الفوفوزيلا تستمر بعد خروج "البافانا بافانا" وتعبر القارات توقع الكثيرون أن تصمت الفوفوزيلا بمجرد خروج فريق "البافانا بافانا" في الدور الأول من منافسات مونديال جنوب افريقيا ، لكنها ظلت صامدة تعانق شفاه مشجعات ومشجعي باقي الفرق المشاركة في العرس الكروي العالمي وتدوي أرجاء الملاعب بنفيرها المثير للجدل مؤكدة بانها لم تعد مجرد أداة تقليدية حماسية في أيادي مشجعي المنتخب المضيف والفرق المحلية ، لقد عبرت القارات والبلدان واقتحمت ملاعب "البيسبول" في فلوريدا وتهدد بالهيمنة على الدوريات الكروية الاوروبية بدءا بالدوري الاسباني. والاغرب ان هذه الابواق اصبحت اسلحة للاحتجاج بيد النقابات الفرنسية وأدوات للتعبير عن الغضب وخيبة الأمل ودعوة مدوية للاستماع الى المطالب.فوق ذلك سجلت حضورها القوي في عالم ال "يوتوب" وبعض مواقع الانترنيت ونغمات الهواتف النقالة المتطورة.في حين تتنافس شركات الصناعات الالكترونية العالمية على ابتكار تقنيات لعزل اصواتها التي تشبه نهيم الفيلة او طنين النحل أو دوي الطائرات النفاثة وتصفية وتنقية البث التلفزيوني للمقابلات المونديالية من ضوضائها، لكن أينما وليت وجهك هذه الايام الساخنة تشاهد الفوفوزيلا ذات الاشكال والاحجام والالوان المختلفة اما اصواتها فلا يمكن إلا ان تخترق أذنيك.مونديال الفوفوزيلا والحسنواتخطفت الفوفوزيلا الاضواء حتى من بعض المقابلات المونديالية بالرغم من انها مجرد منتوج فرعي وثانوي في التظاهرة العالمية ربما أنها مثيرة للجدل وأسالت الكثير من الحبر والتعليقات والاحتجاجات والشكاوي. ولأنها ايضا لم تعد ترتبط بحماس وتشجيع الجنس الخشن من اصحاب الارض لفريقهم امتثالا لعادات وطقوس قديمة فقد تسابقت وكالات الانباء العالمية ومختلف وسائل الاعلام لالتقاط صور المشجعات الحسناوات لمختلف الفرق المشاركة وهن يتفنن في طرق اثارة الحماس وإلهاب الملاعب واللاعبين والجمهور العريض بأزيائهن وتسريحاتهن واكسسواراتهن وززينتهن الجريئة والغريبة. وكذا نفخهن المتواصل في الابواق الشهيرة المشبعة بألوان أعلام بلدانهن وشعارات منتخباتهن في أحيان كثيرة مما يجعل الاثارة مضاعفة والدعاية والترويج اوسع واضمن. وهكذا غزت صور النواعم الارجنتينيات والبرازيليات والهولنديات والاسبانيات والايطاليات وغيرهن من الجميلات وهن يعزفن سمفونيات الاغراء والفتنة قبل التشجيع، على متن نفير الفوفوزيلا الصاخب، بمختلف المواقع والشبكات والمنتديات واصبح الشغل الشاغل للكثير من الشباب جمع أكبر قدر منها وتبادلها مع الاصدقاء والمعجبين المبحرين عبر الشبكة العنكبوتية فطفى هذا الاهتمام على متابعة مجريات المقابلات في بعض الحالات. مما جعل الكثيرون يطلقون على مونديال 2010 "مونديال الفوفوزيلا" أو مونديال الحسناوات" وايضا المونديال الافريقي الشتوي نظرا لبرودة الطقس خلال ايام عديدة من عمره، كما اعتبره البعض مونديال تعثر الكبار والمفاجآت.