تشكو بعض الإقامات الجامعية، الكليات والمعاهد الواقعة بولاية الجزائر العاصمة جملة من المشاكل التي يصعب حلها دون التدخل الجدي والسريع للسلطات المعنية للتكفل بالأمر، بدءا بمستوى الخدمات إلى غاية بروز بعض الممارسات غير الأخلاقية وسط الحرم الجامعي العاصمي، حيث وجد القائمون على هذا المعلم التعليمي أنفسهم مجبرين على مواجهة كل التحديات التي تعترض سبيلهم، من أجل السماح للأساتذة بأداء رسالتهم التربوية الهادفة بعيدا كل البعد عن كل الظواهر الدخيلة والغربية التي بدأت تجتاح المجتمع والجامعة. جهود معتبرة ومبادرات لإعادة لباس الحرمة والقداسة للقطاع وتوخيا للموضوعية فإن العينة المختارة تقتصر على بعض معالم الجامعة على مستوى الجزائر العاصمة المعروفة باكتظاظها وكثرة الطلب على جامعاتها، فضلا عن احتوائها لتخصصات غير موجودة في جامعات أخرى، مما يعنى أن ظروف وحيثيات التعلم الجامعي في الجزائر العاصمة كغيرها في مناطق أخرى من البلاد، كما أن درجة المظاهر المرصودة في التحقيق تختلف هي أيضا باختلاف جامعات ومناطق البلاد، للمعطيات السوسيولوجية والاقتصادية لكل منطقة. بعدما كان الحرم الجامعي العاصمي لسنوات عديدة مكانا آمنا وقطبا لطلب العلم والمعرفة بالرغم من جملة النقائص التي كانت تعترض سبيله والمتمثلة بالخصوص في تدني بعض الخدمات الجامعية المقدمة، هاهو اليوم يتحول جزء منه إلى مكان لارتكاب الجريمة وممارسة الأفعال المخلة بالحياء وتعاطي المخدرات والحبوب المهلوسة وكل ما يخطرعلى بال إنسان غير واع وغير مسؤول. تراوح مستوى الخدمات الجامعية ومعادلة الرقي بالتحصيل العلمي أكد جل الطلبة الجامعيين الذين يزاولون تعليمهم بكليات ومعاهد ولاية الجزائر العاصمة أثناء لقائهم بيومية ''الحوار'' التدني في مستوى الخدمات المقدمة لهم، هذا المشكل الذي يسميه الكثير منهم بالمشكل الأزلي الذي عانى ومازال يعاني منه الكثير من طلبة كليات وإقامات ولايات الجزائر العاصمة، ولتسليط الضوء أكثر على هذا المشكل ارتأت جريدة ''الحوار'' إثارته من خلال هذا التحقيق الذي يكشف جملة من المشاكل والظواهر الصعبة التي باتت تهدد كيان واستقرار الوسط الجامعي، وحتى يتحلى عملنا بالشفافية اللازمة وبالمصداقية المفروضة، قمنا بالتنقل إلى بعض المعاهد والكليات وكذا بعض الإقامات الجامعية. وجهتنا الأولى كانت الإقامة الجامعية للبنات ببن عكنون أو ''لاس فيغاس'' كما يحلو للبعض تسميتها، هذه الأخيرة تشكو من جملة من النقائص العديدة من حيث الخدمات، فالأسرّة غير صالحة للنوم والأغطية أكل الدهر عليها وشرب، أما حنفيات الماء فهي جافة بالرغم من وجود البعض منها في أجنحة وغرف دون أخرى...إلخ من المشاكل التي تتخبط فيها الطالبات المقيمات هناك، على غرار انعدام النظافة على مستوى الأجنحة ودورات المياه وفوضى بالمطاعم وتدني الوجبات المقدمة، وسوء النظام داخل هذه الإقامة المشهورة التي تستقطب الكثير من الطالبات القادمات من مختلف أنحاء الوطن وحتى من خارج الوطن. طوابير غير متناهية .. والنظافة في قفص الاتهام اشتكت أغلبية الطالبات المقيمات بالحي الجامعي ببن عكنون من الشجارات والمناوشات التي غالبا ما تحدث بين الطالبات وسط طوابير كبيرة