دعت جمعيات حقوقية فرنسية أمس تجاوز عددها 30 جمعية في بيانات إعلامية إلى مظاهرة كبرى في باريس يوم 4 سبتمبر المقبل تنديدا بالسياسة الأمنية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حيث ذهبت رابطة حقوق الإنسان الرئيس الفرنسي بأنه يسعى إلى تحميل المهاجرين والفرنسيين من أصول أجنبية مسؤولية فشل سياسته الأمنية وإخفاقاته الانتخابية، وقالت إنها ترفض المساس بوحدة المجتمع الفرنسي.د المظاهرة التي أعلنت عنها أمس رابطة حقوق الإنسان ستعرف مشاركة عديد من الأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية وجمعيات المجتمع المدني، وقالت إن عدد التنظيمات المشاركة ستتجاوز ال30، واختار المنظمون ساحة الجمهورية مكانا للمظاهرة التي ستتزامن واحياء فرنسا للذكرى ال140 لإعلان الجمهورية الثالثة. وفي بيانها تعقيبا على تصريحات الرئيس الفرنسي، انتقدت الرابطة تحميل ساركوزي المهاجرين والفرنسيين من اصول أجنبية مسؤولية اللاأمن في فرنسا، ولم تبتعد الرابطة عن وجهة نظر التيار الاشتراكي الفرنسي، وقالت إن ساركوزي ولأنه فشل في سياسته الأمنية ومني بإخفاقات انتخابية ويمنع كل تحقيق مستقل حول مصادر تمويل حملته الانتخابية وكذا فشله في السياسة الاجتماعية والاقتصادية، وذهبت الرابطة إلى أن ساركوزي فضل إحياء اسطوانة قديمة تعود لسنة 1930 وبعث مشاعر الكراهية ضد الأجانب. وأضافت الرابطة بالقول إن الأشكال ليس في فتح النقاش المشروع والديمقراطي حول طريقة ضمان وتوفين الأمن الجمهوري وأن المرفوض ، وإنما في التعبير بشكل واضح ومؤكد عن كره للأجانب، وإنه مهما تكن الشرعية التي تمنحها الانتخابات، فإن لا يحق لأي مسؤول كان أن يدوس بأقدامه المبادئ الأساسية التي قامت عليها الجمهورية الفرنسية، من خلال المعاقبة الجماعية لملايين الأشخاص بسبب أخطاء فردية معزولة. وأرادت الجمعيات والأحزاب الفرنسية من تحركها هذا أن يتزامن وذكرى الإعلان عن الجمهورية الثالثة من جهة وأن يسبق موعد مناقشة البرلمان الفرنسي لمشاريع القوانين التي أعدتها حكومة ساركوزي والتي ستدخل من خلالها تعديلات على قانوني الهجرة والأمن الفرنسي ومنها اجراءات سحب الجنسية الفرنسية من المجنسين الأجانب في حال ارتكابهم أعمال شغب واجرام، وترجح الأوساط المتتبعة أن تشهد باريس دخولا اجتماعيا وسياسيا ساخنا على خلفية هذه التعديلات التشريعية.