والجدير بالذكر ان اول اصابة ناجمة عن النفخ على الفوفوزيلا سجلت مؤخرا ضحيتها شابة في ال 29 تعمل في مجال التأمين جنى عليها حماسها الكروي.الفوفوزيلا عابرة للقارات تحطم الارقام القياسية في المبيعاتالفوفوزيلا التي قيل عنها بأنها اللاعب رقم 12 في جنوب افريقيا والعدو اللذوذ للاعبين والحماس المغلف بالفيروسات والامراض والعلامة الازعاجية المسجلة وايضا أداة التشجيع وسلاح الاحتجاج تبقى أداة صغيرة ذات مواقف وردود افعال مثيرة في المونديال.فقد أكد كبار المنتجين الصينيين بأن 90 بالمائة من الفوفوزيلا الموجودة حاليا بجنوب افريقيا صنعوها ببلادهم ثم صدروها الى بلدها الاصلي الذي ترمز له وأكدت صحيفة "تشاينا توداي" مؤخرا بأنها حطمت ارقاما قياسية في المبيعات.وشرح (وو) مدير احدى هذه الشركات بأن الطلب على هذه الابواق يفوق القدرات الانتاجية ، وقد انتج 10 آلاف فوفوزيلا يوميا خلال الايام الماضية ويتوقع ان يرتفع الانتاج اليومي الى 25 الف وحدة يوميا أو اكثر . يحدث هذا في خضم موجة الانتقادات والاحتجاجات والشكاوى الصادرة عن لاعبي العديد من المنتخبات والجمهور التي تستند الى دراسات طبية تتهم الفوفوزيلا بالتسبب في الصمم وفقدان حاسة السمع ونقل عدوى الامراض والاصابة بالتوتر والانزعاج بسبب دويها.لكن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر رفض حظرها من ملاعب جنوب افريقيا لأنها جزء من الثقافة الكروية وتقاليد اصحاب الارض في حين وعد رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم 2010 بدراسة امكانية حظرها في المدرجات.المهم انه ومقابل الارباح القياسية التي حققتها مبيعاتها حطمت الارقام القياسية في بيع سدادات الاذن لمقاومة ضجيجها الذي قد يتجاوز 127 ديسيبال.من ملاعب البيسبول الى الدوريات الأوروبيةالمؤكد ان ملايين الفوفوزيلا تباع يوميا بمختلف القارات والبلدان وقد انتقلت مؤخرا من ملاعب المونديال الى ملاعب البيسبول. فقبل مباراة جمعت فريق "تامبا باي رايز" بنظيره فريق "مالينز" في اطار دوري البيسبول بفلوريدا بالولايات المتحدة بادر المشرفون على الفريق الاخير وكذا لاعبيه الى توزيع ابواق الفوفوزيلا على اكثر من 15 ألف متفرج كوسيلة لاستقطاب اكبر عدد من المشجعين الكبار والصغار. فقد خصت الاطفال بأشكال مصغرة من هذه الابواب ففجرت افراحهم وحماسهم كما تؤكد مصادر اعلامية عديدة بأن الفوفوزيلا تهدد بالوصول الى الدوريات الاوروبية لكرة القدم. والاسبان حاليا اكثر الاوروبيين اقبالا على اقتنائها استعدادا لاستخدامها في مباريات الدوري الاسباني الموسم المقبل واثارة الكثير من الحماس بالملاعب بدل الاكتفاء بالاهازيج والهتافات التي يبدو ان "موضتها" توشك على الاختفاء.بدأت "موضة" الفوفوزيلا تغزو الاسواق والمتاجر البريطانية منذ تعادل المنتخب الانجليزي مع نظيره الامريكي في مونديال جنوب افريقيا وقد تمكنت سلسلة المساحات الكبرى "سانسبوري" مثلا من بيع 50.000 فوفوزيلا مؤخرا وتتوقع ان تبيع مخزون 70.000 من هذه الابواق المثيرة للجدل خلال 48 ساعة لا غير. وتتراكم الطلبيات لدى كافة المتاجر الاوروبية بينما وزعت مجانا ببعض مناطق ايطاليا.