ولا متناهية، من أجل الظفر بما وصفنه بوجبات قد تضر بصحة الطالب أكثر مما تنفعه، بسبب ما أسموه بقلة النظافة على مستوى المطاعم التي تعج في غالب الأحيان بالكثير من القطط، والقذارة ومخلفات الأكل. وحسب تصريحات بعض الطالبات أمثال ''حميدة'' و''دليلة'' طالبتين بمعهد الآداب واللغة العربية، فإن القاذورات بمختلف أشكالها استوطنت المطاعم الجامعية التي تفتقد للنظافة، بالرغم من وجود ميزانية مالية معتبرة تخصصها وزارة التعليم العالي لها. هذا الكلام أكدته أيضا الطالبة ''ليندة'' المقيمة بالحي الجامعي للبنات ببن عكنون والتي قالت ''لا أدري ما فائدة وجود منظفات ومواد التنظيف على مستوى المطاعم، ما دامت النظافة غير موجودة''. رمتني بدائها وانسلت! من ناحية أخرى أعربت ''جميلة'' زميلتها بالحي عن إستيائها الشديد لانعدام النظافة على مستوى طاولات الأكل، التي من المفروض أن تكون نظيفة ونقية حتى يتسنى لهن الأكل بأمان ودون خوف من الإصابة بالتسممات الغذائية التي تتعرض لها الكثير من الطالبات بسبب نوعية الوجبات. بعض الطالبات أكدن أن انعدام النظافة لا يكمن فقط في القائمين على مطبخ الحي الجامعي من طباخين أو منظفين لكنه تفشى وبكثرة بين الطالبات اللواتي كان من المفروض عليهن حسب ''جميلة'' أن تتحلين بصفات حسنة. ولعل أكثر ما يزعج الطلبة الجامعيين عموما هي تلك الطوابير غير المتناهية في مقابل حصولهم على وجبات غير صحية وفقا لما يقولون. الطلبة يحمّلون ديوان الخدمات الجامعية المسؤولية حمّل إبراهيم بولقان الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين أثناء لقائه بيومية ''الحوار'' مسؤولية تدني الخدمات في الإقامات والأحياء الجامعية، للديوان الوطني للخدمات الجامعية، هذا الأخير الذي بات بعض مسؤوليه مقصرين في أداء مهامهم، حسب ما جاء على لسان الأمين العام الذي قال بالحرف الواحد أحمّل المسؤولية الكاملة لمسؤولي الديوان الوطني للخدمات الجامعية، هؤلاء الذين قصروا في خدمة الطالب الجامعي. من ناحية أخرى أرجع محدثنا سبب تدني الخدمات إلى عجز الديوان الوطني للخدمات الجامعية عن تسيير هذا القطاع الحساس الذي رصدت له الدولة ميزانية مالية ضخمة، كاشفا عن سبب هذا العجز والذي يرجعه إلى عدم استقرار الديوان الذي تعاقب عليه 13 مديرا عاما في ظرف 13 سنة من تأسيسه، وهوما وصفه بالشيء الفظيع والكارثي الذي لا ينبغي السكوت عنه بأي شكل من الأشكال، منددا في الوقت ذاته بكل ما يحدث وسط الجامعات والإقامات فيما يخص تدني الخدمات. وللاكتظاظ حكاية أخرى .. كما حمل ذات المتحدث مسؤولية تدني الخدمات والمظاهر اللاأخلاقية التي تحدث وسط الإقامات والأحياء الجامعية للمشرفين من مسؤولين ومدراء الإقامات الذين لا يقومون بالمهام المخولة إليهم نظرا للاكتظاظ الحاصل وسط الإقامات الواقعة بولاية الجزائر العاصمة، بسبب كثرة الطلبة الوافدين على هذه الولاية العاصمية الساحلية، ضاربا بذلك أمثلة عن بعض الإقامات التي تعيش اكتظاظا رهيبا في عدد الطالبات، أين تتقاسم 8 طالبات غرفة واحدة كالإقامة الجامعية للبنات العالية بباب الزوار وإقامة بن عكنون للبنات، غير أنه اعترف بصعوبة مراقبة تصرفات كل فتاة.