كشف الأخصائي في الوبائيات والطب الوقائي بمديرية الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور آيت أوبلي كمال، أن الجزائر تسجل حوالي 3 آلاف حالة تسمم غذائي جماعي سنويا، حيث أن 40 بالمائة من هذه التسممات تتم في إطار عائلي و60 بالمائة تكون على مستوى المطاعم الجماعية. وأرجع الدكتور آيت أوبلي كمال الذي نزل ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، سبب التسممات الغذائية إلى غياب النظافة وعدم احترام شروط الحفاظ على الأكل أو تخزينه خاصة في فصل الصيف، مؤكدا أن مكافحة التسممات تستدعي توافر جهود قطاعات عديدة منها وزارة الصحة، وزارة التجارة والتي مهمتها الحفاظ على سلامة الأغذية المتداولة، ومصالح القياسات القانونية وكذا وزارة الداخلية. كما أكد ضيف الأولى بأن وزارة الصحة اتخذت إجراءات تمثلت في تعزيز النشاطات الوقائية أي تعزيز آليات الرقابة الوبائية فكل المصالح الطبية في حالة تأهب، وبالمقابل توفير للجانب العلاجي عيادات تعمل 24 على 24 مع توفير المواد التشخيصية الخاصة بالمختبرات والمواد العلاجية كأملاح إعادة التمييه. وفي نفس السياق، كشف الدكتور بأنه تم التنسيق مع الجانب الإعلامي للتطرق إلى كل الأمراض التي تظهر خاصة في فصل الصيف كالتعرض المفرط للشمس وأمراض السفر، مشددا على الإحترام الدائم للنظافة على مدار السنة والذي تتقاسمه الحكومة بمختلف وزاراتها وكذا المواطن الذي يجب أن يتحلى بالسلوك الصحي، مبديا في ذات الوقت تأسفه لإهمال أصحاب المحلات لشروط النظافة الصحية. وقد سجلت المصالح الإستشفائية بالجزائر إلى أن أكثر من 4 آلاف حالة تسمم غذائي العام الماضي عبر أربعين ولاية، منها وفايتان بتيزي وزو ومستغانم، مقابل 12 حالة وفاة في عام 2008 أغلبها نتيجة تناول الفطريات، بينما كانت تسجل نحو 9 آلاف حالة تسمم غذائي سنويا خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، كما شهدت سنة 2009 حسب نفس الإحصائيات إلى أزيد من مليون تدخل لأعوان الرقابة نتج عنها تحرير 190 ألف مخالفة وحجز ما قيمته 875 مليون دج واقتطاع أكثر من 12 ألف عينة جرى تحليلها مخبريا والتي أثبتت أن معظم التسممات الغذائية تحدث في الولائم أو في المطاعم الجماعية.