تراجعت مبيعات المكيفات الهواء و الثلاجات بشكل ملحوظ في الأسواق الجزائرية تزامنا مع تواصل العرس الكروي بجنوب إفريقيا وزاد بالمقابل الطلب بشكل ملفت للانتباه على الشاشات التلفزيونية المسطحة التي لقيت رواجا قبيل و أثناء كأس العالم أكثر من أي وقت مضى، إقبال فاق كل التوقعات أرجعه تجار الجملة إلى التقنية العالية لهذه التلفزيونات التي تقرب المتفرج من أجواء المباريات الحقيقية سواء من حيث حجمها الكبير أو نوعية الصوت و الصورة العاليين. أجمع تجار الجملة و التجزئة على حد سواء على تزايد عدد طالبي التلفزيونات المسطحة من الحجم الكبير سواء للاستعمال الشخصي و المتعة أي في المنازل أو المهني من أصحاب المقاهي و المحلات التي يرغب أصحابها من خلال هذا الاستثمار جلب المزيد من الزبائن لمتابعة مباريات كاس العالم لاسيما عندما يتعلق الأمر بلقاءات منتخبنا الوطني من جهة و ما يحقق من انتعاش تجارتهم التي يتضاعف مدخولها كلما لعب الخضر مقابلاتهم في أوقات يصعب على العمال و الطلاب متابعتها في منازلهم. أزواج" يتوحمون" على البلازما و قد كشف احد التجار الأجهزة الكهرومنزلية بالحميز-شرق العاصمة- كثرة طلب العائلات حتى قبل انطلاق المونديال بأسابيع على الشاشة المسطحة بحجم 32 بوصة أي تقريبا ما بين 84الى 86سم مؤكدا أن أرباب العائلات هم الذين يحرصون على اقتنائها مهما كان الثمن و يدخلون في جدال حاد مع زوجاتهم على مرىء و مسمع من الحاضرين بشان ضرورة تجهيز الصالون بهذا النوع من جهاز التلفاز البلازما مؤكدين أن لا معنى و لا نكهة للمونديال من خلال متابعته من خلال الجهاز التقليدي المتوفر بينما و عكس ما تعودنا معايشته اسر هذا التاجر قائلا و تلح الزوجات في كون هذا الجهاز لا يدخل ضمن أولوية ميزانية البيت وان رمضان و مباشرة بعده الدخول المدرسي على الأبواب.و اعترف ذات التاجر انه نادرا ما يستسلم الرجال أمام تلميحات زوجاتهم الضمنية و الصريحة بأنهم سيكملون الشهر بالاستدانة معللين تمسك بعضهم بهذا المكسب بأنه لا يمكن مشاهدة هذا العرس العالمي الكروي إلا كل أربع سنوات و يفضلون التضحية بأكثر من 42 ألف دج مقابل ما يسمونه بالتحفة و لسان حالهم يردد سيخال لك أننا في الملعب و توافق الزوجة عن مضض اقتناء ما لم يكن في الحسبان. أصحاب المقاهي و قاعات الشاي و على غير العادة و تحسبا لزيادة عدد روادها و حتى لا يهجر الزبائن محلاتهم بسبب عدم تفويت المونديال اقتنوا بكثرة التلفاز المسطح من حجم 42 بوصة ابتداء من 85 ألف دج إلى 130 ألف حسب النوعية و الماركة المطلوبتين و يلحون في الطلب على الحجم الذي يّمكن الزبائن من متابعة العرس الرياضي من خلال وضوح الصورة بتقنيات عالية. فرجة غير مجانية و اعترف احد أصحاب المقاهي أن بفضل هذا الاستثمار لم يعد يخلو محله من الزبائن حتى ساعة متأخرة من الليل، تكثر طيلة تواجدهم بالمحل الطلبات من مشروبات ساخنة وباردة مؤكدا على أن حتى الأزواج الذين يقطنون بجوار المقهى أصبحوا يهربون من زوجاتهم و أولادهم لمتابعة المقابلات في جو تعلوه الصراخ و التعاليق الرياضية من مختصين و غير مختصين مؤكدين أن هذه الأجواء تقربهم من أجواء الملاعب الصاخبة. أصحاب المحلات الصغيرة من بقالة و جزارة و خضر و فواكه اقتنوا بكثرة وربما للمتعة الشخصية تلفاز المسطح 22 إلى 24 بوصة من الحجم الصغير يمكن وضعه على الرفوف حتى لا يفوت هواة كرة المستديرة من تجار و زبائن أي لحظة من لحظات العرس الكروي لاسيما إذا تعلق الأمر بمباريات أشبال سعدان بالدرجة الأولى و مقابلات عمالقة المونديال كالبرازيل و الأرجنتين و انجلترا ... و مقابل هذه التقنيات العالية التي اكتسحت سوق التجهيزات الكهرو منزلية و الإلكترونيك و بهدف فك شفرة بعض القنوات - لاسيما الفرنسية منها- التي احتكرت حقوق بث كل المباريات أتعبت رحلة بحث الجزائريين عن جهاز استقبال التقليدي الذي اختفى منذ سنوات عديدة من البيوت تاركا المجال لأجهزة أكثر تقنية و حداثة ليباع في سوق الخردوات ب 400 دج بينما أصبح هذه الأيام سلعة نادرة يحتفظ به مالكه بكل اعتزاز ذلك للوصول إلى القنوات المشفرة التي تبث كل مباريات المونديال دون عناء البحث عن بطاقات الاشتراك سواء المقرصنة منها كبطاقة" أمنية" التي وصل سعرها إلى 3500 دج و نفذت من الأسواق و بطاقة اشتراك قناة الجزيرة و التي تجاوز سعرها ال10الاف دج وعانى مالكوها من التشويش المتعمد مما أجبرهم في كثير من الأحيان للعودة إلى قناة اليتيمة لضمان على الأقل مشاهدة ال22 مباراة المبرمجة. بلغ الهوس الكروي ذروته عندنا ليشمل الصغار قبل الكبار و سيستمر لغاية 11 جويليه القادم بسبب مشاركة رفقاء عنتر يحي في هذا العرس الكروي العالمي بالدرجة الأولى بعد ظهور الجزائر المحتشم منذ أزيد من 24 سنة و لان المونديال باعتباره اكبر منافسة على الإطلاق يعد حدثا تاريخيا هاما في حياة المولوعين بالكرة الساحرة التي سلبت القلوب و العقول و الجيوب ليبقى التلفاز المسطح ثلاثي الأبعاد و الذي عرضته شركة" سامسونغ" خلال المعرض الدولي الأخير بقصر المعارض حلم ليس في متناول المواطنين على الأقل خلال هذا العرس بما أن سعره حدد ب 380 ألف دج.. هذا النظام المتطور يقدم للمشاهد رؤية صور مجسمة ثلاثية الأبعاد بجودة فائقة، تضعه على تماس مباشر مع الحدث المنقول، ليشعر وكأنه موجود داخل الملعب،قد يتابع الجزائريون مونديال 2014 بواسطة نظارات خاصة يوفرها ثلاثي الأبعاد و ربما سنتابع معا لقاءات الخضر و هم يتأهلون مرة أخرى لمنافسات المونديال ..من يدري؟