حذر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس من مخاطر الإقدام على القيام بعمل عسكري ضد المواقع النووية الايرانية. وقال أن ذلك سيحول كل منطقة الشرق الاوسط الى أشبه ب "كتلة نارية" .وقال البرادعي في تصريح صحفي امس ان القيام بضربة عسكرية ضد ايران ستكون له انعكاسات سلبية وستتحول معها كل المنطقة الى اشبه بكرة نارية لن تترك امامها أي شيء. واضاف مدير الوكالة الدولية ان أي هجوم عسكري سوف لن يزيد الا في تصلب موقف طهران في قبضتها مع الدول الغربية. وقال في هذا الخصوص ان عملية من هذا النوع ستدفع بايران الى اطلاق برنامج طوارئ لانتاج اسلحة نووية وبتأييد من كل الايرانيين بمن فيهم اولئك المقيمين في الدول الغربية. وجاءت تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المصري محمد البرادعي في سياق التسريبات التي نشرتها صحيفة " نيو يورك تايمز" الامريكية اول امس واكدت من خلالها ان المناورات العسكرية الاخيرة التي قامت بها قوات اسرائيلية في عرض البحر المتوسط تعتبر بمثابة تمهيد للقيام بضربة عسكرية ضد مفاعل ناتنز في وسط ايران. وبدأت تلوح في الافق الشرق اوسطي مؤشرات متزايدة لشن هذا العمل العسكري الاسرائيلي بتزكية امريكية . وتعيد هذه التسريبات إلى الاذهان نفس السيناريو الذي سبق قيام طائرات اسرائيلية بضرب المفاعل النووي العراقي تموز صيف سنة 1981 بعد حملة اعلامية غربية زعمت ان نظام الرئيس العراقي المعدوم صدام حسين على وشك انتاج اول قنبلة نووية عربية واتضح فيما بعد ان تلك الاتهامات كانت مجرد ذريعة لحرمان العراق من تطوير تكنولوجيا نووية لأغراض سلمية. وتقاطعت أجواء الازمة المستفحلة بين ايرانوالعواصمالغربية مع تصريحات رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكنيست الاسرائيلي تساحي هانغبي الذي لمح بقرب القيام بعمل عسكري ضد ايران بدعوى ان " الجهود الدبلوماسية الرامية الى وقف البرنامج النووي الايراني قد فشلت الى حد الان وقال انه متشائم حول مستقبل هذه المفاوضات. واضاف انه يتعين على الدول الغربية ان تسرع في اتخاذ قرار بخصوص هذا البرنامج بدعوى ان الجهود الدبلوماسية لن تفضي الى اية نتيجة والتمليح واضح بضرورة التفكير في خيار القوة من الان. وليس من محض الصدفة ان تنشر صحيفة " دير شبيغل " الالمانية أمس موضوعا اكدت من خلاله ان دمشق وبيونغ يونغ ساعدتا ايران على تطوير برنامجها النووي عبر موقع نووي في سوريا . وزعمت الصحيفة نقلا عن مصادر استخباراتية المانية ان الامر يتعلق بمفاعل الكبر السوري الذي دمرته طائرات اسرائيلية قبل اسابيع بتزكية امريكية. وقالت أن الموقع الذي بني بدعم ايراني سوري كوري شمالي يهدف الى انتاج اسلحة نووية وتستغله طهران لتطوير قدراتها دون اثارة انتباه الدول الغربية. وفي سياق هذه القبضة المتجددة بين ايران ومختلف العواصمالغربية اكدت طهران امس انها ترفض رفضا قطعيا أي تفاوض مع الدول الكبرى بخصوص تعليق برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم. وقال غلام حسين الناطق باسم الحكومة الايرانية ان "مسألة تعليق انشطتنا النووية وتخصيب اليورانيوم غير منطقية وغير مقبولة وان مواصلة التفاوض معها لن يكون على اساس فكرة التعليق" . وكان هذا أول رد فعل رسمي ايراني على سلة التحفيزات التي كان الممثل السامي للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي الاسباني خافيير سولانا قد حملها الاسبوع الماضي الى السلطات الايرانية ضمن مجموعة اغراءات لاقناع طهران بوقف عملية تخصيب اليورانيوم.