تواجدنا بقاعة الاستقبال بمديرية التربية جزائر غرب، سمح لنا بالوقوف على بعض انشغالات التلاميذ والأولياء، سؤال واحد طرحناه في قرارة أنفسنا : ما سبب تواجد هذا العدد الهائل من المواطنين بعين المكان، إجابته كانت بدخولنا مكتب رئيس مصلحة التفتيش والتكوين حبيب زيان، وإذ نؤكد بأن ما هذه القصص سوى بعضا من الحالات التي وقفنا عليها في ذلك اليوم، ننقلها لكم بأمانة كما حدثت بمكتب ذات المسؤول. عكس البعض من مديريات التربية في مثل هذه الأيام من الدخول المدرسي والتي تعرف كل أنواع البيروقراطيات وتكثر فيها المعريفة ولا يدخلها إلا أصحاب الأكثاف العريضة، فتحت مديرية التربية الجزائر غرب أبوابها واسعة أمام الأولياء الذين طرحوا انشغالاتهم مباشرة على مسؤولها الأول وطاقمه، وما كان من الحارس سوى السماح بدخول كل من تواجد بالقاعة مجموعة تلو الأخرى. تواجدنا بعين المكان سمح لنا بالوقوف على بعض انشغالات أولياء التلاميذ، منهم من يريد استفسارا حول منحة التمدرس خاصة وقد أشيع كما قيل لنا بأن مدة توزيعها قد انقضت وأن بقية الأسر التي لم تتسلمها بعد، أقصيت أسماءها من القوائم النهائية التي أعدتها لجان الدوائر، بينما أكد لنا حبيب زيان رئيس مصلحة التفتيش والتكوين بالمديرية بأن العملية لا تزال قائمة على قدم وساق وستمس كل الأسر المعوزة المسجلة. التجاوزات التي يرتكبها بعض مدراء المؤسسات التربوية، كانت لها نصيب وطرحت بمكتب ذات المسئول، فقبل أن نكشف عن هويتنا استقبلنا الرئيس بصفة جماعية، تقدمنا تلميذ طرح عليه مشكلته والمتمثلة في رفض مديرة ثانوية بالشراقة تسليمه ملفه الدراسي بغرض تحويله إلى ثانوية ببلدية الدرارية واشترطت عليه تسليمها موافقة من مديرية التربية، الأمر الذي استغرب له " حبيب زيان" قائلا بأنه لم يطل سمعه أبدا بأن إحضار ملف تحويل يتطلب موافقة من مديرية التربية؟ واتصل على الفور بالمديرة التي يبدو أنها كانت خارج مكتبها رغم أن الساعة لم تصل منتصف النهار بعد، وبعد .محاولات عدة ما كان من رئيس المصلحة سوى مراسلتها كتابيا. بعد أن أتى الدور على مدير إكمالية، تحدث طويلا عن طريقة تسيير مطعم مدرسي وحتى عن نوعية كراسيه وطاولاته وأنه يرغب في كذا وكذا، الأمر ليس غريبا ولكن كل الغرابة التي ارتسمت على محيا الحضور ورئيس المصلحة -الذي بدا منزعجا من طول حديث المدير- يرد عليه قائلا" خليه يزيد ونسموه بوزيد" وطلب منه الحديث عن انشغالات أكثر أهمية، لنعلم أن المطعم لم يشيد بعد ومالمدير يتحدث سوى عن مشروع لا يزال من العدم؟ "حقروني يا أستاذ" عبارة استهلت بها سيدة جاء الدور عليها، حيث أكدت لرئيس المصلحة رفض مديرة ابتدائية تقع غرب العاصمة تسجيل ابنها في القسم التحضيري رغم أن سنه بلغ الخمس سنوات، وردت سبب ذلك لكونها شبه معوقة فحقرت من طرف المديرة..مما جعل رئيس المصلحة يتصل مباشرة بالمديرة فما كان من السيدة سوى الخروج من مكتبه وقد انهمرت دموع الفرحة من عينيها بعد أن أكد لها بأن ابنها سيباشر تعليمه في اليوم الموالي. العديد ممن تواجدوا بمكتب رئيس مصلحة التفتيش والتكوين اشتكوا رفض العديد من المدراء تسجيل أطفالهم خاصة ممن فاق سنهم الخمس سنوات ولم يقبلوا لا في الأقسام التحضيرية ولا في السنة الأولى، وبما أن المدراء طلبوا منهم قائلين " روحو اللاكاديمي جيبو ورقة" قصدوا المكان لحل ما جعل منه المدراء مشكلا" على حد قول أحد الأولياء الذي أكد لنا بأن ابنه سيبلغ ست سنوات بعد شهرين فقط غير أن مديرة المدرسة رفضت استقباله أو حتى النظر في ملفه. انشغالات وشكاوى عديدة لا يسع المجال لذكرها حملها الأولياء ووضعوها على طاولة رئيس مصلحة التفتيش والتكوين حبيب زيان لتجد حلولا مباشرة لها، وبما أننا شهدناها قبل أن نكشف عن هويتنا نتمنى لو أن طريقة الاستقبال هذه تعمم على باقي المديريات والإدارات لتوضع النقاط على الحروف ويتحقق قوله " كلكم مسؤول عن رعيته" .