وأشارت صحيفة "تشاينا توداي " من جهتها بأن خلال كل ثانيتين تباع فوفوزيلا ببريطانيا وتضاعفت مبيعاتها 10 مرات في مواقع البيع الشهيرة على" النت" مثل امازون وتاوباو" ووعدت شركة ألمانية حصلت على حقوق انتاج هذه الأبواق بأوروبا بصنع الآلاف منها وبيع 90 بالمائة من منتجاتها بسرعة رغم حظرها في المقابلات الجماهيرية ببلادها.والغريب ان النقابات الفرنسية وجدت فيها ضالتها واستعملتها كأسلحة للاحتجاج ضد نظام التقاعد الجديد الذي وضعته حكومة ساركوزي واغرقت السوق بالطلبيات اليومية الضخمة التي تجاوزت الآلاف هذه الايام.فقد تهافت على اقتنائها كل الراغبين في ايصال اصواتهم ومطالبهم بشكل مدو وكذا مناصري الفرق الرياضية والمجموعات الصوتية والنوادي الفرنسية. كما لفتت الآلة الافريقية التشجيعية التقليدية انتباه التنظيمات العالمية والهيئات البولونية وتواصل عبور باقي البلدان بمختلف القارات وجذب المزيد من الاهتمام لتحقيق مختلف الغايات. ويذكر انها وصلت الى الشرق الجزائري انطلاقا من سوق دبي بالعلمة قبيل المونديال وتهافت التجار على توزيعها بأسواقنا ومتاجرنا وتحظى حاليا باهتمام ملحوظ ليس كوسيلة فقط لتشجيع الخضر بل كموضة ستسطر طريقها الى ملاعبنا وتنظم الى لعب اطفالنا غير المبالين بما تسبب من ازعاج للجيران . وسجل حضورها القوي والمدو بمختلف البلدان الغربية الأخرى.التكنولوجيا لرفع نفيرها او تخفيضه...اذا بادر البعض الى استعمال التكنولوجيا لابراز نفير الفوفوزيلا اكثر فأكثر عن طريق تحميلها كنغمات للهواتف النقالة او ضمها لمواقع "اليوتوب" لمن رغب في جعل بث المقابلات المونديالية حية ومدوية او بث حيوية لدى بث لقطات من فيديوهات مختلفة فإن هناك موجة واسعة تدعو لاستعمال التكنولوجيا "لاخراس" نفير الفوفوزيلا او على الاقل التخفيض من قوته لدى البث التلفزيوني لمقابلات مونديال جنوب افريقيا. وقد وعدت قناة "كنال +" الفرنسية بالاجتهاد في بث المقابلات في ظروف أحسن واكد المشرفون على صنع وبيع تلفزيونات "ال جي" بحل المشكلة. واعترف مسؤولو القنوات البريطانية "بي بي سي" و " آي تي في" و"سكاي" بأنهم يتلقون يوميا شكاوى المشاهدين من دوي الفوفوزيلا اثناء بثها للمقابلات المونديالية ويصيبهم - حسبهم - بالعصاب.ال "بي بي سي" هرعت للاعلان بأن مهندسيها يعكفون على تنقية البث الصوتي وعزل نفير الفوفوزيلا. وزعم مهندس صوت ألماني يدعى " كليمونس شليفايس " بأنه تمكن من تحقيق المعادلة الصعبة باستخدام تكنولوجيا السماعات العازلة للاصوات الخارجية ويشدد المشرفون على قناة " اي آر دي" الالمانية على انهم يستعملون تقنية تحفيض ضجيج الفوفوزيلا المزعجة خلال بث المباريات. وتتواصل الاحتجاجات والتشجيعات والاجتهادات التكنولوجية . وكلها تصب في قالب واحد وهو رفع الفوفوزيلا عاليا في سماء الشهرة وتشجيعها على المزيد من التشجيع داخل وخارج الملاعب.