هذا القانون. وفي سياق متصل حذرت حنون من خطورة هذا القانون، خاصة بعد أن رفضت لجنة المالية إدراج التعديل المتعلق بحق الاسترداد، الأمر الذي يفتح المجال أمام المضاربة في العقار بالجزائر ويجعل الملكية الوطنية محل تهديد لا سيما وأن القانون الجديد يكرس مبدأ الحقوق العينية الذي يمكن الخواص أو الملاك الجدد من التصرف في الأملاك العمومية بصفة شخصية، حيث يكون بإمكان أحدهم أن يرهن العقار العمومي بهدف الحصول على قرض معين، في حين أن المال هو مال الشعب والملكية تعود له. وأمام هذه المعطيات رددت حنون قائلة "إننا نرفض أن بيع أملاك المجموعة الوطنية ونوجه نداء لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ليتدخل من أجل سحب المشروع، كما ندعو أعضاء مجلس الشيوخ أن يرفضوا مشروع القانون عند عرضه على مجلس الأمة للتصويت وسنواصل الكفاح من أجل سحب هذا القانون مثلما فعلنا مع قانون المحروقات سنة 2005". ومن جهة أخرى تطرقت الأمينة العامة للحزب خلال عرضها للحصيلة السياسية إلى قضية الاتحاد المتوسطي، لتؤكد بأن الجزائر ليس لها أي مصلحة في الانضمام إلى الاتحاد من أجل المتوسط الذي تروج له فرنسا على لسان رئيسها نيكولا ساركوزي، ويبقى أن الهدف الرئيسي من هذا الاتحاد هو جعل بلدان المغرب العربي تعترف بإسرائيل في إطار تعاون مشترك لا مفر منه وكسب سوق مغاربية لتفريغ سلعهم. حنون خاضت بإسهاب في الأزمات الأخيرة التي عرفتها الجزائر من التهاب لأسعار المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك وأزمة الموالين وكذا مشكل البطالة وغيرها من القضايا الوطنية التي تشغل الجبهة الاجتماعية وتجعلها مشتعلة، حيث دعت إلى تبني حلول جذرية بعيدة عن الحلول الترقيعية التي لا تقضي على أصل المشكلة. ولم تغفل المتدخلة في حديثها عددا من القضايا الدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيرة إلى مشروع تنظيم ندوة دولية حول فلسطين والذي يفترض في رأيها أن يكون بالجزائر خلال الشهور القليلة القادمة. ويذكر أن حزب العمال يعقد اليوم دورة المجلس الوطني الذي ستطرح فيه أمهات القضايا الوطنية والدولية على حد سواء، لا سيما بعد أن انتهت اجتماعات اللجان الجهوية الخمسة التي كلفت بتركيز مجمل النشاطات وحالة الحزب بين دورتي اللجنة المركزية.