كشف مدير الري بمديرية الموارد المائية لولاية الجزائر حجيج بوعلام "لصوت الأحرار" عن تخصيص غلاف مالي قدره 4 مليار دينار لإنجاز نفق لتصريف مياه الأمطار يمتد من بوزريعة إلى غاية باب الوادي مرورا بواد قريش وهو مضاد لفيضان واد مكسل الذي خلف خسائر ضخمة في 11 نوفمبر 2001، شرع في إنجاز النفق سنة 2006 ومن المقرر تسليمه في آجال 2009• وحسب ما أفاد به المكلف بالمراقبة التقنية لمشروع إنجاز النفق المضاد لفيضان واد مكسل أن فكرته جاءت عقب فيضان الوادي الذي أحدث خسائر بشرية ومادية ضخمة حدث ذلك يوم السبت الأسود في 11 نوفمبر 2001 أين تهاطلت الأمطار بكمية غيرعادية بنسبة 600مم في أقل من ساعة وهي كمية عادة ما تسقط في ظرف ثلاثة أشهر وهي ظاهرة طبيعية تتكرر مرة كل 50 أو 100 سنة• وبالتالي كمية الأمطار المتساقطة فاقت استيعاب نفق تصريف مياه الأمطار الذي أنشئ في الحقبة الاستعمارية سنوات الخمسينات مشيرا إلى أن العامل البشري آنذاك ساهم بشكل كبير في انسداد النفق بسبب تراكم الأوحال الناتجة عن الأتربة وركام البناءات الملقاة من طرف السكان المقيمون بالمناطق المجاورة للوادي وهو ما أدى إلى الحد من طاقة استعاب النفق لمياه الأمطار وهو مازاد من حجم الكارثة وهذا ما استوجب يضيف ذات المتحدث إنجاز نفق آخر للتقليل من احتمال فيضان الوادي والتحكم فيه إن حدث ذلك، شرع في إنجازه سنة 2006 ومن المقرر تسليمه سنة 2009 يبلغ طوله 4.5 كلم وقطره 4 م يمتد من براناس ببوزريعة مرورا على واد قريش وينتهي في باب الوادي أين يصب في البحر تقدر طاقة استيعابه لمياه الأمطار ب 63م3/ ثا تولت إنجازه شركة BESAC -CSM الفرنسية مع مجمع المؤسسة الهيدرو تقنية بلغت الأشغال المنجزة نسبة 40% تم حفر حوالي 2 كلم• فبعد القيام بالدراسات الجيولوجية والجيو فزيائية والجيو تقنية والهيدروجيولوجية، وبناء على المعطيات المتحصل عليها تم التوصل إلى تحديد نوعية النفق وهو نفق دائري يبدأ من براناس ببوزريعة يمتد بشكل منحني وينكسر في فري فالون وتريولي وذلك للتقليل من سرعة المياه أما تقنيا الحفر المستعملة فهي تعتمد على تقنيتي الحفر النفقي والحفر عن طريق سماء مفتوح التقنية الأولى تستعمل في الشطر الأول من المشروع الذي يمتد من براناس ببوزريعة أين يتم إنجاز بئر عمل يصل عمقه إلى 30م يصله النفق بئر عمل آخر بفري فالون يصل عمقه إلى 33 م وهو الجزء الذي تتواجد به آلة الحفر حاليا كما سيتم إنجاز جزء آخر من النفق الذي يصل بئر العمل بفري فالون بئر عمل آخر بتريولي يصل عمقه إلى 53 م وهما في طور الإنجاز ومن تريولي يستمر الحفر النفقي إلى غاية باب الوادي وبالضبط على مقربة من مستشفى مايو أين سيشرع ابتداء من الأسبوع الجاري في استعمال تقنية الحفر عن طريق سماء مفتوح وهو إنجاز سطحي للنفق الذي ينتهي إلى غاية 1.5م تحت مستوى سطح البحر وحسب ذات المتحدث أنه تم استعمال هذه التقنية لأن الطبيعة الجيولوجية للمنطقة تتناسب مع تقنية الحفر النفقي• وفي زيارة ميدانية قادتنا إلى مختلف نقاط المشروع لاحظنا سيرورة جيدة للأشغال التي تجري على قدم وساق وعلى عمق 33م وبعد حوالي 500م تتواجد آلة حفر ضخمة تم جلبها من فرنسا لحفر النفق مزودة بنظام تهوية حيث تصل درجة الحرارة أثناء الحفر إلى 70! درجة مئوية و03 غرف للتحكم في الألة الأولى متواجدة تحت السطح والثانية فوق السطح والثالثة تتواجد بفرنسا آلة الحفر حاليا متوقفة عن العمل في منطقة طريق براناس وحسب ما أكده أحد المهندسين الفرنسيين بالشركة CMS-BESAC أن آلة الحفر وتقنيات الحفر المستعملة تشبه إلى حد كبير تلك التي تم استعمالها في حفر نفق المانش الذي يصل بين بريطانيا وفرنسا وذلك لتقارب الطبيعة الجيولوجية للمنطقتين وعن تعطل الآلة يقول أنها على هذا الحال منذ شهر والسبب راجع إلى بعض المشاكل التقنية ونحن في انتظار قطعة الغيار التي ستصل من أمريكا في غضون أيام مشيرا أنها من بين المشاكل التي ساهمت في تباطؤ سيرورة الأشغال إضافة إلى مشكل الجمارك حيث استلزم بقاء آلة الحفر مدة ثلاثة أشهر بميناء الجزائر قبل أن يتم التسريح لها بالخروج وهو ما يعطل من تسليم المشروع في آجاله المحددة وهو ما رجحه المكلف بالمراقبة التقنية للمشروع أنه سيتم اقتراح مدة 10 أشهر تضاف بعد سنة 2009 مؤكدا أن المشروع عرف تعطلا بسبب مشاكل خارجة عن نطاقنا نجدها في الميدان خاصة عدم تمكننا من الحصول على تسريح مرور الشاحنات المحملة بمواد البناء أثناء النهار بسبب وجود قانون يمنع تنقلها سوى بالليل وهو الوقت الذي يرفض فيه أصحاب الشاحنات العمل إضافة إلى أن المفارغ العمومية تتوقف عن العمل الساعة السابعة ناهيك عن الضجيج الذي تحدثه أشغال الحفر فغالبا ما تتلقى شكاوي من السكان المجاورين للمشروع نجبر غالبا على التوقف عن العمل ناهيك عن المفاجآت الغير متوقعة نجدها أثناء الحفر من بينها جدار في منطقة كيتاني تطلب هدمه يدويا مدة ثلاثة أشهر بسبب عدم تحصلنا على تسريح باستعمال المتفجرات التي تقلص مدة الهدم من ثلاثة أشهر إلى ثلاثة أيام ويضيف ذات المتحدث أنه بالرغم من حجم المعوقات فالأشغال تسير بوتيرة جيدة وهذا ما لاحظناه بعد معاينة محطة فرحاني أين ينتهي تصريف مياه الأمطار والتي انتهت بها الأشغال بنسبة 100%•