شهدت ولاية الجزائر تسجيل وانطلاق العديد من العمليات والمشاريع الهامة التي مست كافة المجالات والقطاعات وتتضح كبرى هذه المشاريع للعيان من خلال المنشآت الفوقية كالطرق والجسور، السكنات ومختلف الهياكل القاعدية، غير أن الأهم يكمن تحت الأرض من خلال سلسلة الأنفاق والقنوات والمجمعات المائية، هذه الأخيرة التي تعد أكبر وأضخم مشروع بالعاصمة بتكلفة مالية تفوق ال40 مليار دينار· كانت نهاية القرن الماضي بداية لأكبر مشروع لقطاع الري يتمثل في إنجاز مجمعات مائية تحت الأرض تعوض تلك التي تركها الاستعمار الفرنسي والتي تجاوز عمرها العملي 50 سنة وهو ما يفسر حالة الانسدادات التي تعرفها عدة نقاط بالعاصمة بمجرد سقوط القطرات الأولى للأمطار الخريفية· ويتضح لنا مشروع المجمعات المائية من خلال ثلاث محطات رئيسية بكل من 2 ماي ، باب الوادي والحراش على مسافة اجمالية تفوق ال200 كلم ثم انجاز 120 كلم منها بمبلغ يفوق ال 20 مليار دج من مجموع 40 مليار دينار المخصصة للمشروع المدرج ضمن المخطط العام لتطهير العاصمة الذي شرع فيه منذ أزيد من عشر سنوات حسب مدير الري لولاية الجزائر، السيد اسماعيل عميروش الذي ربط بداية المخطط بالشروع في إنجاز المجمعات المائية الرئيسية· وسيتم تسليم المشروع نهاية 2008 بعد الانتهاء من أشغال الشطر الثالث منه بساحة بونطة بباب الوادي نحو ساحة ميرة مرورا ببولوغين وهو الجزء الذي شرع فيه مباشرة عقب فيضانات باب الوادي بتكلفة مالية تفوق الخمسة ملايير دينار حسب مدير الري الذي أكد أن الأشغال تمت على عمق 50 مترا تحت سطح الأرض· ولعل أهم ما يميز هذه المجمعات هي طريقة انجازها في شكل أنفاق أرضية ضخمة بارتفاع ستة أمتار وعرض يفوق المترين، حيث بإمكان الراجلين التجوال بداخلها بشكل مريح·وإن كانت الأشغال بمجمع بونطة بباب الوادي تتم على عمق 50 مترا فإن الأشغال بمحطة بيزيي أو 2 ماي تتم تحت مستوى البحر وهو ما كلف خزينة الدولة مصاريف باهظة، علما أنه يتم اعتماد تقنيات عالية للتخلص من مياه البحر للشروع في عمليات الحفر عن طريق الضخ بقوة ضغط عالية·وبعد عملية تجميع المياه بالمجمعات الثلاثة سالفة الذكر، يتم تفريغ المياه المجمعة بوادي الحراش قبل تحويلها نحو محطة التصفية ببراقي لإعادة استعمالها في الزراعة·