وجه الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، أصابع الاتهام للبرلمان في تأخر الرد على مقترح قانون تجريم الاستعمار، الذي يرى أنه حق طبيعي مشروع لكل الشعب الجزائري، وقال عن العلاقات الجزائرية الفرنسية إنها تسير في الطريق الصحيح، وإن كانت بعض الشخصيات والقيادات الفرنسية لا تزال تسيطر عليها أفكار التسلط والاستعمار حمّل، أمس، الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، في حصة تحولات الإذاعية، المجلس الشعبي الوطني، مسؤولية تأخر الرد على مقترح قانون يجرم الاستعمار الفرنسي بعد تماطله لمدة 5 سنوات في الرد أيضا على استفزازات الحكومة الفرنسية، التي قننت تاريخها ومجدها الاستعماري في فيفري 2005، موضحا في السياق ذاته أن تجريم الاستعمار بقانون هو حق طبيعي مشروع لكل أفراد الشعب الجزائري، وقال ”لن يكون هذا التجريم كاملا، إلا بثلاثية التجريم، الاعتراف والتعويض”. وانتقد عبادو سلوك بعض الشخصيات الوطنية والتشكيلات السياسية التي تطالب بتجريم الاستعمار عبر تصريحات فرنسية، نافيا ما يتم ترديده بوجود أطراف داخلية بالجزائر، تعرقل تكرير مشروع القانون. ودعا الأمين العام لمنظمة المجاهدين القائمين على هذا القانون إلى ضرورة مراعاة عنصر الإثبات، وذلك بإرغام فرنسا على تسليم الأرشيف، والودائع والأموال التي نهبتها من الجزائر، غداة التوقيع على وثيقة الاستقلال في جويلية 1962. وقال عبادو عن مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية في ظل رواسب الماضي، إنها تسير في الاتجاه الصحيح بقيادة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا إلى وجود بعض القيادات الفرنسية التي تعرقل تحسين العلاقات بين البلدين، بسبب الفكر الاستعماري التسلطي الذي لازال يسيطر على عقولهم، وأوضح أن مواقف الجزائر واضحة وصريحة وسيادية، مذكرا بالتنديد بالتصريحات المهينة لجيل الثورة، واستهجان تصنيف الجزائريين المتجهين إلى فرنسا ضمن قائمة سوداء، والإجراءات الاقتصادية السيادية. وعرج ممثل منظمة المجاهدين على اهتمام الدولة بكتابة التاريخ وتخصيص قناة تلفزيونية تعنى بشؤونه قريبا، داعيا الكتاب والمؤرخين إلى التزام الموضوعية في تناول قضايا الثورة، وقال ”إن بعض أحداث الثورة التحريرية، التي يسميها البعض تجاوزات، ما هي في الحقيقة إلا اجتهادات فرضتها عظمة الثورة واتساع رقعتها وعدتها”. وعن قانون المجاهد والشهيد الذي وقّعت عليه الحكومة مؤخرا، أوضح عبادو أنه أزال نقائص الماضي، معترفا بمعاناة فئة معطوبي حرب التحرير، وقال ”آمل أن تشرع وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي في التكفل بهم”.