في إطار السهرات الرمضانية التي ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام إهتزت قاعة الأطلس بباب الواد على الإيقاع القبائلي الحكيم وذلك بصوت وأداء الفنان القدير لونيس آيت منقلات عميد الأغنية القبائلية وشاعرها الذي إعتلى صهوة غيتارته وركح قاعة الأطلس ليرحل بنا نحو فصول الغناء الجزائري الجميل والأصيل المعبق برائحة الذاكرة الجميلة بأمكنتها وتعرجاتها بحكم أن القصائد التي يبدع فيها على مدار نصف قرن قد عاصرت مخنلف المراحل التاريخية والسياسية للجزائر وبكل إرهاصاتها وتداعياتها قاعة الأطلس سهرة أول أمس توشحت بالكلمة المعبرة والقصائد المتقاطرة وعيا وجمالا وصوفية يفتقدها الكثيرين لكن آيت منقلات الفنان العضوي الواعي بلحظات التاريخ خلدها في قصائد غائرة كانت مدينته السرية للبوح واكتظت مقاعدها عن أخرها بمحبي الأغنية الهادئة عشاق سحر كلماته وأشعاره الصوفية المعبأة بالألم والحلم والذاكرة ، وأبدع الفنان لونيس آيت منقلات المتألق من خلال نخبة من أجل أغانيه حيث أبحر بالجمهور إلى أولى أعماله الفنية التي لا تزال قابعة في أسفل الذاكرة ومنها " ثلاثة أيام من عمري " و أغنية "جميلة" و "لويزة" التي تجاوب معها الحضور و الذين صفقوا له طويلا . وتواصلت السهرة لأكثر من ساعتين والتي صاحبتها الزغاريد المتعالية والتصفيقات جاد فيها بأجمل ما أبدعته قريحته الفنية على مدار مشواره الفني والمخضرم الطويل وكان الفنان آيت منقلات مرفوقا في ذلك بابنيه جعفر وطارق على آلاتي المزمار والنفخ بشعر "امداح" "وأغنية " أيتها الشمس لا تغيبي أضيئي مشوارنا الطويل بنورك " و مجموعة ثرية من أغانيه العاطفية التي ألفها في شبابه على غرار إنتظرت والرسالة و لا تتركيني وأغنية لفريق شبيبة القبائل الذي حقق الفوز أمس الأول على فريق الأهلي المصري . كما أدى أغاني من ألبومه الجديد الذي يحمل عنوان ''توريقت '' أي بمعنى الورقة البيضاء والذي جاء لتعزيز الرصيد الفني للشاعر الذي اصدر أكثر من 200 أغنية ويضاف إلى إنتاجه الأخير ''يناد أومغار'' وقال الشيخ الذي أصدره سنة .2005