اعتبرت إيران احتمال قيام إسرائيل بضرب منشآتها النووية أمرا غير قابل للتحقيق وأن التدريبات التي أجراها سلاح الجو الإسرائيلي تعرض السلم والأمن العالميين للخطر، مجددة موقفها الرافض لأي تفاوض بشأن استمرارها تخصيب اليورانيوم. ففي مؤتمره الصحفي الأسبوعي الذي عقد أمس وصف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام التدريبات الإسرائيلية التي قالت صحيفة نيويورك تايمز إنها معدة لضرب منشآت نووية إيرانية بالوقاحة، معتبرا أن شن هجوم يتهدد مصالح وأمن إيران يبقى "أمرا مستحيلا" لأن إسرائيل لا تمتلك القدرة على تنفيذ مثل هذه التهديدات. وأضاف أن المناورات التي أجراها سلاح الجو الإسرائيلي تثبت الخطر الذي تمثله إسرائيل على الأمن والسلم العالميين، وأن هذه الأخيرة مجرد نظام دمية "لا يمكنه تجنب أزمة الشرعية عبر الاعتداء على دول أخرى". وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أكد في معرض تعليقه على ما كشفته نيويورك تايمز -نقلا عن مسؤولين أمريكيين- أن بلاده لن تقف ساكتة حيال أي محاولة لضرب إيران، مهددا برد قاس، في إشارة واضحة إلى تحذيرات سابقة بقصف إسرائيل بصواريخ متوسطة المدى إذا فكرت بمهاجمة إيران. وكانت المعلومات التي كشفتها الصحيفة الأمريكية قد أثارت ردود فعل متعددة منها الموقف الروسي الذي أعلن رفضه لأي محاولة لحل الأزمة النووية القائمة مع إيران عسكريا. وجاء ذلك على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي حذر أول أمس الجمعة من مغبة تكرار سيناريو التدخل الأمريكي في العراق مع إيران، والذي كانت قد بررته واشنطن بامتلاكها أدلة "مزعومة" على وجود برنامج نووي عراقي. وردا على سؤال عن توعد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز أخيرا بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، دعا لافروف إلى أن "يتحمل السياسيون ووسائل الإعلام مسؤولياتهم" وأن يكونوا "واضحين" في اتهاماتهم. وقال لافروف إن موسكو طلبت من واشنطن وتل أبيب المعلومات التي تثبت سعي إيران لامتلاك قنبلة نووية، موضحا أن العاصمة الروسية لم تتلق أي رد حتى الآن. وختم لافروف تعليقه على معلومات صحيفة نيويورك تايمز بدعوة جميع الأطراف إلى تحمل المسؤولية وخاصة "حين تمس مصالح دول أخرى، ولا سيما سيادتها على أراضيها". وكانت الولاياتالمتحدة أكدت على لسان سفيرها بالأمم المتحدة زلماي خليل زاد أن بلاده لا تزال تفضل الدبلوماسية وسيلة للتعامل مع الملف النووي الإيراني في الوقت الراهن. وفي رد على سؤال حول ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز، أكد خليل زاد موقف الإدارة الأمريكية الرافض لامتلاك إيران السلاح النووي، معتبرا أن الكرة الآن في الملعب الإيراني في إشارة إلى عرض الحوافز الذي قدمته الدول الست الكبرى إلى إيران مؤخرا. وبخصوص البرنامج النووي الإيراني، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إن بلاده ترفض أي تفاوض مع الدول الكبرى بشأن تعليق تخصيب اليورانيوم. ومن جهته هدد محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقديم استقالته في حال تعرضت إيران لضربة عسكرية، محذرا من أن أي هجوم من هذا القبيل سيحول منطقة الشرق الأوسط إلى "كرة من اللهب". وتزامن هذا مع كشف صحيفة أمريكية عن إجراء إسرائيل مناورات عسكرية للتدريب على توجيه ضربة عسكرية محتملة لإيران. وفي مقابلة مع تلفزيون العربية الفضائية أول أمس الجمعة، قال البرادعي: "إن الضربة العسكرية ستكون أسوأ من أي شيء ممكن.. ستحول منطقة الشرق الأوسط إلى كرة من اللهب". وأضاف: "إذا حدثت ضربة عسكرية فستؤدي إلى أن إيران -حتى لو لم تكن تقوم بصنع سلاح نووي-... ستقوم بخطة سريعة عاجلة لبناء سلاح نووي بموافقة كل الإيرانيين حتى الإيرانيين الذين يعيشون في الغرب". وردا على سؤال بشأن رد فعل الوكالة الدولية في حال القيام بعمل عسكري ضد إيران في هذا الوقت قال إنه سيجعله غير قادر على مواصلة عمله.