أطلق هذه الأيام طلبة جامعة باب الزوار المقيمين غرب العاصمة حملة جمع توقيعات في أوساط زملائهم الطلبة ينوون تقديمها في شكل عريضة لمديرية الشؤون الاجتماعية احتجاجا على ندرة النقل الجامعي ببعض المجمعات السكنية الجديدة كالعاشور و السبالة و بني مسوس و السحاولة و غيرها من المناطق التي يفتقد طلبتها لهذه الخدمة مؤكدين انه لا يمكن استمرارهم في الدراسة في مثل هذه الظروف الصعبة. الطلبة المتضررون من ندرة النقل الجامعي هددوا بتصعيد الاحتجاج في حال تجاهل المعنيين معاناتهم اليومية وأبدى معظمهم لاسيما القاطنين بالمجمعات السكنية الجديدة كأحياء عدل أو المرحلين الجدد إلى السكنات التساهمية الاجتماعية امتعاضهم و استيائهم من ندرة وسائل النقل الجامعي صباحا من مقر سكناهم مما صعب من مهمة وصولهم إلى مقاعد الجامعة في الوقت المحدد لاسيما فيما يخص مواد الساعات الأولى باستثناء الذين لازالوا يعتمدون على أوليائهم في ضمان نقلهم ذهابا و إيابا. القطرة التي أفاضت الكأس ولعل المناوشات الأخيرة التي حدثت خلال الأسبوع الفارط بين الطلبة المقيمين بدرارية و سائق حافلة النقل الجامعي الذي يربط صباحا بين هذه المقاطعة الإدارية و جامعة باب الزوار كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس و كادت أن يتحول إلى مشادات عنيفة بين الطلبة أنفسهم الذين دخلوا في مناوشات كلامية بسبب أحقية الطلبة الساكنين بدرارية في الفوز بمقاعد مريحة في الحافلة اليتيمة التي يستولي عليها الطلبة المقيمين بالعاشور بحكم مرور الحافلة أولا من العاشور وصولا إلى درارية مما أدى بسائق الحافلة مباشرة بعد هذه الحادثة المؤلمة تجنبا لمثل هذه المشاكل في المستقبل إلى إلغاء موقف العاشور متسببا في حرمان القاطنين بهذه المقاطعة من النقل الجامعي صباحا. الطلبة الجدد الذين التحقوا لأول مرة بالجامعة والذين كانوا شهود عيان لهذه الحادثة المؤسفة لم يدركوا سبب انتفاضة طلاب درارية الذين أكدوا للسائق و الطلبة" المزاحمين" أن الحافلة من حقهم ولم يتحصلوا عليها إلا بعد سلسلة من الاحتجاجات و العرائض لمدة سنوات وصلت معظمها إلى ديوان الخدمات الجامعية للطلبة أثمرت بعد جهود مضنية على تخصيص حافلة واحدة لهؤلاء الطلبة المتضررين تصل إلى موقف درارية على الساعة السادسة و النصف صباحا و تغادر الموقف بعد ربع ساعة من وصولها مكتظة عن آخرها ليبقى أكثر من نصف الطلبة الذين عجزوا بعد حرب ضروس في الفوز بمكان في الحافلة في الموقف يتحسرون على المشهد الذي آل إليه طلاب العلم . و الغريب حسب تصريحات هؤلاء الطلبة أن بالرغم من تواجدهم على مقربة من العديد من الاقامات و الأقطاب الجامعية إلا أنهم نادرا ما يعثروا على حافلة واحدة تربط بين هذه الأماكن و جامعة باب الزوار مما تضطرهم إلى تغيير أكثر من حافلة للوصول إلى جامعتهم. أعوان النقل الجامعي يؤكدون في كل مرة للطلبة المستفسرين عن الحافلات التي تضمن خط باب الزوار انه توجد حافلة واحدة صباحا تقل الطلبة و لا تعود إلا مساء أي بمعدل رحلتين فقط في اليوم. الطلبة المتضررين من هذا الواقع و الذي أعياهم النقل أكثر من الدراسة ولم يمر شهر واحد على التحاقهم بالجامعة أصبحوا يترددون على محطة المتواجدة بمعهد العلوم السياسية و الإعلام لضمان على الأقل واحدة من الحافلتين الصباحية و التي لا يفوز بأحدهما إلا أصحاب العضلات القوية لاسيما الذين يغادرون منازلهم مع آذان الفجر و يرفضون التنازل عن أماكنهم حتى لو اضطروا للالتصاق ببعضهم البعض. النقل لمن استطاع سبيلا إحدى الطالبات التي لم يمر على دخوله الجامعة أزيد من شهر أكدت لنا أنه لو استمر الوضع على هذا الحال ستطرد من الجامعة لا محال بسبب تأخيراتها المتكررة في الحصص الأولى بالرغم من أنها تخرج صحبة والدها من البيت و الناس نياما لتصل ككل مرة متاخرة. "تعلمت نطبع " قالت لنا هذه الطالبة التي كانت تستأذن قبل صعودها الحافلة مؤكدة" ما خرجتش عليا". و في الوقت الذي فضل فيه الكثير من الطلبة ركوب الصعاب للفوز بمكان في حافلة من الحافلات التي تعد على أصابع اليد الواحدة باتجاه الوجهة الحلم جامعة باب الزوار كما يسميها هؤلاء الطلبة المتضررين فان بعض المحظوظين و المحظوظات فضلوا الاستعانة بخدمات بعض أصحاب سائقي الأجرة الشرعيين أو غير الشرعيين لضمان توصيلهم في الوقت على الأقل صباحا و و يتصلون به مساء عندما تقل الحافلات التي تضمن خطوط باب الزوار باتجاه بعض الأقطاب و الأحياء الجامعية المتواجدة على مقربة من غرب العاصمة. و قد اعترفت إحدى الطالبات أنهن لجأن مضطرات إلى هذه الحيلة لا طلبا للرفاهية و" الزوخ" و أسرت لنا قائلة" إنني أساهم من مالي الشخصي..المال الذي جمعته من الأهل و الأحباب بمناسبة نجاحي في البكالوريا كنت انوي إنفاقه في امتحان السياقة لكن يبدو أن هذا الحلم لن يكون غدا.و أكدت إحدى صديقاتها في المشروع أنها تذهل كلما رأت حافلات" تحكوت" و "الاتوزا" التي أغرقت النقل الجامعي و كان يخال لي أن كل الشعب الجزائري سيركب فيها لكن عندما اضطر لانتظار ساعات في معظم المواقف أدرك أن المشكل لا يكمن في عدد الحافلات التي ضاقت بها الشوارع بل في توزيع الاتجاهات إذ اغرق المشرفون على النقل الجامعي بعض الاتجاهات و شحت الحافلات إلى درجة الندرة غرب العاصمة. و يبدو أن حملة التوقيعات التي بدأت بصفة محتشمة من جامعة باب الزوار انقسم المبادرون إليها إلى أفواج لتصل إلى الأحياء السكنية الجديدة حيث انضم الأولياء لمباركتها و تزكيتها ووعدوا بإيصالها إلى المعنيين بملف النقل الجامعي ، و في انتظار جمع اكبر عدد ممكن من التوقيعات يبقى هؤلاء الطلبة يحلمون ليلا و نهارا بكوابيس الازدحام و "التطباع" و الخوف من الإقصاء من المواد الصباحية بعد ثلاث غيابات في انتظار التفاتة جادة من أصحاب الربط و الحل في قطاع النقل الجامعي.