وصف سفير الجزائر بنواقشوط عبد الحميد الزهاني في خطاب خاص بالذكرى السادسة والخمسين لاندلاع الثورة التحريرية العلاقات الموريتانية الجزائرية ب » الأخوية المتميزة«،نافيا بمقتضى الحال أن تكون هذه العلاقات متعكرة، مجددا دعوة الجزائر إلى رفع التحديات الأمنية التي يواجهها البلدان، بالتعاون والتنسيق مع دول الجوار المعنية. وصف السفير الزهاني العلاقات الثنائية بين الجزائر وموريتانيا ب» الأخوية المتميزة والمتجذرة« في تاريخ البلدين والشعبين الشقيقين، ولم يتوقف عند هذا الحد بل راح ليقول إنها» علاقات أخوة وصداقة وتضامن وحسن جوار، وتعاون مثمر في شتى المجالات، لا سيما المجالات المتعلقة بتكوين الإطارات والطلبة، وترقية الموارد البشرية«، معتبرا العلاقات الجزائرية الموريتانية في هذا المجال علاقات نموذجية. وذكر ممثل الدبلوماسية الجزائرية في موريتانيا بمساهمة الجزائر منذ الاستقلال في تكوين الآلاف من الطلبة الموريتانيين، في مختلف التخصصات، مشيرا إلى أن هؤلاء بدورهم قاموا بعملية البناء والتشييد التي تشهدها موريتانيا . ولم يغفل السفير الجزائري الحديث عن التحديات الأمنية التي يواجهها البلدان، حيث قال إن »البلدين الشقيقين يواجهان تحديات أمنية كبيرة، تهدد السلم والأمن والاستقرار في شبه المنطقة» داعيا إلى العمل من أجل رفعها معا، بالتعاون مع دول الجوار المعنية، وذلك في إطار آليات التنسيق والعمل المشترك التي تم وضعها لهذا الغرض على حد تعبيره، وأشار إلى الآليات لقيادة الأركان المشتركة بين مالي وموريتانيا والجزائر والنيجر في تمنراست لمواجهة تنظيم ما يسمى ب» القاعدة في المغرب الإسلامي« . واستدل الزهاني بمدى اهتمام الجزائر بعلاقات الأخوة والتعاون وحسن الجوار مع موريتانيا بصور التضامن والأخوة وهو ما يترجم وقوفها المستمر، فعليا وعلى أرض الواقع، بجانبها، لا سيما في الظروف الصعبة يقول السفير. وأضاف ممثل الدبلوماسية الجزائرية » إننا واثقون من أن العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، ستتعزز أكثر في المستقبل، تحسبا لبناء المغرب العربي الكبير، الذي يعتبر بالنسبة للجزائر هدفا استراتيجيا ومصيريا لا نتوانى أبدا في العمل على تحقيقه، تجسيدا لآمال شعوبنا المغاربة«. وجاءت تصريحات السفير الجزائري بنواقشط في وقت تمر فيه العلاقات الثنائية بتشنج واضح بسبب موافقة السلطات الموريتانية على التدخل الأجنبي في محاربة ما يسمى ب» القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« وهو ما تعترض عليه الجزائر التي تراهن على بلدان الساحل مجتمعة في مواجهة الإرهابيين . وجاء خطاب السفير الزهاني أياما قليلة بعد العاصفة التي أثارها وزير الصحة الموريتاني الشيخ ولد حرمة بمقال نشره على نطاق واسع وهاجم فيه الصحافة الوطنية دفعة واحدة واتهمها بأنها » ناطقة باسم الإرهابيين«. وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد جدد في برقية وجهها لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة مرور الذكرى ال56 للثورة التحريرية » حرصه الوطيد والمستمر على تطوير وتعزيز عرى الأخوة والتعاون المتميزة التي تجمع بين الجزائر وموريتانيا بما يخدم المصالح المشتركة لشعبينا الشقيقين«.