كشف وحدي محمد مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن تسجيل 1923 حالة تسمم غذائي منذ بداية العام الجاري، حيث أشار إلى خطورة التسممات الغذائية الجماعية التي أخذت بعدا مهما في السنوات الأخيرة لا سيما في الأعراس والجامعات وغيرها من الأماكن التي تستقطب أعدادا كبيرة من المستهلكين. أوضح الدكتور وحدي محمد خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس بمقر وزارة الصحة حول التسممات الغذائية أن الأسباب الرئيسية التي تقف وراء التسمم الغذائي تعود في الأصل إلى انعدام الحيطة والحذر انطلاقا من المستهلك نفسه، ليذكر بما وقع في ولاية سطيف سنة 1997 عندما تسبب "الكشير" الفاسد في تسمم أكثر 300 شخص، بما أدى إلى وفاة 45 شخص حينها. وفي هذا السياق أكد وحدي أن المشكلة تبدأ من السلوك غير الصحي للمواطن الذي يلجأ على استعمال المواد الاستهلاكية دون أخذ بعين الاعتبار الشروط الصحية، وهنا قال المتحدث إن 99 بالمائة من البيض الذي يباع في الأسواق لا يحفظ في درجة 4 مئوية التي تعتبر مقياسا أساسيا للحفاظ عليه، وبالتالي، فإن التحكم في ظروف تبريد البيض من شأنه أن يقلص بنسبة 50 بالمائة حالات التسممات الغذائية. كما أشار الدكتور وحدي إلى بعض المواد الاستهلاكية التي تسبب التسممات الغذائية مثل "الكسكس" المستعمل في الأعراس بسبب تداول عديد الأشخاص على تحضيره، ويضاف إلى ذلك المزج بين اللحوم البيضاء واللحوم الحمراء دون مراعاة ظروف التبريد أو احترام شروط النظافة. وأمام هذه المعطيات قال مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إن التكفل بحالات التسمم الغذائي يكلف خزينة الدولة أموالا طائلة، مشيرا إلى أن التكفل بحالة تسمم واحدة جراء تناول الكشير تكلف الدولة ما قيمته 10 آلاف دينار جزائري لليوم الواحد، فيما تكلف حالة استشفائية عادية لتسمم بسيط ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف دينار جزائري لليوم الواحد. وتبقى الأسباب العامة في رأيي الدكتور وحدي التي تساهم في انتشار بعض الممارسات المنافية للشروط الصحية هو تسليم السجل التجاري دون معاينة الشروط، غياب شهادة المطابقة، بالإضافة إلى نقص الاحترافية والخبرة وغياب قواعد إنشاء النشاط التجاري، وكذا غياب دور المجتمع المدني المتمثل في نشاط جمعيات حماية المستهلك. مدير الوقاية تحدث كذلك عن مجهودات الوزارة الوصية لتأمين مراقبة صحية صارمة، حيث أكد أن المصالح المختصة تعكف في الوقت الراهن على تكوين أعوان طبيين على مستوى مخابر النظافة بشرق وغرب الوطن لمدة أسبوع وذلك بهدف التدخل في الوقت المناسب في إطار العمل على مراقبة مختلف النشاطات التجارية والمواد الاستهلاكية. على صعيد آخر، لم يتردد الدكتور وحدي محمد مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان في الحديث عن خطر العقرب التي تتسبب حسب الإحصائيات الأخيرة في 50 ألف حالة لسع سنويا تؤدي إلى وفاة ما بين 70 على 80 شخص، أغلبهم من الأطفال الصغار والمتمدرسين، كما كشف عن إحصاء 3292 حالة لسع عقربي منذ بداية سنة 2009 لم تؤدي إلى حد الساعة إلى أية وفاة.