أعلنت السلطات الإيرانية أمس أنها ناقشت المقترحات التي عرضتها القوى الكبرى على إيران من اجل البدء في مفاوضات لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني الذي يبقى سبب الأزمة المستفحلة بين طهران والغرب. وقال كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي أمس أن مجموعة الخمسة زائد واحد والتي تضم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وألمانيا قدمت عرضا ومقترحات ضمن سلسة تحفيزات تتكون من عدة مراحل من أجل بدء المفاوضات. ولكن المسؤول الإيراني الذي أشار إلى أن سلطات بلاده بصدد مناقشة العرض الغربي لم يحدد موقف طهران بشأن هذا العرض واعتبر انه يمكن اتخاذ النقاط المشتركة في العرض الغربي والمقترحات التي قدمتها ايران الشهر الماضي كقاعدة جيدة لبدء المفاوضات. وجاءت تصريحات جليلي ردا على تلك التي كان قد أدلى بها ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي شدد خلال زيارته الأسبوع الماضي إلى طهران على ضرورة أن توقف هذه الأخيرة عملية تخصيب اليورانيوم وبالتالي الالتزام بقرارات مجلس الامن الدولي التي طالبت طهران بالتخلي عن برنامجها النووي. وكان خافيير سولانا حل بالعاصمة طهران لعرض المقترحات الجديدة التي وضعتها مجموعة الخمسة زائد واحد لفتح باب التعاون مع إيران في مجالات واسعة في مسعى جديد لإرغام إيران على تعليق تخصيب اليورانيوم. غير أن السلطات الإيرانية التي لم تعلن بعد عن موقفها بخصوص العرض الغربي مصرة على مواصلة برنامجها النووي إلى غاية نهايته وكانت تصريحات المسؤولين الإيرانيين تقاطعت كلها في هذا الاتجاه في مؤشر إلى ان الدول الغربية لن تنجح مجددا في تمرير مقترحاتها التي تتضمن عرضا موسعا للتعاون مع إيران مقابل تخليها عن برنامجها النووي. وتأتي تصريحات المسؤول الإيراني غداة التحذيرات التي أطلقها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي من مخاطر الإقدام على القيام بعمل عسكري ضد المواقع النووية الإيرانية وقال أن ذلك سيحول كل منطقة الشرق الأوسط إلى أشبه ب"كتلة نارية". وكانت تصريحات البرادعي جاءت بعد معلومات سربتها وسائل إعلام أمريكية مفادها ان المناورات العسكرية الأخيرة التي قامت بها قوات إسرائيلية في عرض البحر المتوسط تعتبر بمثابة تمهيد للقيام بضربة عسكرية ضد مفاعل ناتنز وسط إيران. ولكن إسرائيل أكدت أن تلك المناورات هي بمثابة تحذير لإيران وليس تمهيدا لشن أي هجوم عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية. وذهبت صحيفة "ايهدوت احرنوت" الى تأكيد النوايا الإسرائيلية من خلال تذكيرها بالهجمات التي سبق لإسرائيل وأن نفذنها على مواقع في بلدان عربية زعمت انها نووية على غرار العراق عام 1981 ومؤخرا سوريا. وقالت في عددها الصادر أمس أن إسرائيل عندما تقرر شن هجوم ما فهي ليست في حاجة إلى تقديم تحذيرات كما فعلت هذه المرة مع إيران. ولكن ذلك لم يمنع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت من اعتبار أن إسرائيل تواجه اليوم وأكثر من أي وقت مضى خطرا حقيقا على خلفية البرنامج النووي الإيراني بالرغم من ان اولمرت أكد أن الجيش الإسرائيلي قوي وقادر على الدفاع عن إسرائيل. ومهما كانت النوايا الإسرائيلية من وراء تنفيذ هذه المناورات العسكرية فان إيران قد أكدت استعدادها لكل الاحتمالات العسكرية التي قد يقوم بها الغرب من اجل إرغامها عن التخلي عن برنامجها النووي. وقال علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني أمس أن بلاده ستكون مستعدة لكل الاحتمالات العسكرية وأضاف إذا كان الإسرائيليون يخططون حقا لمثل هذا العمل غير الحكيم فإنهم سيواجهون إذا ضررا أكثر منا. للإشارة فإن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام كان قد وصف إسرائيل قبل يومين بأنها نظام خطير وأن التهديدات الأخيرة ضد بلاده تعرض السلام العالمي للخطر ولم يمنعه ذلك في التشكيك في أن تكون لإسرائيل القوة الأزمة لضرب المصالح الإيرانية.