أكد أمس، عمار تو، عضو المكتب السياسي، لحزب جبهة التحرير الوطني، مكلف بأمانة السياسات العامة، أن كل الإمكانيات متوفرة لإنجاح المخطط الخماسي، مشيرا إلى أن هذا المخطط يعتبر حجر الزاوية لتحقيق التنمية، والانتقال بالجزائر من حظيرة البلدان السائرة في طريق النمو إلى مصاف الدول المتطورة. استعرض القيادي الأفلاني، عمار تو، في محاضرة تحت عنوان » عرض مدخلي للمخطط الخماسي 2010 – 2014 « نشطها على هامش أشغال الجامعة الصيفية التي انطلقت أمس، بولاية مستغانم وتدوم إلى الغد، أهم الخطوط العريضة للبرنامج الخماسي 2010-2014، كما عرج على أهم المشاريع التي جاء بها المخطط، بالإضافة إلى وسائل الانجاز، ثم الآثار المنتظرة على الصعيد الاستراتيجي، والتنموي. وخلال حديثه كشف وزير النقل، أن البرنامج الخماسي القادم، يتطلع إلى إعطاء دفع في مجال تكوين الموارد البشرية على مستوى المؤسسات التربوية ومعاهد التكوين المهني، وكذا مؤسسات التعليم العالي، وفي هذا السياق كشف عمار تو عن تخصيص 40 بالمائة من الميزانية العامة للمخطط لتكوين الموارد البشرية، وذلك للمضي قدما في تطوير وتأهيل العنصر البشري في كل القطاعات والمستويات ،حيث تم تسطير انجاز 1500 منشاة قاعدية في هذا المجال، بالنسبة لقطاع التربية وحده وفي سياق ذي صلة قال الوزير أن هذا المخطط أتى ليذهب بعيدا في القضاء على مشكل السكن على المستوى الوطني، مشيرا إلى عزم السلطات المعنية على انجاز 2 مليون سكن في حدود 2014، كما يهدف إلى تطوير مجال الطاقة والكهرباء وذلك من خلال بلوغ عدد مليون ربط بانتهاء البرنامج، أضف إلى ذلك عدة قطاعات إستراتيجية أخرى مثل الأشغال العمومية والنقل والخدمات والشؤون الدينية. وعن قطاع النقل أوضح المسؤول الأول عليه انه تم تخصيص ما يقدر ب 44 مليار دولار لانجاز المشاريع المسطرة خلال المخطط، أي ما يعادل 2800 مليار دينار، أضف إلى قطاع الأشغال العمومية انجاز المسجد الأعظم و 80 مسجدا و 17 مدرسة قرءانية، تدعم قطاع الشؤون الدينية خلال السنوات الخمس القادمة. وفي سياق متصل أوضح الوزير أنه خلال هذه البرنامج الخماسي يجري العمل على تطوير المنشئات القاعدية، فحسب الأرقام التي قدمها، فقد تم تخصيص 40 بالمائة من موارد المخطط لمواصلة تطوير المنشئات القاعدية من المطارات والطرق والسدود، في حين تتكاثف الجهود من أجل تحسين الخدمة العمومية على مستوى المرافق العامة، ويأتي هذا حسب المصدر ذاته إلى استكمال ماتم انجازه انطلاقا من 2004 إلى غاية سنة 2009. أما فيما يتعلق بوسائل الانجاز والإمكانيات المادية المسخرة لإتمام المخطط الخماسي أكد عمار تو أن الإمكانيات المالية متوفرة في كل الحالات سواء الاستثنائية منها والطبيعية، وذلك من خلال احتياط الصرف الذي تملكه الجزائر، إضافة إلى السيولة المالية التي تميز البنوك الجزائرية، كما أشار إلى وجود المؤسسات الاقتصادية الكفيلة بانجاز المشاريع المسطرة. ومن بين الوسائل التي ذكرها الوزير هي الكفاءات، مؤكدا بأن هناك اهتماما بالموضوع حيث يجري العمل على استقطاب الكفاءات الوطنية المهاجرة بالخارج، إضافة إلى تكوين الإطارات الجزائرية. وفي هذا الإطار قال تو أنه لإنجاح المخطط الخماسي يجب الاعتماد على المتابعة المستمرة والمراقبة الدائمة، وذلك من أجل الاستفادة من التجارب وربح الوقت. وعرج الوزير في محاضرته إلى الآثار المنتظرة من تطبيق البرنامج الخماسي على الصعيد الاستراتيجي، فقد يساهم ذلك حسبما أوضحه المتحدث في انتقال الجزائر من صف البلدان السائرة في طور النمور إلى البلدان المتطورة، فضلا عن ارتفاع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية إلى مصاف الدول المتقدمة، ومن بين الايجابيات المسجلة هو ضمان التنمية المستدامة، واستغلالها كأداة لانجاز المشاريع، مما سيمكن الكفاءات الوطنية في مختلف الميادين التقنية منها والاجتماعية، ولم يخف الوزير تفاؤله من نجاح البرنامج الخماسي، الذي اعتبره مكسبا يمكن الجزائر من احتلال مركز قوي في علاقاتها مع مختلف التجمعات الشعبية، كما يوضع هذا المخطط على ضوء دروس الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية فرصة لإعادة الاعتبار لدور الدولة في قيادة وضبط النمو الاقتصادي للبلاد.