تحت شعار قيادة وقاعدة لإنجاح مخطط 2014-2010 إفتتح أمس السيد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني بولاية مستغانم الجامعة الصيفية للحزب بحضور أزيد من ألفي مناضل ومنخرط. وقد افتتح أشغال هذه الجامعة التي ستجرى أشغالها على مدار 3 أيام من 4 إلى 6 أوت الأمين العام لمحافظة مستغانم الذي أشار إلى سعادة هيئته بإستقبال ضيوف الجزائر في ظروف قال »أنها إستثنائية« كونها تأتي بعد المؤتمر التاسع للحزب الذي تكلل بالنجاح واصفا إياه بالباهر ومفنّدا الإدّعاءات المقزّمة للحزب واصفا إياه بالحزب الذي يجب إدخاله إلى المتحف« وأشاد محافظ جبهة التحرير الوطني بولاية مستغانم بتظاهرة الجامعة الصيفية التي أصبحت بمثابة مؤتمرات مصغرة تنظم وتعقد لتقييم الوضعيات الاقتصادية للبلاد. ومن جهته أكد السيد عبد الرحمن بلعياط عضو المكتب السياسي للحزب بالبرنامج العام للإستثمارات العمومية 2010 و2014 الذي يبرز بالأرقام برنامج رئيس الجمهورية التنموي للخمسية المقبلة كما يشير إلى رؤية الحزب إلى هذا البرنامج الذي جاء »إستجابة للمطالب الشعبية« وقال إننا مطالبون بمتابعة تطور إقتصادنا لنعرف متطباته ليصبح اقتصادا قويا له مكانته في العولمة الحالية وأشار السيد عبد الرحمن بلعياط إلى مساهمة حزبه في اثراء هذا المخطط من خلال مساهمة أساتذة مختصين في الاقتصاد والإدلاء بآرائهم من أجل إنجاح هذا المخطط داخل المؤسسات العمومية والخاصة. واعتبر السيد عبد العزيز بلخادم في كلمته الجامعة الصيفية بمثابة الملتقى الأمثل للتزاوج والتلاحم بين المناضل والباحث الجامعي وكافة الأعضاء البارزين وأعطى الرقم 2200 مشارك بلغته الجامعة الصيفية لهذه السنة وقال » ولدنا كبارا وسنبقى كبارا« . واستثنى السيد بلخادم جامعة هذه السنة كونها تميزت بدراستها لموضوع الساعة ألا وهو المخطط الخماسي الثاني لرئيس الجمهورية الذي جاء حسبه من حيث التمويل، والأهداف المسطرة مضاعفا للمخطط الأول ويحمل في طياته ما يُبشر بالقضاء على مظاهر البؤس والتخلف إلى جانب اعتبار الجامعة مناسبة سانحة لتنظيم وانجاز نشاط حزبي وعمل سياسي يعبّران عن مكانة الحزب ودوره ومكانته في التكفل بمشاكل الشعب والاقتصاد الوطني في مجال الأهداف المسطرة في المخطط الخماسي. وبالأرقام أكد السيد عبد العزيز بلخادم بأن سياسة الإعمار الوطني التي يتبناها المخطط الخماسي كانت بدايته منذ عشر سنوات بما كان يسمى ببرنامج دعم الإنعاش الاقتصادي سنة2010 وتم إثراؤه وتثمينه ببرنامج فترة 2004 و2009 وكذا البرامج الخاصة الموجهة لصالح ولايات الهضاب العليا والجنوب. وقد قاربت المصاريف العمومية حسبما جاء في كلمة السيد بلخادم في العشر سنوات الماضية ما يقارب 18 ألف مليار دينار وهو ما يوافق 300 مليار دولار أمريكي،مكنت من تحقيق عدد هائل من الخدمات بلغت فيها نسبة الربط بقنوات الماء الشروب 93 بالمائة من حاجيات الوطن ووصلت نسبة التغطية بالكهرباء 98 بالمائة وإرتفع معدّل الربط بالغاز الطبيعي 43 بالمائة، كما تم تسهيل اجراءات الحصول على السكن إلى جانب مختلف أشكال الدعم. ومن شأن البرنامج الجديد أن يساهم أكثر في تنمية المنشآت الاقتصادية بعد أن بلغ حجم الاستثمار في المخطط السابق 14 ألف مليار دينار وهو ما يوازي 200 مليار دولار أي بنسبة قدرها 83 بالمائة من حجم الاستثمارات الوطنية التي كانت أساسا في تحديث السكة الحديدية وإنشاء الطرق شرق غرب وإنشاء الموانئ والمطارات. وسيشهد المخطط الحالي الاعتماد على المؤسسات العمومية والخاصة للإستفادة من المشاريع المبرمجة بما يضمن هوامش ربحها بدل أن تمنح جلّ المشاريع إلى المؤسسات الأجنبية وهو ما كان ساريا في التسعينات. وسيعرف مخطط الإعمار الوطني حسب الأرقام التي قدمها السيد عبد العزيز بلخادم الذي خصص له أزيد من 21 ألف مليار دينار إنشاء 3 آلاف مدرسة إبتدائية وألف إكمالية و85 ثانوية و261 داخلية ومطاعم ونصف داخلية و600 ألف مقعد بيداغوجي و400 ألف سرير و44 جامعة و22 مركز تكوين و170 مستشفى وألف قاعة علاج و2 مليون سكن و5 ملايين منصب شغل. وخلص الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بالقول »نتخيل لما يتم انجاز المخطط في 2014، كيف تكون خريطة الجزائر وكيف يصبح الإنسان الجزائري؟« هي مكانة أضاف:» مرموقة تُرقي الجزائر إلى مصاف الدول الكبرى« كما أشار في غمرة حديثه إلى الأزمة الاقتصادية التي تشهدها حاليا ما يعرف على تسميته بمنطقة الأورو كما دعا بالمناسبة إلى ضرورة محاربة الرشوة والفساد الذي انتشر في ممارسات البعض وتصدت له الدولة من خلال العدالة بكل صرامة وأكد على محاربة كل من تفوح منه رائحة الثراء غير المبرر مذكرا في الأخير على المبادئ العامة لحزبه في علاقاته الداخلية والخارجية. وعرض عمار تو عضو المكتب السياسي للحزب ووزير النقل في الحكومة الجديدة محاضرة بعنوان » عرض مدخلي للمخطط الخماسي« تعرض فيها إلى وسائل انجاز مخطط 2010 و2014 بمختلف إشكالياته والآثار المنتظرة على الصعيد الإستراتيجي من قراءة هذا المخطط وشرح بالتفصيل الترخيصات المالية حسب طبيعة الاستعمال في مجال تطوير المنشآت القاعدية وتحسين الخدمات العمومية. وتناول الدكتور أحمد بويعقوب في محاضرته »المؤسسة الاقتصادية والمخطط الخماسي« دور المؤسسة في الاقتصاد العصري التي لم تكن حسبه تقوم بدور فاعل في اقتصاد البلدان المصنعة لكنها أصبحت حاليا الفاعل الرئيسي في ميدان التشغيل بنسبة 95 بالمائة وأعطى مراحل تطور الاقتصاد بداية من القرن التاسع عشر وخلص إلى القول أن العائق الرئيسي الذي حال دون التحكم في التنمية الاقتصادية هو عدم التحكم في التطور التكنولوجي.