إن التعادل اليوم أو الهزيمة لا قدر الله، لهما نفس القيمة.. علينا القتال من أجل الفوز.. الفوز فقط. اليوم يتعين على الفريق الوطني أن يضع كامل أوراقه على المستطيل الأخضر، فلديه فرصة تاريخية لاجتياز الدور الأول، وسوف يكتب ذلك في تاريخ جميع اللاعبين، ولا نعتقد أن اللاعبين سيفرّطون في هذه الفرصة التاريخية الحاسمة. إن الفوز اليوم على أمريكا سيفتح الأبواب أمام تاريخ جديد لكرة القدم الجزائرية، فبعد أن كنا نؤرخ لها اعتبارا من عام 1982، تاريخ الفوز الباهر على ألمانيا، سوف يصبح لنا تاريخا جديدا، إنه يوم 23 جوان 2010، لأن الأحداث الكبرى في كل المجالات عادة ما تتخذ محطة للتأريخ. الجزائر ليس لديها ما تخسره، بعد أن أدت مقابلة ثانية في المستوى ومشرفة مع الإنجليز، لكن التعادل أو الخسارة في مقابلة اليوم لهما نفس القيمة من حيث النتيجة، إنه الخروج من الدور الأول، والفوز بثنائية نظيفة أمام الولاياتالمتحدة ليست مهمة سهلة، لكنها أيضا ليست مستحيلة، خاصة إذا قاتل اللاعبون على حظوظنا حتى صفارة الحكم. وقد أثبتت كرة القدم، أن النتيجة تبقى مجهولة حتى اللحظة الأخيرة. لا يجب على الفريق الجزائري أن يعتبر نتيجة لقائه ضد إنجلترا »نهاية المهمة« ثم يدخل في لقاء أمريكا بعقلية »أداء المهمة« ، بل عليه أن يدخل بعقلية الفوز، وعقلية الفوز ليست إلا القتال من أجل التأهل. عندما لعبت الجزائر مقابلة ودية ضد إيرلاندا، ورغم أدائها الطيب على الميدان، لكنها انهزمت، وعندما سئل المدرب »تراباتوني« عن الفريق الجزائري قال لهم : » يتعين عليه أن يلعب بعقلية الفوز«، وعقلية الفوز هي المغامرة في الهجوم. وعندما لعبنا أول مقابلة رسمية ضد سلوفينيا التي كانت آخر المرشحين لاجتياز الدور الأول، انهزمنا لأننا لم نأخذ ب »نصيحة« المدرب الشهير »تراباتوني«. إن التعادل بطعم الفوز المنتزع بجدارة في لقائنا مع الفريق الإنجليزي، تم بفضل »عقلية الدفاع عن الحظ« ، حتى صفارة الحكم، أي بعقلية اللعب بدون عقدة. وبات معلوما أن كل الفرق التي تلعب في نهائيات كأس العالم لها نفس الحظوظ للتأهل للدور الثاني، فلم يعد هناك فريق كبير وآخر صغير، بل هناك عامل الخبرة بكل تأكيد، ثم هناك »الرغبة الجامحة« للفوز. صحيح أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تفكّر بنفس التفكير، لأنها هي الأخرى مطالبة بالفوز لانتزاع تأشيرة التأهل، لكن ما نطلبه من فريقنا الوطني، بعد أن شرفنا في هذه المشاركة، هو اللعب من أجل الفوز، لأن التعادل أو الخسارة لهما نفس النتيجة. إن تأدية الواجب، هو اللعب من أجل الفوز، حتى إذا لم تكن الخطة هي هذه، فإنه على اللاعبين أن يلعبوا بخطة »الفوز.. ليس إلا الفوز« وهذا هو طريق الفوز.. الذي لن تنفع معه سوى اللعب بعقلية »راحت ولا جات«