وفي هذا الإطار دعا إبراهيم بولقان إلى ضرورة تحسين الخدمات الجامعية حتى يتسنى للطلبة التركيز في طلب العلم الذي قدموا من أجله، كما دعا من جهة أخرى القيام بعمليات تحسيسية وسط الإقامات الجامعية للحد من المظاهر السلبية التي تحدث وسطها. سمر حيث لا سمر .. وسكان الأحياء المجاورة يشتكون وبهذا الصدد وإن كان مشكل تدني الخدمات يمس بالدرجة الأولى الطلبة والطالبات الذين حاولوا التصدي له برفع شكاوي إلى الجهات المعنية، فإن بعض المشاكل الأخلاقية وجدت من تصدى لها، فالقائمون على القطاع حاولوا بشتى الوسائل والطرق الحد من تلك التصرفات غير المسؤولة، وأتت تعليمة رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي كالصاعقة التي ضربت العديد من مرضى الأنفس. ونظرا لهذه المعطيات وجدت بعض طالبات الإقامات العاصمية أنفسهن في دائرة الضياع وفي خطر غير محسوب من قبل، فتخلت بعضهن عن مبادئهن وتربيتهن وعن الأهداف التي أتين من أجلها، بل تمردن ضد المجتمع من خلال إصرارهن على المضي قدما في طريق المتاهة واتخذن من الإقامة الجامعية مكانا لتعاطي المخدرات وتناول السجائر والحبوب المهلوسة وشرب الخمر بعيدا كل البعد عن أعين الأهل والأقارب، هذه الظاهرة الغريبة عن الوسط التعليمي والتربوي صار سكان الأحياء السكنية المجاورة لبعض الإقامات الجامعية يشتكون منها في الكثير من الأحيان ويرفعون احتجاجاتهم إلى السلطات المعنية. ومن الخبايا والأسرار التي تعج بها بعض الإقامات الجامعية للبنات الواقعة على مستوى العاصمة كما رصدته جريدة ''الحوار'' مصاحبة الطالبات لبنات جنسهن وبمعنى أدق البنات للبنات، حيث تنتحل إحداهن جنس الذكر وتنصب نفسها مسؤولة عن هاته الفتاة التي تعاشرها وتربطها بها علاقة حميمية، كما تقوم بحركات ذكورية بالاستعانة بلباس ذكوري، وما تلاحظه من تصرفات عليها هو التلفظ بكلمات بذيئة خارجة عن الآداب والأخلاق، متناسية بتصرفاتها وسلوكاتها هاته قيمها ودينها ومجتمعها. وحتى نكون صادقين مع أنفسنا ومع غيرنا فمن خلال التحقيق الذي قمنا به سجلنا حرص جل الفتيات على الالتزام بالمبادئ والقيم الأخلاقية وبالأهداف التي قدموا من أجلها والمتمثلة في طلب وتحصيل العلم. تعليمة الوزير بغلق الإقامات الجامعية تثير غضب البعض أثارت تعليمة رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي بشأن غلق الإقامات الجامعية في ساعات مبكرة غضب واستياء عدد من الطالبات الماكثات بهذه الأخيرة بحجة تضييق الخناق عليهن، حيث أوضح حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلم في تصريحات سابقة للصحافة على إثر قرار غلق أبواب الإقامات الجامعية في ساعات مبكرة، أن فئة من الطالبات تصدين بشدة للوزارة والديوان الوطني للخدمات الجامعية عندما حاولت الإدارة إلزامهن بالدخول مبكرا واحترام مواعيد غلق البوابة الرئيسية للأحياء الجامعية، كما اعترف وزير التعليم في تصريحاته عبر حصة منتدى التليفزيون ضمنيا ببروز بعض مظاهر الفساد الأخلاقي والرذيلة في محيط بعض الإقامات الجامعية، وقال إنه من المفترض على الطالبات أن يتحلين بالأخلاق الحسنة من تلقاء أنفسهن لأن هذا الأمر مرتبط بالآداب العامة والتربية دون الحاجة إلى اللجوء إلى قرار