أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تصميمه على مواصلة العمل الجاد مع الجزائر من أجل تعزيز أواصر العلاقة الثنائية لتحقيق تطلعات الشعوب المغاربية في اتحاد مغاربي قوي ومتماسك، وذلك وسط حديث عن إمكانية حدوث تشنج جديد بين البلدين بعد أن عينت نواقشط بلاهي ولد مكيه الذي يحمل الجنسية المغربية كسفير جديد لها بالجزائر. وجاء في رسالة تلقاها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من نظيره الموريتاني بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة أول نوفمبر ''بمناسبة احتفال الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة بالذكرى الخامسة والخمسين لاندلاع الثورة الجزائرية، يسعدنى أن أعرب لفخامتكم عن أحر التهانى وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة لكم شخصيا وبالمزيد من التقدم والرخاء للشعب الجزائري الشقيق''، مردفا بالقول ''أنتهز هذه الفرصة لأؤكد لكم مجددا تصميمنا على مواصلة العمل الجاد من أجل أن تنمو وتعزز على مر الأيام أواصر الأخوة والتعاون المتميزة القائمة بين الجزائر وموريتانيا لما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين ويستجيب لتطلعاتنا المغاربية المشتركة''. ويأتي تأكيد ورغبة ولد عبد العزيز في تعزيز علاقات بلاده مع الجزائر بعد أن ذكرت جهات موريتانية أن الطرف الجزائري مستاء من تعيين نواقشط لسفيرها السابق في موسكو بلاهي ولد مكيه سفيرا جديدا لها في الجزائر، نظرا لأن هذا الأخير يحمل الجنسية المغربية، ووالده كان ضابطا في الجيش الملكي المغربي، وهو التعيين الذي تقول بعض الأطراف إنه قد رفض من قبل السلطات الجزائرية، رغم أن وزارة الشؤون الخارجية لم تصدر إلى الآن أي خبر بشأن هذا الموضوع. وتعيد نواقشط من خلال هذا التصرف العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، رغم أن الجزائر كانت قد بادرت منذ شهور إلى دفع التعاون بين البلدين من جديد، فبداية الشهر الماضي قامت بتعيين عبد الحميد زهاني سفيرا لها في موريتانيا، وهو أول سفير للجزائر في بلاد شنقيط منذ سلسلة الانقلابات والأزمات السياسية التي عرفتها موريتانيا بداية من عام 2005 م، وهي الانقلابات التي عارضتها الجزائر معارضة مطلقة انطلاقا من التزامها بلوائح الاتحاد الإفريقي التي تنص على عدم الاعتراف بالحكومات الواصلة إلى السلطة عن طريق الانقلابات. وحرصت الجزائر رغم العثرات المتتالية للدبلوماسية الموريتانية على تلطيف الأجواء بين البلدين، حيث حضر رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح مراسيم تنصيب ولد عبد العزيز كرئيس للبلاد، كما سبق للرئيس بوتفليقة أن التقى بنظيره الموريتاني على هامش قمة الاتحاد الإفريقي بطرابلس الليبية، كما كانت الجزائر أول دولة ترسل مساعدات عاجلة للمتضررين جراء السيول جنوب موريتانيا، وأعلنت أيضا عن مشاريع مشتركة مع نواقشوط من طريق بري قد يكون الأهم في التعاون بين البلدين.