تسببت الأشغال التي تقوم بها مؤسسة "بيساك" الفرنسية المكلفة بإنجاز مشروع قناة لتصريف مياه الأمطار بين بوزريعة أعالي العاصمة وشاطئ الكتاني بباب الوادي إلي إحداث تصدع في مستشفى مايو ومكتب التجنيد للخدمة الوطنية، فضلا على إحداث أضرار بعمارتين، الأمر الذي دفع مصالح المراقبة التقنية لتوقيف الأشغال واعتماد طريق أخرى لا تهدد البنايات المذكورة أعلاه والتي سبق وأن تضررت من زلزال ماي 2003. * أفاد سكان الأحياء المجاورة للمشروع بأن أشغال الحفر التي تقوم بها الشركة الفرنسية "بيساك" والمكلفة بأشغال إنجاز قناة لتصريف مياه الأمطار وتحديدا على مستوى الورشة المجاورة لمستشفى محمد لمين دباغين (مايو سابقا) تسببت في إحداث شقوق وتصدعات في عمارتين، تقع الأولى ب 5 نهج عجيسة معمر، والثانية في 8 شارع السعيد تواتي بباب الوادي، الأمر الذي دفعهم إلى الاتصال بمصالح المقاطعة الإدارية لباب الوادي لإخطارها بخطورة تلك الأشغال على بنايتهم، خصوصا وأنها مرممة منذ أشهر بفعل الأضرار التي لحقت بالبنايتين جراء زلزال ماي 2003، وأضاف هؤلاء أثناء تنقل الشروق إلى عين المكان بأن قوة أشغال الحفر باستخدام آلة حفر كبيرة ستعرض بنايتهم للانهيار، ما دفعهم إلى إجبار الشركة الفرنسية التوقف عن العمل خلال نهاية شهر نوفمبر الفائت ودفع مصالح المراقبة التقنية للبناء القيام بمعاينة الموقع. * * الشركة الفرنسية تستأنف الأشغال رغم معارضة السكان * أكد تقرير هيأة المراقبة التقنية بأن طريقة الأشغال التي اعتمدتها الشركة الفرنسية "بيساك" ستتسبب فعلا في إحداث أضرار في البنايات المجاورة للمشروع، حيث تبين حدوث بعض التصدعات أمام المدخل الرئيسي لجناح الطب الداخلي بمستشفى مايو مما استدعى إدارة هذا الأخير طلب توقيف الأشغال، إلي جانب ذلك تم تسجيل أضرار بمطعم مكتب التجنيد للخدمة الوطنية، كما تعرض مقر الوكالة "العربية للسياحة والأسفار" لهزات عنيفة، حيث قال صاحبها جمال حبار في تصريح "للشروق" بأن "الأشغال خطر حقيقي علينا ولابد من إتخاد إجراءات إستعجالية لذلك، وتحفظنا من أي طارئ"، هذا الوضع دفع هيأة الرقابة التقنية إلى اقتراح طريقة جديدة في الحفر. * كما وضعت مصالح المراقبة التقنية للبناء جهاز إنذار مجهز بمصباح أحمر يسجل عدد الهزات الأرضية وقوتها ومدى تأثيرها على البنايات المحيطة بالمشروع. * ومع ذلك يقول السكان الذين راسلوا كل السلطات بأنه مهما كانت أشغال الحفر فإنها ستزيد من تدهور البنايات التي يعود إنجازها إلى بداية القرن الماضي، والمطلوب يقول هؤلاء قيام السلطات بتقديم ضمانات مكتوبة تتعهد بموجبها الشركة الفرنسية "بيساك" بعدم تعرض البنايات المجاورة لأي خطر، فضلا على التعهد بإصلاح أي ضرر في حالة انهيارها، وأعاب أصحاب البنايتين اللتان تقيم بهما 15 عائلة على مديرية الري لولاية الجزائر استثناء سكناتهم من أي إجراءات خاصة كما هو الشأن بالنسبة لثانوية العقيد ميرة ومركز التجنيد في الخدمة الوطنية، ومستشفى مايو التي حظيت كلها بعد تعرضها لتصدعات بحماية خاصة من قبل السلطات المحلية، بينما بقي سكان تلك البنايات يواجهون المصير المجهول. * * "بيساك" تنفي إحداث أضرار في أي بناية * نفى مصدر مسؤول من الشركة الفرنسية تسبب الأشغال في إحداث تصدعات على مستوى مكتب التجنيد ومستشفي مايو، وأرجع توقف الأشغال لأسباب تقنية وليس بسبب تقرير الخبرة التقنية، وبشأن البنايات المتضررة من الهزات، قال ذات المصدر الذي رفض ذكر إسمه في تصريح للشروق بأن شكاوى السكان الهدف منها البحث عن التعويض. * يذكر أن مشروع إنجاز قناة لتصريف مياه الأمطار وادي مكسل الذي يربط بوزريعة بشاطئ كتاني بباب الوادي سيعرف تأخرا في الأشغال بعد تحديد 2009 كآخر أجل لتسليم المشروع الذي انطلق في 2006 وخصصت له مديرية الري والموارد المائية لولاية الجزائر غلافا مالاي قدره 4 ملايير دينار لإنجازه لمنع وادي مكسل المنحدر من أعالي بوزريعة إلى غاية باب الوادي مرورا بوادي قريش من إحداث خسائر بشرية ومادية وتفادي تكرار سيناريو نوفمبر 2001. *