أو تعليمة وزارية. جامعة الجزائر تصدر تعليمة حظر التدخين وسط الحرم قام الطاهر حجار رئيس جامعة الجزائر مؤخرا باتخاذ قرار يحسب له، حيث أصدر تعليمة تمنع الطلبة من التدخين في إطار مبادرة أطلقت عليها مصالحه شعار: ''جامعة بدون تدخين''، نظرا لانتشار الظاهرة وسط الحرم الجامعي من باب الفهم الخاطئ للتحضر والتطور، وهو ما أكده أخصائيون نفسانيون واجتماعيون ليومية ''الحوار''. وكشف لنا أستاذ علم النفس قائلا: ''مع كل أسف نفسية الطالب الجامعي تأثرت بالتحضر والعصرنة بمفهوم خاطئ من خلال الإقدام على تعاطي التدخين والمخدرات وما شابههما '' وبهذا الصدد جندت جامعة الجزائر على مستوى كلية يوسف بن خدة عددا من رجال الأمن وكاميرات المراقبة الإلكترونية في انتظار أن تعمم التجربة على باقي معاهد وكليات العاصمة حسب تصريحات سابقة لرئيس الجامعة الطاهر حجار الذي قال: ''إن القرار سيعمم تدريجيا على باقي المعاهد والكليات، وسيتم تطبيقه في البداية بأسلوب إرشادي فقط من قبل رجال الأمن دون إلزام المدخنين، ثم يصبح ملزما بشكل تام''. وإذا كانت جامعة الجزائر قد تفطنت بخطوة حضارية لمحاصرة ظاهرة التدخين وسط الحرم الجامعي، إلا أننا رصدنا ظاهرة أخطر وعلى محدوديتها تتمثل في تعاطي المخدرات. المراحيض الملجأ الوحيد للمدخنين والمدخنات بعد صدور تعليمة رئيس جامعة الجزائر القاضية بحظر التدخين وسط الحرم الجامعي، لم يبق أمام الطلبة المدخنين سوى المراحيض التي يقولون بشأنها إنها الحل الوحيد هروبا من أعين أعوان الأمن وكاميرات المراقبة التي نصبت على مستوى كلية ''بن خدة بن يوسف''، بهدف محاربة الظاهرة التي أخذت أبعادا خطيرة. ومن خلال الجولة التي قادتنا إلى كلية ''بن يوسف بن خدة''، الواقعة على مستوى ساحة ''أودان'' بقلب ولاية الجزائر العاصمة، لاحظنا وجود فئة من الطالبات المدخنات، اللائي صرحن أنه لم يبق أمامهن سوى المراحيض كحل للخروج من ما اعتبرنه بالأزمة والورطة التي أوقعتهن فيها إدارة الجامعة، حيث قالت إحداهن : ''قرار مثل هذا لا ينبغي أن يطبق لأنه يمس بالحرية الفردية للطالب''. أكثر من نصف الطلبة الجامعيين مدخنون تعرف ظاهرة التدخين وسط الكليات، المعاهد والإقامات الجامعية تزايدا كبيرا ورهيبا، حيث انتشرت بصفة واضحة وواسعة بين أوساط الطلبة الذكور وبدرجة أقل لدى الطالبات، وقد أكدت الطبيبة المنسقة للصحة الجامعية بولعراسي، الارتفاع الكبير والمخيف في نسبة الطلبة المدخنين بجامعة الجزائر بالرغم من الحملات التحسيسية التي تقوم بها الجامعة منذ 10 سنوات ، ما دفع بإدارة الجامعة إقرار منع التدخين بها، كما أوضحت أن الطلبة غير واعين بمخاطر التدخين على صحتهم وصحة غيرهم، وصرحت عن وجود ما يقدر ب 61 بالمائة من الطلبة المدخنين و 22 بالمائة طالبات مدخنات من النسبة ذاتها، وعن وفاة 15 ألف شخصا سنويا بسبب التدخين، 7 آلاف منهم يموتون بنوبات قلبية، و5 آلاف بسبب السرطان الرئوي و3 آلاف نتيجة أمراض تنفسية، ليتبين بذلك مدى خطورة الظاهرة التي سعت إدارة الجامعة إلى محاربتها والقضاء عليها لحماية الطلبة. دراسة ميدانية تكشف تزايد تعاطي المخدرات وسط الطالبات كشفت دراسة ميدانية أجرتها