كشف السعيد عبادو الأمين العام لمنظمة المجاهدين، عن وجود ضابطين سابقين في الجيش الفرنسي بالجزائر في مهمة للكشف عن مراكز التعذيب التي فتحتها فرنسا الاستعمارية خلال حرب التحرير.وأفاد عبادو في لقاء أجرته معه الإذاعة الوطنية أمس الأول أن الضابطين وصلا إلى الجزائر قبل أيام بناء على طلب جزائري للكشف عن أماكن وجود مراكز تعذيب فرنسا الاستعمارية. وقال الأمين العام لمنظمة المجاهدين إن ''ضابطين في الجيش الاستعماري الفرنسي سابقا يقومان بمهمة في الجزائر للكشف عن مراكز تعذيب المجاهدين خلال حرب التحرير بين سنتي 1945 و.1962 وأشار عبادو إلى جهل السلطات الجزائرية بمكان وجود مراكز تعذيب فرنسا الاستعمارية ولم يتمكن المؤرخون والباحثون في جرائم الاستعمار الفرنسي من معرفة مكان وجودها. وانتقد عبادو بشدة تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في معرض حديثه عن مطلب الاعتذار وأثار مجددا التصريحات التي أطلقها ساركوزي خلال زيارته للجزائر سنة2007 وقال عبادو إن ما قاله الرئيس الفرنسي حول عدم إمكانية طلب الاعتذار من الأبناء عن أفعال قام بها الآباء، لا معنى له وأضاف: ''نحن نتعامل مع دولة ومطلب تقديم الاعتذار موجه إلى هذه الدولة، لذلك لا ينبغي أن نهون من الأمر بهذه الطريقة''. إن ذلك، يضيف أمين عام منظمة المجاهدين، يدل على أن مستويات الساسة الفرنسيين لا ترقى إلى هذا الملف. وتابع وزير المجاهدين سابقا: ''لقد أصبح الاعتذار والتعويض ضرورة، خاصة بعد أن أصدر البرلمان الفرنسي قانون 23 فبراير 2005 يتحدث عن تمجيد الاستعمار، ولا نفهم صراحة لماذا يتمسك الفرنسيون بمحاسبة الأتراك على ما يسمونه الجرائم المرتكبة ضد الأرمن، بينما هم يتبجحون بجرائمهم ضد الجزائريين وقال عبادو: ''نحن دولة مستقلة ولدينا دور أساسي إفريقيا وعربيا ودوليا، وينبغي على باريس أن تتعامل معنا بمنطق الند للند''. ونفى عبادو أن يكون المطلب الجزائري المتكرر والمتعلق باعتذار فرنسا عن جرائمها الاستعمارية وراء تعثر العلاقات الثنائية بين البلدين وأبدى الأمين العام لمنظمة المجاهدين تفاؤلا في المضي قدما لطي صفحة الاستعمار في أوساط المجتمع الفرنسي، مضيفا أن جمعيات فرنسية تنشط في هذا الاتجاه. وكشف المتحدث عن نشأة جمعية أخرى تتكون من فرنسيين وجزائريين، يحاولون التقريب بين البلدين من أجل علاقة مبنية على الثقة والاحترام. وفي سياق متصل دعا الأمين العام لمنظمة المجاهدين المؤرخين والباحثين الجزائريين إلى التحلي بالواقعية خلال رده على الاتهامات الفرنسية بخصوص ما أسمته تجاوزات ارتكبها المجاهدون وقال إن المجاهدين لا يكتبون التاريخ وليسوا مسؤولين عما يكتب ومهمتهم الأساسية هي الإدلاء بشهادتهم الحية ونفى تعرض أي كاتب أو مؤرخ جزائري أو أجنبي للمنع عن كتابة التاريخ.