المؤسسة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي بالجزائر أن 13 بالمائة من الطالبات يتعاطين المخدارت و18 بالمائة منهن يدخنن السجائر و10 بالمائة يتناولن المشروبات الكحولية في الحرم الجامعي. حيث تناولت الدراسة عينة من 1110 طالبات يعشن في الإقامات الجامعية المتواجدة على مستوى ولاية الجزائر العاصمة، وكشفت عن وجود نسبة 22 بالمائة يتناولن المخدرات يوميا وبصورة منتظمة، و39 بالمائة يفعلن ذلك داخل الإقامة الجامعية في المساء، كما أكدت تناول 52 بالمائة للمخدرات بصفة فردية و20 بالمائة من الطالبات لا يعرفن الكثير عن المخدرات في الحرم الجامعي، ويأتي القنب والحشيش على رأس أنواع المخدرات المنتشرة بين الطالبات في الإقامات الجامعية بنسبة 68 بالمائة، ثم الأقراص المستخدمة في الطب النفسي والعقلي، مثل فاليوم وارتان بنسبة 17 بالمائة، وتشكل المخدرات المصنفة قوية نسبة 5 بالمائة. وفي الأخير نبهت الدراسة إلى الخطر الذي أصبحت تشكله الظاهرة -التي اجتاحت الوسط الجامعي- وبلغت وسط الطالبات، حيث كان يعتقد أن استهلاك المخدرات محصور بين الذكور فقط، وحذرت المؤسسة من أن تتحول الظاهرة إلى وباء حقيقي بين الطلبة الجامعيين وفي المدارس، إذا لم تلتفت السلطات العمومية إلى الأمر بجدية وحزم، وإذا لم تتخذ في مواجهته أساليب المكافحة بالطرق العلمية والتوعية المطلوبة، فضلا عن اليد الحديدية. '' الحوار '' تستطلع رأي الطلبة في الموضوع في خرجات ميدانية قادتنا إلى بعض الكليات والإقامات الجامعية المتواجدة على مستوى ولاية الجزائر العاصمة، أجرينا استطلاعا لمعرفة رأي الطلبة الجزائريين في الموضوع. ومن خلال هذا الاستطلاع الذي أجريناه مع فئة من الطلبة بكل من كلية العلوم السياسية والإعلام وكلية الحقوق وجامعة بوزريعة، تبين أن جلهم ساخطون وغير راضين على تلك المظاهر، حيث حمل معظم الطلبة المسؤولية لإدارة الجامعة التي تتغاضى عن التصرفات السلبية النابعة من طرف بعض الطلبة المستهترين، كما عبرت عن ذلك ''فريال'' طالبة سنة ثالثة حقوق، فضلا عن تحمل الطلبة والمنظمات الطلابية لنصيب من المسؤولية. وللشارع رأيه.. لابد من قبضة حديدية تجاه منتهكي حرمة الفضاء الجامعي غير بعيد عن الطلبة والجامعة، قادتنا الرحلة هذه المرة في جولة ميدانية إلى الشارع العاصمي، حيث التقينا بمجموعة من المواطنين بساحة ''أودان'' بقلب الجزائر العاصمة وشارعي حسيبة بن بوعلي والعقيد عميروش، هناك تحدثنا مع الشاب رياض تاجر هذا الأخير أكد أسفه الشديد لتلك المظاهر المسجلة في الحرم الجامعي، حيث قال: ''والله شيء مؤسف أن يتحول الوسط من قبلة لطلب العلم والمعرفة إلى وكر لممارسة السيء من الأعمال بسبب قلة وعي بعض الطلبة وتسامح بعض المسؤولين، مستشهدا بعمليات التحرش التي تحدث وسطه والاعتداءات التي كان آخرها سقوط أحد الأساتذة ضحية على يد تلميذ له بولاية مستغانم''.كما أعرب الشيخ الهادي عن تذمره وإستيائه الكبير لما يحدث وسط الإقامات والمعاهد الجامعية من خلال سماعه لروايات وأحاديث شهود عيان عما يقع هناك، وحمل هو الآخر مسؤولية كل ذلك للطلبة الذين أخطأوا بفهمهم للتحضر والتفتح ولغياب إجراءات ردعية صارمة في حق كل من يتعدى على حرمة الفضاء الجامعي.